خبر لماذا لا يحترم الغرب سلطة أوسلو؟.. / خالد بركات

الساعة 11:33 ص|01 أكتوبر 2010

لماذا لا يحترم الغرب سلطة أوسلو؟.. / خالد بركات

لماذا لا يحترم الغرب الامبريالي سلطة العجز الفلسطينية في رام الله؟ ولا يقيم لها أي وزن؟ ولا يرى فيها غير أداة مطواعة، يصرف عليها باليورو والدولار، لتسليك أموره وتسهيل إدارة الاحتلال الإسرائيلي ومعاونتهم في تطويع فلسطين لخدمة مخططاتهم الاستعمارية في المنطقة؟ يقال لهذه السلطة في الجلسات السرية والعلنية: ماذا يعني مثلا لو قبلتم بالاستيطان في الضفة – مؤقتا- إلى أن تفك عقد التسوية - بدولة مؤقتة- ؟ ويقال لها: تخليتم وتنازلتم عن أمور كثيرة، فهل ستقف الأمور عند حدود الاستيطان؟ ثم لا تنسوا أننا ندفع لكم، ومن يدفع، يركب!

 

لا ينتظر الغرب "رد السلطة"، بل يستمر في تقاسم الملف الفلسطيني، يوزع فتاته على المخابرات العربية، خاصة المخابرات المصرية، التي تدير الآن "ملف المصالحة" الذي بدوره صار شانا و"ملفا أمنيا" في أدراج مخابرات العرب..

 

على يد السلطة الفلسطينية تقزمت أقدس قضية قومية وإنسانية عرفها البشر في العصر الحديث. وعلى يدها تقزمت قضية العرب المركزية، وتشوهت صورة النضال الوطني الفلسطيني، فهذه يد فلسطينية عميلة ومدسوسة، مذ قبلت أن يدفع ثمن البندقية (الجديدة) تاجر نفط ومستعمر أجنبي. ومذ تحول "الفدائي الفلسطيني" إلى شرطي أمن في رام الله وجنين، يقف تحت الشمس لحراسة بنوك فياض ومشاريع دولته العتيدة!

 

طعنت السلطة الفلسطينية الشعب الفلسطيني في ظهره، وخدعت الأمة العربية وبما في ذلك بعض الدول، وقامرت بحقوق الشعب على طاولات المفاوضات والتعهير السياسي، والآن تريدنا أن نقبل بكل كوارثها ونشرع وجودها اللا شرعي واغتصابها لقرار الشعب ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية؟

 

قطعت السلطة الفلسطينية "شرش الحياء" كما يقول لسان حال الفلسطينيين، لم تعد تخاف على أي شيء غير امتيازاتها الصغيرة التافهة فيما تدعي اليوم تمثيل الشعب ومصالحه الوطنية. إن من يجلس على طاولة اللجنة التنفيذية حول عباس مجرد مرتزقة من السياسيين والتجار، يشتري ضمائرهم ب 5 آلاف دولار، معظمهم أمناء عامون لفصائل تداعت وسقطت، و"مسؤول" يغتصب قرار تنظيمه وحزبه السياسي ويذهب مع من يدفع له أكثر.

 

الغرب الاستعماري لا يحترم هؤلاء، فمن لا خير له في أهله ، لن يكون له الخير في أي مكان، ومن يتمرد على الشعب الفلسطيني وإرادته سوف لن يجد من العالم سوى الازدراء والتقزز. إن أية قيادة حقيقية تستمد هيبتها من هيبة الشعب وكرامته الوطنية، حين تدافع عن قراره الجماعي الديمقراطي، لا عن قراراتها هي، هكذا تصبح شرعية، حتى لو لم تكن منتخبة عبر صناديق الاقتراع. فالشعب الذي تكويه سياط الاحتلال والمنافي منذ 62 عاماً لا يحتاج لصندوق انتخابات كي يعرف أن كانت قيادته تخونه أم لا. كيف والأمر يحدث أمام ناظريه وفي العراء وعلى عينك يا تاجر؟

 

الغرب الذي ينهب الأمة العربية ويسرق ثرواتها وينتهك مقدساتها، لا يرى في السلطة الفلسطينية إلا مجرد مرحلة – جزمة على الطريق، هيئة فلسطينية مؤقتة يمكن خنقها في أية لحظة نريد، هي مطية وحجة في الوقت عينه، والخلاص منها سهل وممكن في أية لحظة. لا من اجل الفلسطينيين، بل من اجل أن نجلب لهم قيادة أسوأ ألف مرة. فهل ننتظر قيادة وسلطة فلسطينية أسوأ، أن نركل هذه السلطة إلى سلة المهملات ونحمي قضيتنا وحقوق.