خبر هل اسرائيل معزولة حقا؟ .. هآرتس

الساعة 09:30 ص|01 أكتوبر 2010

بقلم: افرايم عنبار

رغم ما زعم في أحيان قريبة، فان الوضع الدولي لاسرائيل ليس سيئا جدا. بالعكس، عدد الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل يظهر تحسنا في مكانتها، ولا سيما منذ السبعينيات. في أعقاب أزمة الطاقة، كان العالم العربي في ذروة قوته وشهدت اسرائيل سلسلة من قطع العلاقات الدبلوماسية. هذا تغير، ولا سيما بعد 1991، عندما قررت عدد كبير من الدول اقامة علاقات او تطوير العلاقات مع اسرائيل. دول الكتلة الشرقية، وكذا معظم الدول الافريقية والاسيوية، اختارت اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. المعنى الاكبر كان لاقامة علاقات دبلوماسية مع دول هامة مثل الصين، الهند، روسيا، تركيا ونيجيريا.

تجدر الاشارة الى أن العلاقات مع العالم الاسلامي قد تحسنت بشكل واضح هي الاخرى. لدى اسرائيل اتفاقات سلام مع مصر والاردن. وهي تقيم علاقات غير رسمية مع دول في الخليج الفارسي وشمال افريقيا. معظم العالم العربي يؤيد مبادرة السلام للجامعة العربية. ورغم الاشكالية التي في الخطة، فان العرب يقترحون اعترافا باسرائيل وسلاما – تغيير في المواقف التاريخية. كما أن لاسرائيل علاقات سليمة مع دول اسلامية جديدة، والتواجد الاسرائيلي ملموس في دول مثل اذربيجان، كازاخستان، تركمانستان واوزباكستان.

العلاقات مع الدولة الاهم في العالم، الولايات المتحدة، تحسنت جدا منذ 1973، والعلاقة الاستراتيجية لا تزال قوية جدا، رغم الموقف البارد لادارة اوباما. على مدى أربعة عقود، بقي معدل التأييد من الجمهور الامريكي لاسرائيل مستقرا على نحو مثير للانطباع (نحو 65 في المائة).

الدول التي تواجه تحديات الارهاب و/أو الاسلام المتطرف، وهي ظاهرة واسعة الانتشار منذ 1991، تسعى الى التعاون مع اسرائيل. ولاسرائيل الكثير مما تعرضه في مجال الاستخبارات ومكافحة الارهاب.

"اوروبا القديمة" وان كانت توجد في مكان آخر تماما. ثقافتها الاستراتيجية، التي ينعدم فيها مفهوم التهديد وترى في استخدام القوة أمرا عدميا، تجعل اسرائيل عسيرة على الهضم. ويضاف الى ذلك اللاسامية التقليدية، التي ترى في اليهود المسؤولين عن مشاكل العالم. هناك جامعات اوروبية أصبحت أماكن غير لطيفة للاسرائيليين، وقسم كبير من المثقفين الاوروبيين هو مناهض لاسرائيل على نحو حدسي.

في نفس الوقت، في فرنسا، في المانيا وفي ايطاليا (مراكز القوى للاتحاد الاوروبي) هناك زعماء وديون لاسرائيل ولا يزال يمكن أن نجد في كل غرب اوروبا جيوب تأييد لاسرائيل. المخاوف المتعاظمة من الهجرة الاسلامية الى اوروبا تعدل هي ايضا التشويه في الموقف من اسرائيل.

كما أن توسيع الاتحاد الاوروبي عمل في صالح اسرائيل. الثقافة الاستراتيجية لاوروبا لـ "اوروبا الجديدة" دول شرق اوروبا، تختلف جدا عن ثقافة غرب اوروبا، وذلك لأنه يسيطر عليها مفهوم التهديد التاريخي من جانب روسيا؛ وكنتيجة لذلك، فان هذه الدول تبدي تفهما أكبر لاستخدام اسرائيل للقوة. كما يمكن أيضا أن نلاحظ بداية تعب عام من النزاع العربي الاسرائيلي المتواصل. في عدد من الدول بدأ يتغلغل الفهم بأن للفلسطينيين توجد مصلحة في استمرار النزاع وتثبيت صورة الضحية، لغرض مواصلة تلقي المساعدات المالية.

معظم المحافل الدولية بقيت مناهضة لاسرائيل مثلما كانت في الماضي. فلم يطرأ هناك تغيير، ومن الصعب الاستنتاج من ذلك بأن وضع اسرائيل ساء هناك. رغم ذلك، تجدر الاشارة الى أن الامم المتحدة ألغت قرار الجمعية العمومية من العام 1975، والذي شبه اسرائيل بالعنصرية. كما حظيت اسرائيل هذا العام بالانضمام الى النادي الاعتباري لمنظمة الـ OECD وهو انجاز دبلوماسي ضخم.

مشكلة حقيقية هي ظاهرة الكفاح القضائي، التي تستغل فيها محافل مناهضة لاسرائيل الجهاز القضائي للدول الغربية لغرض وصف الممثلين الرسميين الاسرائيليين كمجرمين. تحد اضافي لشرعية اسرائيل ينبع من المنظمات غير الحكومية، التي تولي اسرائيل انتباهاً خاصا في كل ما يتعلق بالخرق المزعوم لحقوق الانسان. التأثير الحقيقي لهاتين الظاهرتين على مكانة اسرائيل لا يزال غير واضح.

العزلة في الاسرة الدولية ترتبط بشكل عام بميزان القوى الدولي. بالفعل، الضعف المتزايد للولايات المتحدة، ولا سيما منذ تسلم براك اوباما الحكم، كشف حليفتها، اسرائيل، أمام أزمنة أقسى بقليل.

رغم كل هذا، فان اسرائيل تتدبر أمرها بالذات على نحو غير سيء في الساحة الدولية. عملياً، معظم الدول توضح بأن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لا يؤثر كثيرا على العلاقات الثنائية.