خبر الشق الأول سري..صحيفة تكشف تفاصيل خطيرة من ورقة الضمانات الأمريكية للاحتلال

الساعة 08:04 ص|02 أكتوبر 2010

الشق الأول سري..صحيفة تكشف تفاصيل خطيرة من ورقة الضمانات الأمريكية للاحتلال

فلسطين اليوم-وكالات

يبدو أن الولايات المتحدة برئاسة باراك اوباما قد وجدت بأن الافضل لحفظ ماء الوجه ومنع انهيار المفاوضات بسبب أزمة تجميد البناء في المستوطنات، هو تقديم ورقة ضمانات او ما تسمى برسالة اوباما حول مستقبل الحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في محاولة لإقناع رئيس الوزراء الصهيوني باتخاذ خطوة تمديد تجميد الاستيطان حتى نهاية شهر تشرين ثاني القادم، ومساعدته في مواجهة خصومه داخل الائتلاف الوزاري الذي يتزعمه نتنياهو واقناعهم بأهمية هذه الضمانات خلال ترؤسه المجلس الوزاري السباعي الأحد أو الاثنين القادمين.

ورقة الضمانات نقلها الى نتنياهو وزير الحرب أيهود باراك الذي غادر واشنطن الى تل ابيب قبل أيام، الورقة المذكورة تمت مناقشتها والتفاوض بشأنها مع الادارة الامريكية عبر خطوط الاتصال المباشر بين دبوان رئيس الوزراء ووزير الحرب وبين مكتب اوباما ومكتب رئيس مجلس الامن القومي الجنرال جونز.

مصادر عليمة مقربة من  البيت الابيض وتحديدا من أحد مستشاري اوباما أكدت لصحيفة "المنار" المقدسية أن ورقة الضمانات تتألف من شقين، الأول سري يتعلق بمسائل استراتيجية وأمنية على مستوى عال من الخطورة وبعيد كل البعد عن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وهذه المسائل تتعلق بترتيبات اقليمية استندت ادارة اوباما في اقرارها واعتمادها على الآراء والتقارير والمواقف الاسرائيلية في رسم الحلول المستقبلية بها في المرحلة المقبلة، وهي تتعلق بساحات قريبة من اسرائيل، وأخرى بعيدة، لكنها تعود بتأثير خطير على أمن اسرائيل وما ورد في الشق السري من الورقة يستهدف درء هذه الأخطار.

أما الشق العلني من ورقة الضمانات كما ذكرت المصادر لمراسل (المنار) في واشنطن، فان ما تضمنته من بنود يأخذ شكلا ضبابيا مرتبطا بموضوع الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي حيث سيقوم رئيس وزراء اسرائيل باستخدامه في تمرير تجميد جزئي للاستيطان يبعد أي انتقاد للسلطة الفلسطينية وهي في طريقها الى طاولة المفاوضات مع نتنياهو ويمنع ايضا احراج الادارة الامريكية، وهذا التجميد الجزئي سيكون محدودا من الناحية الزمنية حتى نهاية شهر تشرين ثاني القادم.

وكشفت المصادر لـ (المنـــار) أنه من الـ 14 نقطة وتحديدا الواردة في الشق الذي يتعلق بالموضوع الفلسطيني الاسرائيلي هناك اعتماد أمريكي لمواقف اسرائيلية بالنسبة للمستوطنات الكبرى التي ستضم الى اسرائيل في أي حل دائم، بما فيها المستوطنات الكبرى في محيط القدس، اضافة الى ترتيبات امنية تحقق لاسرائيل مطالبها الأمنية في الاتفاق الدائم، وبشكل خاص الترتيبات الامنية المتعلقة بالانتشار الاسرائيلي في منطقة غور الاردن والمنطقة الفاصلة التي سيتم انشاؤها بين حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية والحدود الشرقية لاسرائيل في منطقة الاغوار ومشاركة امريكية دائمة في تشغيل محطات الانذار المبكر، وترتيبات أمنية متعددة في صالح اسرائيل، وترتيبات تتعلق بالمعابر الحدودية الفلسطينية مع العالم الخارجي، وقالت المصادر أن المفاوضات والاتصالات ما زالت مستمرة بشأن ورقة الضمانات بين واشنطن وتل أبيب. ولن يتم اطلاع الجانب الفلسطيني على تفاصيل ورقة الحوافز الامريكية التي ارسلت الى نتنياهو تحت ادعاء أنها امور تتعلق بالعلاقات الاستراتيجية الامنية بين الولايات المتحدة واسرائيل.

وجاء في ورقة الضمانات الامريكية أن الولايات المتحدة وبناء على هذه الورقة تتعهد بالتأثير خلال مفاوضات الحل الدائم على الموقف الفلسطيني لصالح المطالب الاسرائيلية الامنية ومخططات تل أبيب اتجاه مدينة القدس.

وأكدت المصادر ذاتها لـ (المنــار) أن الشق الثاني من ورقة الضمانات الامريكية التي تسلمها نتنياهو يتضمن نسخة من تعهد لزعماء عرب ببدء تطبيع شامل مع اسرائيل نهاية العام الجاري، والانضمام الى محور يجري تشكيله منذ فترة للوقوف في وجه ايران.

كما يتعهد الرئيس الامريكي في ورقة الضمانات بأن تكون حلول مسائل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي انتقالية طويلة الامد مع موافقة امريكية على مخطط اسرائيلي بحفر انفاق وبناء جسور تكون تحت سيطرة اسرائيل لربط محافظات الضفة الغربية التي ستكون منزوعة السلاح تماما.

هذا اضافة الى قائمة طويلة من أنواع وكميات الاسلحة المختلفة والمتطورة التي سترسلها امريكا الى اسرائيل، وكشفت المصادر أن قيادات عسكرية وأمنية وسياسية أمريكية شاركت في صياغة رسالة الضمانات، وباطلاع عدد من زعماء اليهود، ومن بين هذه القيادات رئيس مجلس الامن القومي والمستشار دينيس روس والطاقم الاستراتيجي المشترك ودوائر الشرق الاوسط في مؤسسات امريكية هامة.