خبر عمال الضفة و رحلة البحث عن لقمة عيش مغمسة بالدم

الساعة 04:54 م|06 أكتوبر 2010

عمال الضفة و رحلة البحث عن لقمة عيش مغمسة بالدم

فلسطين اليوم – الخليل (خاص)

لقمة مغمسة بالدم ..هذا حال عمال فلسطين الذين يضطرون لمطاردة لقمة عيشهم خلف الجدران والأسلاك وفي غفلة من الدوريات العسكرية والحواجز المقامة في كل مكان.

 

العامل، رامي القيسي، 28 عاماً من بلدة الظاهرية جنوب الخليل قال لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية: "إن أوضاع العمال الفلسطينيين لا تطاق، خاصة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48؛ فهم يحملون أرواحهم على أكفهم وهم في طريقهم إلى العمل؛ و لا يغيب عنهم ما تخفيه لهم الطريق من المخاطر مع استمرار ملاحقتهم من قِبَل شرطة الاحتلال وما يسمَّى بـ "حرس الحدود"، وعدم المبالاة بهم من الجانب "الصهيوني"،وعدم توفر شروط السلامة والصحة المهنية في أماكن العمل".

 

و عن حال العامل الفلسطيني إذا ما نجح في الوصول إلى مناطق عمله، يقول الهوارين: "هنا تبدأ رحلة البحث عن لقمة العيش مع صعوبة إيجاد عمل لمن لا يحمل تصريحاً، و إن وجدوا فهم عرضة للاستغلال من قبل أرباب العمل اليهود، و ذلك بتشغيلهم ساعات زيادة عن ساعات عملهم و بأجور بخسة، و في كثير من الحالات يقوم صاحب العمل باستدعاء الشرطة ليتم اعتقال العامل حتى لا يعطيه أجره".

 

و كانت قوات الاحتلال الصهيوني قد قتلت عمال فلسطينيين اثنين في أقل من 24 ساعة، أحدهما استشهد يوم الأحد الماضي و هو العامل عز الدين الكوازبة من قرية سعير في الخليل المحتلة، الذي أعدمته قوات الاحتلال بإطلاق النار عليه من مسافة صفر و هو في طريقه إلى عمله في القدس المحتلة، في حين استشهد أول أمس الاثنين شحدة كرجة من بلدة حلحول من الخليل أيضاً أثناء مطاردته من قبل حرس الحدود الصهيوني قرب منطقة ما يعرف بالكسارة في عرب الرماضين جنوب الخليل و هو في طريقه إلى عمله في النقب المحتل.

 

و بحسب الشهود، فقد استشهد الكوازبة بعد أن قام أفراد من شرطة الاحتلال باعتقاله و إعدامه بدم بارد و إطلاق النار عليه من مسافة صفر، كما استشهد كرجة بعد قيام قوات الاحتلال بإطلاق عشرات قنابل الغاز باتجاه مجموعة من العمال الذين يحاولون قطع الطريق باتجاه النقب ما أدى لإصابته بنوبة قلبية تسببت في وفاته على الفور.

 

إلى ذلك حمل العامل عرفات رشيد من بلدة يطا جنوب الخليل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن استشهاد العمال كوازبة و كرجة؛ لأنه لا يسمح بالعمل داخل الأراضي المحتلة عام 48، ويمنع تزويد العمال بالتصاريح إلا من ارتبط بمخابرات العدو وصار جاسوسًا له في بعض الحالات، وهو ما يرفضه العمال،ويضطرون إلى الفرار من الشرطة خشية سجنهم وتغريمهم غرامات لا يقدرون على دفعها".