خبر الشاباك: غنيم ليس مؤهلا لخلافة عبّاس وفيّاض يفتقر للقاعدة السياسية

الساعة 04:57 ص|06 أكتوبر 2010

الشاباك: غنيم ليس مؤهلا لخلافة عبّاس وفيّاض يفتقر للقاعدة السياسية

فلسطين اليوم-وكالات

المحلل عوفر شيلح، من المقربين جدا للمنظومة الامنية في الدولة العبرية، الى مستقبل العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية، وعرض في صحيفة 'معاريف' توقعاته في كيفية تحليل الوضع القائم، وتقدير الاحداث التي توشك على الوقوع، من قبل جهاز الامن العام (الشاباك) في ظل استمرار يوفال ديسكن في رئاسته حتى الـ15 من ايار (مايو) من العام 2011، مركزا على الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.

وبحسب المحلل شيلح فانّ جهاز (الشاباك) من المؤيدين الاساسيين لتعزيز قوة الاجهزة الفلسطينية، والتي ظهر تأثيرها على الارض بقوة اكبر منذ (اتفاق المطلوبين)، الذي بحد ذاته كان مبادرة من الجهاز.

جدير بالذكر انّ اتفاق المطلوبين بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية نصّ على قيام المقاومين الفلسطينيين من حركة فتح بتسليم انفسهم للاجهزة الامنية الفلسطينية ووقّعوا على تعهد بعدم العودة لممارسة اعمال العنف، وبالمقابل تعهدت اسرائيل بعدم المساس بهم.

واشار شيلح في معرض حديثه الى انّ الشاباك الاسرائيلي يثني على تصميم الاجهزة الامنية الفلسطينية والطريقة التي يمتثلون فيها لامرة رئيس السلطة، محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض.

علاوة على ذلك، نقل المحلل عن مصادر رفيعة في جهاز الشاباك تحذيرها من ان الوقود الذي حرّك هذا التصميم لدى تلك الاجهزة، منذ انقلاب حماس في غزة قبل ثلاث سنوات، اخذ في النفاد بقدر كبير، اذا ما دخلت مسيرة المفاوضات في غضون سنة في طريق مسدود، او اذا ما تأكّد قرار ابو مازن بالاستقالة من منصبه مما سيجعل الواقع مغايرا تماما لما هو عليه الآن، على حد قول المصادر.

واضاف المحلل الاسرائيلي، نقلا عن المصادر عينها، ان الجهاز لا يستطيع رؤية او تقدير ما سوف يكون عليه مستقبل السلطة اذا ما كفّ ابو مازن عن البقاء في منصبه، لافتا الى انّ ابو ماهر غنيم الذي يطرحه عباس خليفة له، لا يحتل مكانة الزعيم، فضلا عن سلام فياض، الذي يرى جهاز الشاباك بانّه لا ينجح في خلق قاعدة سياسية خاصة به، على الرغم من ان خطوات بناء الدولة لفياض تتقدم، والواقع على الارض جيد للفلسطينيين وانّ الاسرائيليين يكنون له الاحترام والتقدير الا ان الوضع كله قابل للارتداد، ربما ليس دفعة واحدة، ولكن في سياق سريع، على حد وصفه.

وطرح المحلل الاسرائيلي التقديرات حول ما سوف يقوم جهاز الامن العام الاسرائيلي باتخاذها، مشددا على موقفه، اي مواقف الشاباك، في بعض النقاط المختلفة، وتوقعّ، اعتمادا على نفس المصادر، ان يحذّر الجهاز من خطوات انتقالية في المسيرة التفاوضية، وان يقول ان عملية احباط مساعي حماس لاصدار العمليات ستكون صعبة على نحو خاص اذا ما كانت هناك انسحابات اسرائيلية او تغييرات في الترتيبات الامنية قبل التسوية، وبعد ذلك ستكون ازمة. في مقابل التقدير بان يؤيد قرارات جسورة في الاتفاق النهائي ـ بفرض غير معقول - بأن مثل هذا الاتفاق سيكون قبل نهاية ولاية ديسكن.

وساق المحلل شيلح قائلا انّ جهاز الشاباك قد يميل الى الجانب المتصلب بالنسبة لصفقة محتملة على الجندي الاسرائيلي الاسير لدى المقاومة الفلسطينية منذ الـ25 من شهر حزيران (يونيو) من العام 2006، غلعاد شليط، وان الضفة بتقلباتها المحتملة هي بالطبع جبهة يدرسها جهاز المخابرات، ولا تقل اهمية عن التطورات في سيناء، التي لا تزال غير موجودة في سلم اولويات الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية على حد تعبيره، وخلص الى القول انّ حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بدأت تتعامل مع شبه جزيرة سيناء على انّها الساحة الخلفية لنشاطها، وانّ عناصر الانتاج والتدريب والتنفيذ تنتقل من قطاع غزة الى سيناء عبر الانفاق وبمساعدة بدو سيناء، مشيرا الى انّ المصريين يركزون حاليا على المسائل الداخلية، ويعملون موضعيا لا بنيويا في سيناء، لافتا الى ان عليهم ويمكنهم ان يعملوا اكثر في مجال احباط العمليات المنطلقة من سيناء على ايلات، والتي اتهمت الدولة العبرية ومخابراتها بشكل رسمي حركة حماس بانّها هي التي قامت بتنفيذها في الفترة الاخيرة، على حد قوله.

جدير بالذكر ان المسؤولين الكبار في الاجهزة الامنية الاسرائيلية اثنوا على الجهود التي تبذلها اجهزة الامن المصرية في منع تهريب السلاح الى قطاع غزة، وعملها على اكتشاف الانفاق بين شطري مدينة رفح المصرية والفلسطينية وتفجيرها.

وقالت المصادر ذاتها انّ الحكومة الاسرائيلية تقدّر عاليا القدرات والامكانات التي اظهرتها قوات الامن المصرية من خلال اكتشافها للخلية الارهابية التابعة لحزب الله، التي كانت تعمل على تهريب السلاح الى قطاع غزة، اضافة الى خوضها اشتباكات مع بدو سيناء لمنع اي تهريب للسلاح الى القطاع.

يشار في هذا السياق الى انّ صحيفة 'هآرتس' العبرية كانت قد كشفت النقاب مؤخرا عن ان المخابرات المصرية تطلع اولا بأول جهاز الاستخبارات الاسرائيلي على الجهود التي تبذلها من اجل منع تهريب الاسلحة من شبه جزيرة سيناء الى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.