خبر قل « نعم » لاوباما..هآرتس

الساعة 04:50 م|03 أكتوبر 2010

 بقلم: أسرة التحرير

بعد وقت قصير من استئنافها، علقت المفاوضات الاسرائيلية- الفلسطينية في ازمة كانت متوقعة مسبقا، مع انتهاء مفعول أمر تجميد البناء في المستوطنات.وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن التجميد لن يمدد، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن بالمقابل بأن المحادثات ستتوقف اذا ما استؤنف التوسع الاستيطاني. وبينما يحتفل المستوطنون باستئناف البناء، تعمل الادارة الامريكية على انقاذ المسيرة السياسية من الانهيار.

        الرئيس الامريكي، براك اوباما، يطلب من نتنياهو استئناف التجميد ولو لفترة محدودة من ستين يوما. نتنياهو يرفض ويدعي بأن الطلب غير نزيه، وأن اسرائيل أوفت بتعهداتها في الوقت الذي سوف الفلسطينيون فيه في الزمن وأن "بناءا معتدلا ومكبوح الجماح" لن يضر السلام. نتنياهو يخشى من انه اذا عاد الى التجميد، حتى لزمن قصير، فان ائتلافه سينهار.

        انطلاقا من التفهم لمصاعب  نتنياهو السياسية، يعرض اوباما عليه رزمة ضمانات امريكية تمنح اسنادا لمطالب اسرائيل الامنية في التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، وتعد بأن الولايات المتحدة لن تطالب بتجميد اضافي وستحبط محاولات نقل البحث من المحادثات المباشرة الى مجلس الأمن. اوباما مستعد لأن يوفر لاسرائيل سلاحا متطورا، يعمل على اقامة منظومة أمنية اقليمية ويؤيد طلب نتنياهو أن يرابط الجيش الاسرائيلي في غور الاردن لفترة طويلة. وكل هذا من اجل ستين يوم تجميد.

        ولكن نتنياهو يتمترس في موقفه، ويوضح بأن وحدة الائتلاف وتوسيع الاستيطان أهم له أكثر من تأييد الادارة الامريكية – بل ومن ضمانات أمنية بعيدة الأثر، كان هو نفسه طلبها من اوباما. موقفه يبعث على الشك الكبير، اذا كانت نواياه تحقيق تسوية "دولتين للشعبين" صادقة وجدية، أم أن كل شيء اقوال ترمي الى صد الضغط الدولي عن اسرائيل التي تواصل التمسك بالمناطق.

        الزعماء يُختبرون في اتخاذ القرارات في ضوء المصاعب السياسية، ولنتنياهو يوجد فقط سبيل واحد لاقناع الجمهور الاسرائيلي والاسرة الدولية بمصداقيته. عليه أن يقبل العرض الامريكي، وأن يمدد التجميد مقابل الضمانات الامريكية. هكذا فقط يظهر انه ملتزم بالمفاوضات وبالتسوية، وانه قادر على القيادة.