خبر عرض محظور رفضه.. يديعوت

الساعة 09:28 ص|01 أكتوبر 2010

بقلم: اورلي ازولاي

الزعيم الكبير هو الذي يعرف متى يقفز في اللحظة الصحيحة الى الجواد التاريخي وينطلق به نحو الهدف. مثل هذا الجواد محمل بكل خير بعث به هذا الاسبوع الرئيس اوباما الى بنيامين نتنياهو ودعاه الى امتطائه. رئيس الوزراء وجد أن الحمل ليس مناسبا: رفض عرض الرئيس الامريكي، وان كان ليس بشكل رسمي بعد.

اوباما طلب من نتنياهو تمديد التجميد بستين يوما. وبالمقابل ستعطي الولايات المتحدة اسرائيل ما لم تحلم بالحصول عليه على الاطلاق: من موافقة امريكية على تواجد جيش اسرائيلي في غور الاردن عبر سلاح جديد ومتطور ينقل الى الجيش الاسرائيلي وحتى ترتيبات امن تاريخية تكون الولايات المتحدة ضامنة لها. من هنا يمكن فقط التخيل ماذا كان سيعرض الرئيس الامريكي على اسرائيل لو كانت توصلت الى اتفاق كامل مع الفلسطينيين، اذا وافق على اعطاء كل هذا فقط مقابل ستين يوما آخر من التجميد. الرئيس بوش، في كل سنوات صداقته لاسرائيل، لن يعرض عليها هذا القدر الكثير مقابل هذا القدر القليل.

خطوة اوباما الاخيرة كانت اشارة لكل سكان الشرق الاوسط: قد يكون ضعيفا في الاستطلاعات، وهو يوشك على ان يبقى بدون رام عمانويل، ولكنه يعتزم الانشغال بشكل شخصي بالوساطة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية الى أن يخرج الدخان الابيض وتقام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. اوباما يلمح بان الولايات المتحدة برئاسته لن تكون فقط تلك التي تفتح وتغلق الباب كي تسمح للاسرائيليين والفلسطينيين بالجلوس والحديث في غرفة واحدة. الولايات المتحدة اوباما ستكون معمقة ونابشة.

وهو لا يرفع اليدين، لا يخلي الساحة ولا يعتزم التخلي. الان عليه ان يبقي الفلسطينيين داخل المفاوضات رغم أن نتنياهو لم يقبل العرض وانهى التجميد. وكي يحصل هذا سينفذ الرئيس في الايام القريبة القادمة انعطافة لن تحبها اسرائيل: فهو سيتبنى الموقف الفلسطيني الذي يقضي بان المفاوضات سيديرها الطرفان على اساس حدود 67، مع تعديلات حدودية لازمة وتبادل للاراضي. الفلسطينيون املوا في الدخول في المفاوضات مع مثل هذا الاعلان. اما اوباما فعارض. وقد تبنى موقف نتنياهو الذي اراد أن يربط الجياد امام العربة.

الرئيس اوباما لم يتنازل عن رأيه في أن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم في حدود 67. تكتيكيا فضل ان يؤجل هذا الى مرحلة لاحقة من المفاوضات، بعد ان تكون هناك توافقات معينة تبشر ببداية النجاح. في الاشهر الاخيرة، وعن قصد، امتنع اوباما عن ذكر حدود 67 كي لا يوقف الشياطين من سباتها. وقد أقنع الفلسطينيين بان في هذه المرحلة يوجد لهم انجاز مواصلة التجميد. لم يمنع هذا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من الظهور امام مؤتمر ايباك الاخير والحديث عن ذلك: "الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر"، قالت للمؤتمرين اليهود. "انا احث اسرائيل على الموافقة على دولتين على اساس حدود 67 وتبادل الاراضي". خطابها مر بالطبع على فحص متشدد من البيت الابيض قبل أن تلقيه امام ضيوف المؤتمر.

في الايام القريبة القادمة سيطلب اوباما من اسرائيل اتخاذ خطوات لبناء الثقة تجاه الفلسطينيين. كما سيطلب من اسرائيل تحرير سجناء فلسطينيين كبادرة طيبة لابو مازن. وهو سيبذل كل جهد مستطاع لاعادة ابو مازن الى المفاوضات، وهو يعرف بان الصفعة التي تلقاها رئيس السلطة الفلسطينية حين لم ينجح اوباما في الحصول من نتنياهو على تمديد اضافي لتجميد البناء ستكون حاجة الى اخفائها بمعونة ربته. ورفض نتنياهو الستين يوما الاخر من التجميد، والان سيقف امام امكانيتين: ان يصل الى أزمة وربما الى قطيعة مع الادارة الامريكية، الامر الذي سيمس باسرائيل او ان يوافق على ما رفضه بشدة حتى الان – اجراء نقاش على انهاء الاحتلال وعلى عودة الى حدود 67 بينما تؤيد القوة العظمة الامريكية الموقف الفلسطيني.

أما اذا رفض نتنياهو هذا ايضا، فسيمتشق اوباما المدفع الثقيل: خطة سلام امريكية. خطة كهذه توجد منذ الان في جاروره، ولكنه قرر تأجيل عرضها والسماح للطرفين بالوصول بداية الى اتفاقات بينهما. اذا لم ينجح هذا، فسيضع اوباما خطته وسيمارس كامل الضغط الذي تحت تصرفه كرئيس لقوة عظمى. وهو سيطلب من الطرفين قبول الخطة، ومن يرفضها سيعرض كمن يدق العصي في دواليب الادارة الامريكية – ولهذا فانه توجد شارة ثمن. وهو ليس بسيطا.