خبر رسالة بوش وتوقيع أوباما- هآرتس

الساعة 10:13 ص|07 أكتوبر 2010

رسالة بوش وتوقيع أوباما- هآرتس

بقلم: آري شبيط

لبنيامين نتنياهو ثلاثة أسباب جيدة لاستمرار البناء في يهودا والسامرة. السبب الاول هو الثقة به. فقد التزم نتنياهو تجديد البناء في خريف 2010، واذا لم يفعل ذلك سيفقد الثقة به في الداخل والخارج. والسبب الثاني البقاء. فتجميد البناء سيعزز افيغدور ليبرمان، ويُبعد شاس ويقطع بنيامين نتنياهو عن قواعد قوته في اليمين. والسبب الثالث العدل. فقد بنى اسحق رابين واهود باراك واهود اولمرت في يهودا والسامرة اثناء المسيرة السلمية. فطلب أن يسلك نتنياهو سلوكا مختلفا – في حين لا يُطلب الى الفلسطينيين فعل شيء لتقديم المسيرة السياسية – طلب غير عادل على نحو واضح.

لكن لنتنياهو ثلاثة اسباب ممتازة لتجميد البناء في يهودا والسامرة. السبب الاول براك اوباما. فاذا لم يتعاون نتنياهو مع الرئيس، فستقدم الولايات المتحدة تسوية مفروضة تُعيد اسرائيل الى خطوط 1967 باجراء عاجل خطر قد تكون نتائجه كارثة. والسبب الثاني براك اوباما. لان نتنياهو اذا دُفع الى ازمة مع الرئيس وجها لوجه، فلن تقف الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل عندما تحين لحظة الحسم الايرانية. والسبب الثالث براك اوباما. لان نتنياهو اذا جرح الرئيس فان الولايات المتحدة ستقف جانبا عندما تنزلق اسرائيل في المنزلق الدحض لسلبها شرعيتها وتصبح دولة منبوذة.

المعضلة شديدة. والشرك شرك حقيقي. من الصحيح الى الآن أن نتنياهو على حق، لكن نتنياهو ليس حكيما. إن إصراره على شأن غير حيوي يعرض مصالح حيوية اسرائيلية للخطر، واحجامه عن اتخاذ قرار قيادي يعرضه هو وحكومته في ضوء مستخف به. بعد اسابيع طويلة من التباحث بين واشنطن والقدس، ما زالت لم توجد الفكرة الخلاقة التي تخرج السلام من الوحل وتمنع مصادمة امريكية اسرائيلية في الشتاء القريب.

إليكم فكرة خلاقة وهي أن تجدد الولايات المتحدة أو تعزز التزامها لرسالة الرئيس بوش في نيسان 2004 عوض تجميد البناء في يهودا والسامرة مدة ستين يوما.

أُعطيت رسالة بوش لاريئيل شارون عوض الانفصال. وهي تشتمل على التزام غامض لأن تظل الكتل الاستيطانية وقت السلام في يد اسرائيل في حين لا يعود اللاجئون الفلسطينيون الى داخل اسرائيل. اعتاد نتنياهو إذ كان رئيسا للمعارضة الاستخفاف بالرسالة. وإذ أصبح رئيس حكومة أدرك أهميتها وطلب الى اوباما احترامها فرفض اوباما. تنشأ الآن فرصة ذهبية لوصغ صفقة  امريكية – اسرائيلية تشق الطريق وهي أن تستجيب اسرائيل الى طلب ادارة اوباما في شأن التجميد، أما ادارة اوباما فتتبنى رسالة الرئيس بوش بحرفيتها.

الحديث عند نتنياهو عن صيغة رابحة رابحة. اذا وافق اوباما فستحظى اسرائيل بانجاز سياسي مهم يحسن جدا وضعها في الساحة الدولية وفي التفاوض في التسوية الدائمة. واذا رفض اوباما فان المواجهة بينه وبين اسرائيل لن تجري على ألف شقة هزيلة في المناطق بل على الثقة بالولايات المتحدة. فبدل أن يكون نتنياهو هو الرافض، سيكون اوباما هو الرافض. وعندما يُكشف على الملأ أن رئيسا امريكيا يتولى عمله يتنكر للالتزام بذله رئيس امريكي سابق وتبناه المجلسان النيابيان بأكثرية كبيرة، ستنتقل اسرائيل عن وضع الدونية الاخلاقية الى وضع التفوق الاخلاقي.

ليس الامر تكتيكيا فحسب. من اجل إحلال سلام اسرائيلي فلسطيني ستضطر اسرائيل الى أن تحتمل أخطارا شبه وجودية. وكي تحتمل اسرائيل هذه الأخطار ستحتاج الى ضمانات امريكية صلبة. واذا كانت الولايات المتحدة تمزق ضماناتها السابقة إربا إربا، فلا قيمة للضمانات التي ستبذلها في المستقبل. وعلى ذلك فان مسألة الثقة بامريكا مسألة جوهرية. يفترض أن يدرك كل امريكي نزيه – في الكونغرس ووسائل الاعلام والغرب المتوسط – أن من يُضعف الثقة بامريكا يشوش على السلام بالضبط كمن يبني في المستوطنات. حان وقت أن يكفوا في واشنطن وفي القدس ايضا عن كونهم عادلين، وأن يبدأوا ليصبحوا حكماء ويعالجوا قضية الثقة وقضية التجميد في الآن نفسه. لا يحتمل اوباما بوش. ولم يُقدر نتنياهو شارون. لكن الصيغة الوحيدة التي ستنقذ اوباما ونتنياهو هي صيغة بوش – شارون.