خبر بين غزة و الضفة... الزواج ممنوع!!

الساعة 07:10 م|03 أكتوبر 2010

بين غزة و الضفة... الزواج ممنوع!!

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

مع مرور الذكرى العاشرة لانتفاضة الأقصى المباركة، تتجدد الآلام و المعاناة لدى العديد من الأسر و المواطنين،حيث لا زال هناك جزء كبير منهم يعيشون مرارة الأسر و لكن خارج أسوار السجن، جراء استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر الواصلة بين قطاع غزة و الضفة الغربية المحتلة، و انقطاع التواصل الاجتماعي و العائلي بين أفراد العائلة و الأسرة الواحدة، و منع حرية التنقل بين شطري الوطن.

 

و بين ضفتي الوطن تتناثر مشاعر الشوق و الحنين لدى الكثير من المواطنين في غزة و أسرهم في الضفة و العكس أيضاً، إذ يبدو المشهد وكأنه من فيلم سينمائي تكاثفت فيه الأحداث الدرامية إلا أنه واقعاً جسده الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين المحتلة المقسومة بحواجز إسمنتية لا عدد لها وجدار أعتى من أن يتسلقه أحد سوى بصيص أمل لانهياره أمام قوة إرادتهم وصبرهم وتحديهم لإرادة المحتل التي قامت على سياسة فرق تسد.

 

تجمع ما يتيسر لها من الأوراق الثبوتية اللازمة لتقديم تصريح زيارة إلى أهلها في الضفة الغربية، بعد فراق دام 10 سنوات بسبب الإغلاق و الحصار الجائر المفروض على القطاع من قبل الاحتلال، حيث شاء القدر أن تتزوج من مواطن من قطاع غزة.

 

المواطنة أم عبد الله الأنقر، مواطنة من مدينة الخليل المحتلة تروي لـ فلسطين اليوم حياة الشتات في المشاعر و الحنين إلى رؤية الأهل هناك:-

 

إذ تقول أم عبد الله، "على الرغم من طول الأمد في انتظار من لا يأتي قسراً وفقاً لسياسات الاحتلال التي تفرض حصاراً وإغلاقاً بين ضفتي الوطن الأسير، إلا أني لم افقد الأمل و بحثت طويلا بين جنبات مكاتب الارتباط الفلسطيني في غزة علي استطيع الحصول على تصريح زيارة حتى و لو ليوم واحد أتمكن فيه من رؤية أبي و أمي و إخوتي و عائلتي التي حرمت منهم على مدار 10 سنوات من سنين الانتفاضة، أي بعد الإغلاق الذي ضربه الاحتلال على معابر غزة مع بداية انتفاضة الأقصى".

 

و لكن المفاجأة وقعت كالصعقة على قلبها حين أبلغت بأنه لن يسمح لها بالدخول إلى الضفة الغربية إلا بالتوقيع على تعهد بعدم العودة إلى بيت زوجها في غزة إلا بعد 10 سنوات، و لن يسمح لها أيضاً بأخذ أبنائها من مواليد غزة معها إلى الضفة.

 

حكاية السيدة أم عبد الله وظروفها أقل حدة وألماً من تلك التي عانتها آمال التي قالت أنها أيضاً من غزة وشاءت الأقدار أن ترتبط بشخص من الضفة الغربية، حيث قالت في حديثها لمراسلتنا أن الأمر، أي "ارتباطها بخطيبها" لم يكن مستحيلاً وإن أدركنا أنه صعباً خاصة في ظل الإغلاقات المحكمة على قطاع غزة وفصله عن مدن الضفة الغربية في انتفاضة الأقصى التي ما زالت تبعاتها تأبى أن تغادرنا، ليلتم شملنا في مشوار الحياة القادم بما يحمله من فرح ومأساة".

 

تصمت آمال، و ما أن تلبث و أن تعود لتسرد قصتها الحزينة و تقول، تقدمنا بطلب تصريح من الارتباط المدني لأكثر من مرة و كان الرد بالرفض طبعاً بحجة أن معابر قطاع غزة مغلقة و لا يسمح بالدخول أو الخروج منها إلا للحالات الإنسانية، و تتابع بالقول: "عن أي إنسانية يتحدثون عندما يفصلون بين الأم و ابنها و الزوج و زوجته و أولاده؟.

 

آمال و خطيبها ليسوا الوحيدون بين العشرات من الشبان الفلسطينيين الذين ربط بينهما عقد قران، و فصل بينهم جبروت قوة جاءت من شتى أصقاع الأرض لتأخذ ما ليس لها بقوة النار و الحديد، حيث هناك المئات أن لم يكن الآلاف من المواطنين الذين يعيشون مرارة الفراق جراء هذا الإغلاق المستمر لقطاع غزة و فصله عن العالم الآخر.