خبر نتنياهو – ليبرمان: ثمن الطلاق ..يديعوت

الساعة 06:45 م|05 أكتوبر 2010

بقلم: عاموس كرميل

سهل جدا التهجم على رئيس الوزراء في أنه لم يقل وزير الخارجية الاسبوع الماضي. صعب جدا – متعذر في دولة صغيرة – التسليم بالظهور الاخير لافيغدور ليبرمان في الجمعية العمومية للامم المتحدة، مع تحديه الصريح من على منصة دولية للحكومة التي هو عضو فيها، مع خطته الهاذية لتبادل السكان في ظل الدعوة الى التشويه الفظيع لخريطة الدولة، مع وفرة مظاهر العداء التي يخلقها في الخارج كي يخدم احتياجاته السياسية الداخلية.

ومع ذلك، من يعتقد ان ما يلزم لابعاد الوزير الذي كبا عن مراكز المسؤولية الرسمية هو فقط خطوة شجاعة زعامية من جانب بنيامين نتنياهو. نوصي بتذكر سابقتين ذاتي صلة. نتذكرهما، ونتذكر موضوع آخر بدأ يتدحرج في الساحة العامة بالضبط قبل خمسين سنة.

في 22 كانون الاول 1976 نفذ رئيس الوزراء اسحق رابين "المناورة اللامعة". وزيرا المفدال، اسحق رفائيل وزبولون هامر، ابعدا عن طاولة الحكومة بعد ان تورطا بخطوة أسهل بكثير من افعال ليبرمان. فقد امتنعا فقط في التصويت عن حجب الثقة (الذي فشل). الوزير الثالث من حزبهما، يوسف بورغ، سارع الى الاعلان عن استقالته – وسرعان ما اضطر رابين ايضا الى نشر بيان مشابه. هكذا فقط كان يمكنه احباط اسقاط الحكومة برئاسته، ولكن ليس "التحول" الشهير وصعود مناحيم بيغن الى الحكم.

في 11 اذار 1990 استخدم رئيس الوزراء اسحق شمير لاول مرة في تاريخ الدولة صلاحياته في اقالة وزير ونحى القائم باعماله ووزير المالية شمعون بيرس. مبرر شمير كان معه. فقد عني بيرس في حينه بما أسماه رابين "المناورة النتنة" – محاولة فاشلة لاقامة حكومة برئاسته، في ظل شراء فار من كتلة الليكود. بيرس اقيل بالفعل، الوزراء رفاقه في الحزب استقالوا، وفقط بعد ثلاثة اشهر نجح شمير في تشكيل حكومة جديدة، لم تكمل كامل ولايتها.

رابين أيضا في 1976 وكذا شمير في 1990 كانا يقفان على رأس كتلتين كبيرتين في الكنيست (49 و 38 نائبا على التوالي). وكان لكليهما خصوم الداء داخل هاتين الكتلتين، ولكنهما حظيا بدعم الاغلبية الحاسمة لاعضاء كتلتيهما. ليس هذا كان وضع رئيس وزراء اكبر منهما، لم يقل أي وزير بل فقط استقال بنفسه واكتشف في اعقاب تلك الاستقالة بان حزبه يدير له ظهره ويطلب اعتزاله الى التقاعد.

هذه الايام، قبل خمسين سنة، بدأت تشتعل "قضية لافون" – "القضية" عما عرفت – التي ملأت جدول الاعمال العام على مدى اشهر عديدة وقصرت جدا أيام حياة الكنيست الرابعة. صحيح أن دافيد بن غوريون خرج من الانتخابات للكنيست الخامسة على رأس كتلة من 42 نائبا – الحلم الرطب لكل زعيم حزب في عصرنا – ولكن تأييدهم له اخذ في الاهتزاز الى أن دفعوه الى الاستقالة النهائية من رئاسة حزبه واعتزاله المرير لذاك الحزب.

مهما كانت الاسباب، فان بنيامين نتنياهو لا يمكنه الا يتذكر ما حصل لرابين وشمير في اعقاب اقالة شركاء ائتلافيين عاقين، ومن الصعب الافتراض بانه يمكنه أن يكون متأكدا من عملية موازية لتلك التي لم يتمكن منها بن غوريون في عصر "القضية" – بتجنيد الدعم المكثف لكتلة الليكود في الكنيست لتغيير مبادر اليه لتشكيلة الحكومة. لا يمكن أن نعرف بوضوح ماذا سيحصل في هذه الكتلة اذا ما خرج ليبرمان من الائتلاف بمبادرته هو، ولكن عاصفة شديدة بل ومنفلتة العقال في اعقاب ابعاده تبدو مضمونة. مشكوك فيه ان يقف بعدها نتنياهو في رأس كتلة من 27 نائبا او في رئاسة الحكومة.

بالفعل، سبق لكسينجر ان احتج على ان ليس لاسرائيل سياسة خارجية بل سياسة داخلية فقط. ولكن ليس غنيا عن البيان ان نذكر بان كل الجلبة الحالية تجري اساسا على خلفية سياسة داخلية اخرى – لبراك اوباما.