خبر ترددات باراك، لعل هذا غير سيء..إسرائيل اليوم

الساعة 04:54 م|03 أكتوبر 2010

بقلم: يوسي بيلين

ايهود باراك اصبح مؤخرا الرجل الاكثر عرضة للتشهير في السياسة الاسرائيلية. هذا لم يحصل دفعة واحدة، بل في سياق استمر منذ ولايته كرئيس للوزراء، وتعاظم حين ترأس حزب العمل ونجح في الحصول على 13 مقعدا فقط في الانتخابات.

        يمكن القول انه نال عن حق مكانته الجديدة، بعد سنوات طويلة اعتبر فيها احد الوعود الكبرى في السياسة. يمكن القول انه احد أكبر حملة الادوات الذين كانوا هنا. كلنا "نستخدم" الواحد الاخر، ولكن باراك رفع هذه الميزة الانسانية (الحيوية بالاجمال) الى درجة الفن.

        هو شخص مختلف، باراك. عندما تتحدث اليه فانه يكثر على القول "مهم جدا" وان تعرف بان رأسه بات يوجد في شأن آخر. وهو يستيقظ متأخرا، يعزم على البيانو، يذهب الى النوم في منتصف الليل، ليس قبل أن يوقظ بضعة اشخاص من نومهم، ويطرح أسئلة يمكن أن تنتظر حتى الغد. وهو رجل حديث نادر، وبالاساس حين يكون شركائه في الحديث مستعدين للتخلي عن المنصة من أجله. رجل النهضة. فضولي كطفل، ومحلل ككبير في العمر.

أذكر تحليلاته كرئيس لشعبة الاستخبارات وتقديره حول ما سيقع في لبنان بعد أن نقيم فيه حزاما أمنيا في 1985. من يقرأ محاضر جلسات المجلس الوزاري في حينه، سيرى كم كان دقيقا. كرئيس للاركان لم يستطب حقيقة انه لم يكن مشاركا في اتفاق اوسلو. ولكن في الجلسة التي اقر فيها الاتفاق، سألته كيف كان سيصوت لو كان في الحكومة. ولم يتردد فقال: كنت سأؤيد.

        حين أنهى ولايته كرئيس للاركان كنت بين اولئك الذين سعوا الى اقناعه الانضمام الى حزب العمل. اعتقدت أن فريق القيادة سيكون بحاجة الى مرجعية أمنية كمرجعيته لتنفيذ التحدي الهائل للتسوية الدائمة حتى ايار 1999. وقد فضل هو في حينه ان يبني نفسه اقتصاديا. لا اعتقد أن باراك تسلى في امكانية الانضمام الى اليمين، ولكن حقيقة هي ان من ناحيته الحزب كان اداة. في مفهومه الفكري يؤمن بانه في كل مكان يكون فيه، سيدفع الى الامام المصلحة الوطنية دون تحيز، ولما كان لا يمكن عمل ذلك بدون حزب، فسيفعل ذلك في المكان الذي يمكنه ان يصل فيه الى المرتبة الاعلى.

        عندما قرر التنافس على رئاسة حزب العمل، تنافست ضده. وبالاساس لانه عارض الانسحاب احادي الجانب من لبنان، ولانه لم يوافق على أن يقبل برنامج حزب العمل السياسي قيام دولة فلسطينية، وبالاساس لانعدام تجربته المدنية.

        اخطأت وكنت محقا. بعد أن تغلب علي في حزب العمل وعلى نتنياهو في الانتخابات، اصبح الانسحاب من لبنان واقامة الدولة الفلسطينية موضوعين مركزيين. ومن جهة اخرى لم ينجح في اقامة ائتلاف، وقبل لحظة من امكانيته اتخاذ القرارات الكبرى، ارتعدت فرائصه. اندلاع الانتفاضة انهى ولايته.

        ولايته كوزير للدفاع في حكومتي اولمرت ونتنياهو ليست بسيطة من ناحيته. قراره الانضمام الى حكومة يمينية وتجاوز كديما من اليمين هو خطأ عسير. وهو مقتنع بالتأكيد بان هذه خطوة ايثارية من جهته، لانقاذ الدولة حتى وان لم يكن كرئيس للوزراء. التاريخ سيحكم وربما ايضا سيجد صعوبة. ولكن عندما سمعت من اولمرت بانه هو الذي دفع نحو عملية عسكرية معينة، وباراك كان هو المتردد، لن افهم ما الذي يتباهى به اولمرت.

        حيال رئيس وزراء متحمس جدا لعملية عسكرية – على احتمالاتها وأثمانها – ليس سيئا ان يجلس هناك وزير دفاع سبق أن اجتاز عملية عسكرية واحدة أو اثنتين في حياته، ويتردد.