خبر مصادر إحتلالية: نتنياهو يضع شروطا جديدة وميتشل كاذب

الساعة 06:59 ص|04 أكتوبر 2010

مصادر إحتلالية: نتنياهو يضع شروطا جديدة وميتشل كاذب

فلسطين اليوم-وكالات

كشفت مصادر إسرائيلية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أبدى موافقة مبدئية على تمديد تجميد البناء الاستيطاني مدة شهرين إضافيين، ولكنه يضع لذلك شروطا جديدة تقترب من الابتزاز.

إذ طلب أن تتعهد إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالامتناع عن مطالبته بتمديد جديد لفترة تجميد البناء، وأن يستمر العمل في المشاريع التي بوشر بها في الأيام الأخيرة، وأن توافق واشنطن على وضع قوات إسرائيلية في غور الأردن، في إطار التسوية الدائمة للصراع، وأن يحصل إضافة إلى ذلك على جميع التعهدات الأميركية بالدعم السياسي (استخدام حق الفيتو الأميركي في بحث أي قرار في مجلس الأمن بإقامة دولة فلسطينية) والدعم العسكري.

وقالت هذه المصادر إن نتنياهو طلب من الأميركيين مساعدته على مواجهة المعارضة الواسعة في حكومته لفكرة الاستمرار في تجميد البناء الاستيطاني. فأخبرهم أنه يحتاج إلى «رزمة مكاسب» يستطيع عرضها على وزرائه ليثبت فيها أن تجميد البناء الاستيطاني يحقق لهم إنجازات كثيرة.

وبين لهم أن توازن القوى الحالي في الحكومة لا يتيح طرح اقتراح بمواصلة التجميد، حيث إن هناك 15 وزيرا يرفضون تماما أي حديث عن تمديد التجميد، هم وزراء الأحزاب اليمينية المتطرفة: 5 وزراء «إسرائيل بيتنا» بقيادة وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، و4 وزراء من حزب شاس للمتدينين الشرقيين برئاسة وزير الداخلية، إيلي يشاي، وخمسة من مجموع 14 وزيرا لحزب الليكود، ووزير حزب المستوطنين «البيت اليهودي». بالمقابل هناك 8 وزراء يؤيدون تمديد تجميد البناء: خمسة من حزب العمل و3 من الليكود. ويوجد 7 وزراء آخرون يريد نتنياهو إقناعهم بتأييد التجميد ولديهم استعداد لذلك، في حالة تقديم عرض مغر، وهم جميعا من حزب الليكود. ففي هذه الحالة سيكون الميزان 15 وزيرا مؤيدين مقابل 15 وزيرا معارضين ويكون حسم القرار بصوت نتنياهو نفسه.

ويدير نتنياهو المفاوضات مع الأميركيين بعيدا عن وزرائه، فلا يخبرهم بشيء ويطلب منهم أن لا يتحدثوا في الموضوع، ويقصر المفاوضات على مساعديه المقربين، وخصوصا مستشاره للشؤون الفلسطينية، المحامي يتسحاق مولخو، الذي عينه رئيسا للوفد الإسرائيلي المفاوض، مقابل الوفد الفلسطيني برئاسة الدكتور صائب عريقات. ويعتمد نتنياهو كذلك على وزير حربه، إيهود باراك، الذي ينقل باسمه الرسائل إلى واشنطن ويدير بعض جلسات المحادثات.

ويوم أمس، ألغى نتنياهو جلسة حكومته العادية وعاد لتكرار طلبه من الوزراء أن لا يعبروا عن مواقفهم من الموضوع. وذكرت مصادر مقربة منه أن إلغاء الجلسة، وهو أمر نادر في السياسة الإسرائيلية، جاء لأنه لا يريد أن يدخل في سجالات مع الوزراء المعارضين تؤدي إلى تسريب معلومات عن المفاوضات. ولذلك اكتفى باجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر، الذي يضم 10 وزراء وتعتبر مناقشاته سرا أمنيا.

من جهة ثانية، وفي الوقت الذي يواصل فيه المبعوث الرئاسي الأميركي السيناتور جورج ميتشل، الجهود لإيجاد صيغة تتيح استئناف المفاوضات المباشرة، نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية خبرا قالت فيه إنها اعتمدت فيه على 5 مصادر فلسطينية وأميركية، تهاجم كلا من نتنياهو وميتشل، بدعوى أنهما يضللان الجمهور.

فالمبعوث ميتشل، حسب تلك المصادر، لا يقول الحقيقة عندما يتحدث عن تقدم في المفاوضات، وعن أن القضايا الجوهرية هي التي تطرح في اللقاءات المباشرة. بينما الواقع أن المفاوضات تراوح مكانها. ولقاءات القمة الثلاثة التي التأمت بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم تدخل في عمق الصراع والقضايا الجوهرية فيه. وأنه كلما حاول عباس التطرق لهذه المواضيع كان نتنياهو يطرح موضوع الأمن باعتباره الأهم. وزاد من إحباطه أنه قال لعباس في اللقاء الثالث إنه يسعى للتوصل معه إلى اتفاق إطار للسلام خلال سنة، ولكن تنفيذ الاتفاق يجب أن يمتد على عشرين سنة. وقالت المصادر إن عباس حاول في اللقاء الأخير إطلاع نتنياهو على ما كان قد توصل إليه قبل نحو سنتين مع رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، ولكن نتنياهو تجاهل الأمر. وبدا كأنه لا يسمع ما يقول. ولذلك يشعر عباس بالإحباط من هذا التوجه وعاد للتهديد بالاستقالة إذا فشلت الجهود. إلى ذلك، بحث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس في عمان مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، والرئيس الفلسطيني، كلا على حدة، الجهود المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، حسبما أفاد مصدر رسمي أردني.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن الملك عبد الله أجرى مباحثات مع ميتشل تركزت حول المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، واستئناف الحوار الذي تعثر مع استئناف الاستيطان الإسرائيلي. وأضاف المصدر أن الملك استقبل بعد ذلك الرئيس عباس الذي يطالب بظروف مواتية من أجل استئناف الحوار المباشر.

وقال عباس إنه سيتخذ قراره النهائي حول مفاوضات السلام بعد التشاور مع المسؤولين العرب في ليبيا. ولم تحقق الجهود الأميركية الرامية إلى تذليل العقبات التي تعترض مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أي خرق حيث يتمسك كل من الجانبين بموقفه. وكان ميتشل وصل الثلاثاء إلى القدس وعقد الجمعة ثاني لقاء له خلال 48 ساعة مع رئيس وزراء إسرائيل. كما التقى الرئيس الفلسطيني الخميس. وتهدف هذه اللقاءات إلى إنقاذ مباحثات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي أطلقت في الثاني من سبتمبر (أيلول) الماضي في واشنطن.