خبر لعبة النفاق.. معاريف

الساعة 07:39 م|04 أكتوبر 2010

بقلم: شالوم يروشالمي

1- يستطيع بنيامين نتنياهو أن يجيز القرار على استمرار التجميد.  إن لم يكن ذلك في الحكومة الحالية ففي حكومة اخرى. وهذا مصحوب بطبيعة الأمر بجهد عظيم سيفضي الى ازمة مع اليمين، وصراع مع وزراء في الليكود، وتورط مع شاس، وجبهة اخرى مع ليبرمان. لكنه يستطيع ان يمنح الرئيس اوباما ستين يوما أو تسعين آخر من التجميد، وسيكون الامريكيون الى جانبه آنذاك.

لا يريد نتنياهو ان يمضي في اجراء من هذا النوع لسببين، قد يكون بينهما تناقض. الاول انه ليس زعيما من طراز تاريخي. والثاني انه لا يريد المضي الى التنازلات المطلوبة منه من اجل السلام الحقيقي، في نظر الامريكيين على الأقل. فالدولة الفلسطينية التي يراها نتنياهو في خياله بعيدة سنوات ضوئية عما يطلبه الفلسطينيون.

يجب على نتنياهو وإن لم يرد التقدم ان يجتاز على نحو ما ازمة التجميد. يجب ان يكون ذلك جزءا من تكتيك تسويفه. اذا منح اوباما شهرين فسيحصل على رزمة ضمانات ممتازة، وسيحظى ايضا باجراء تفاوض مباشر مع الفلسطينيين مدة سنة كاملة، حيث سيمنحه ذلك اسبابا كافية للتعويق أو لوقف كل شيء. لكن الولايات المتحدة آنذاك ستكون لجانبه، بعد تفضله بالتجميد.

يجب ان يأتي نتنياهو الى حكومته بهذا التفسير ويجيز القرار، فاذا لم يفعل فليبدل الخيول التي تجر المركبة. يجب ان يفعل هذا اذا كان زعيما أو خبيرا بالتكتيك على الأقل.

2- يلعب المستوطنون هنا لعبة منافقة كثيرا. فهم يعارضون معارضة بارزة استمرار التجميد حتى لو خربت الدولة والعالم. ولماذا هي منافقة؟ لأن الجميع يعلمون هناك ان التجميد كان خدعة، لكنهم يلعبون لعبة الكوارث. اذا كنتم لا تصدقونني فاسألوا يهوشع مور – يوسف من عوفرة الذي كان مدة سنين طويلة المتحدث الموهوب عن مجلس "يشع". "كانت السنة الاخيرة هي السنة الفضلى في يهودا والسامرة"، يقول.

التفسير بسيط، ومن يتجول في الميدان يرَ كل شيء جيدا: فقد علم المستوطنون قبل التجميد انه يوشك ان يحدث. ومن اجل ذلك انقضوا على الارض ووضعوا أسسا ما استطاعوا. كل الجدل الذي كان في المستوطنات على خلفية تخطيطية أو على أساس آخر مُحي بضربة واحدة. أمر زئيف حفير وهو زمبيش الجميع بالخروج والعمل في الحال بلا تأخير.

في اثناء التجميد أُتمّت في المستوطنات مئات وربما آلاف الوحدات السكنية التي بدأ المستوطنون يبنونها قبل التجميد. استطاع المستوطنون منذ السادس والعشرين من ايلول بناء البيوت التي تمكنوا من وضع أسسها فقط. لا يحدث أي شيء في الحقيقة. ويوجد ايضا نظام تعويض يعمل متكاسلا، لكن المال سيحول في نهاية الامر الى المتضررين. وهذا هو السبب الذي جعل المستوطنين لا يخرجون في اعمال احتجاج في السنة الاخيرة كما يعرفون، فتباكوا هنا وهناك فقط.

المشكلة الرئيسة في هذه اللحظة هي في الكتل الكبيرة خاصة، حيث تريد الحكومة البناء، لكنها لا تصدر مناقصات. المواجهة التي تقترب هي بين نتنياهو والحريديين الذين يجب عليهم البناء في بيتار وموديعين العليا أو في كريات سيفر، ويشعرون بأن نتنياهو يؤخرهم.

3- بدأ افيغدور ليبرمان يحقق حلمه القديم. رأيته قبل ثلاثة اسابيع في مؤتمر "اسرائيل بيتنا" في القدس. "أشعر بأنني موجود هنا في مركز الليكود"، قال ليبرمان بعينين براقتين. تعرفت في الجمهور عشرة من اعضاء المركز القدماء على الأقل جاءوا ليؤيدوه.

يريد ليبرمان ان يكون زعيم الليكود، الحزب الذي انضم اليه أول مرة وتركه في ظروف صعبة. ولان هذا لا يتهيأ له، يريد ان يسرق اليه اعضاء الليكود ومصوتيه. الطريقة هي الالتفاف من اليمين على نتنياهو الذي يمضي الى اليسار بادي الرأي. في الاستطلاعات الداخلية الاخيرة التي وضعت على مائدة  نتنياهو ما يزال الليكود يسبق كديما بنائبين (26 مقابل 24)، لكن ليبرمان و"اسرائيل بيتنا" يقفزان الى 18 نائبا.

يعرف ليبرمان هذا الوضع جيدا. كان خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة هو خطاب الانتخابات القادمة. بعد سنتين أو ثلاث، وبعد ألا يحدث أي تقدم مع الفلسطينيين، يستطيع أن يستل شعار الحملة الانتخابية المحدّث: "قلت لكم". بل قد يتبنى شعار انتخابات الليكود ذات مرة: "ليبرمان – هذا صحيح".