خبر من رب البيت- معاريف

الساعة 09:49 ص|29 سبتمبر 2010

من رب البيت- معاريف

بقلم: بن كاسبيت

(المضمون: مزق ليبرمان أمس اللثام عن وجه شريكه – خصمه القديم نتنياهو. إذ أنه طالما ذهب نتنياهو الى النوم في الليل مع ايفات، وكذا مع ايلي يشاي، فان نواياه معروفة. وقد انكشفت امس امام ناظر الجميع – المصدر),

اجتماع الامم المتحدة بكامل هيئتها رأى حتى الان امورا كثيرة، خطابات متنوعة، احداث غريبة، ولكن ظهور وزير الخارجية الاسرائيلية أمس هناك كان يشبه ظهورا تاريخيا آخر، لـ نكيتا خروتشوف الذي خلع حذاءه، وضرب فيه المنصة. ايفات خاصتنا هو ايضا خلع أمس حذاءه، ولكن بدلا من أن يضرب الطاولة به ضرب وجه رئيس وزرائه. في اجتماع الامم المتحدة بكامل هيئتها أمس لم يخطب وزير خارجية دولة اسرائيل، بل زعيم حزب اسرائيل بيتنا. وهم لم يروا حتى الان امرا كهذا. في دولة سليمة كان يفترض برئيس الوزراء أن يقيل في اثناء الليل وزير الخارجية العاق لدينا. وعليه، فليس عندنا خطر في أن يحصل هذا.

ليبرمان لم يكلف نفسه عناء اطلاع من يفترض به أن يقود الدولة ويرسم سياستها وعرض، بمبادرة شخصية جريئة، خطته السياسية الخاصة على العالم. وقد فعل ذلك بالتوقيت الاقل راحة التي يمكن ان يتصورها العقل. فبينما يتصبب نتنياهو عرقا ويجتهد كي يثبت للامريكيين، للاوروبيين وللعرب بان نواياه طاهرة وان كل ما يريده هو استئناف المفاوضات المباشرة مع ابو مازن بهدف الوصول الى السلام، ولهذا فلماذا يعاندوه على هراء التجميد الزائد هذا، ولماذا يضيعون الوقت، ولماذا لا يعطونه أخيرا المجال لصنع التاريخ. وبينما هو يدير الجهد وراء الاطلسي والضوء صوتي هذا، تلقى أمس نتنياهو من ليبرمان الحقيقة في الوجه. "الحقيقة ليست دوما لطيفة"، قال امس ليبرمان للقناة 2، "ولكن يجب قولها". إذن فقد قالها. قال انه لا امل في أي نوع من السلام مع الفلسطينيين الان، وانه ستمر عدة عقود اخرى الى أن يحصل هذا، ومن الافضل السير نحو تسوية انتقالية، واذا كان لا بد من السلام فعندها بتبادل الاراضي فقط.

بالمناسبة، يحتمل أن يكون محقا. فقد اهتم نتنياهو مؤخرا بخطة ليبرمان، بل وبفرض تحققها. يحتمل أن يكون بيبي يؤيد هذه الخطة. الموضوع هو أنه لا يعترف بذلك. بالمناسبة، ولحسن رأيي، فان خطة ليبرمان جيدة. منطقية. المشكلة الوحيدة هي أن في هذه اللحظة ليس لها أي تأييد في أي مكان، باستثناء "اسرائيل بيتنا". "لدينا حزب مع مذهب مرتب وطريق واضح"، قال ليبرمان أمس، ونسي أن ليس الحزب هو ما مثله امام الجمعية العمومية للامم المتحدة. عندما يتحدث ليبرمان في دائرة منزلية في نوكاديم يمكنه أن يتحدث باسم اسرائيل بيتنا. اما عندما يتحدث في الامم المتحدة فعليه أن يتحدث باسم دولة اسرائيل. هو لم يفعل ذلك امس. ما فعله هو اماطة اللثام عن وجه نتنياهو. قدم العرض الافضل في المدينة. ومثل أمام العالم مرة اخرى كم يمكن لدولة اسرائيل أن تكون خردة. وطرح مرة اخرى التساؤل كيف يمكن ادارة دولة بمثل هذا الوضع. اين رب البيت. من يدير الامور هنا بحق الجحيم. كل عام وانتم بخير.

* * *

الرئيس شمعون بيرس كان أمس في عريشة الحاخام عوفاديا يوسيف. وقد تحدثا في السياسة ايضا. بيرس قال، ضمن امور اخرى، انه محظور البناء في الاحياء العربية وتحدث عن اهمية المفاوضات مع الفلسطينيين. الحاخام عوفاديا، في وضعيات كهذه، يهز رأسه. في مرحلة معينة خرج مسجل المحضر من الغرفة وتقلص محفل الحضور. عندها انتقلا الى نوع من الهمس. الحاخام عوفاديا طلب من الرئيس منح العفو لشلومو بينزري، الوزير السابق ورجال شاس الذي يقضي في السجن. بعد ذلك، وحسب شهود سماع، قال الحاخام للرئيس ان ليس لنتنياهو خيار لاقامة حكومة اخرى. اما بيرس فقال ان لديه هذا الخيار بالذات. وقال بيرس، بتقديري ليبرمان لا يعتزم الانسحاب. ولكن اذا انسحب، يمكن لتسيبي لفني أن تكون وزيرة خارجية ليست أقل جودة منه، بل وربما اكثر. هذه الصيغة هي آخر صيغة نقلت بعد ان طرحت الاسئلة على البلاطين. الصيغة الاولى، الاكثر مصداقية، كانت أيضا اكثر بساطة. بيرس، حسب هذه الصيغة قال اننا يجب أن ندخل كديما الى الحكومة ويفضل أن تكون لفني وزيرة الخارجية في مثل هذه الايام.

كل الاطراف تنفي بشدة. هذا واجب. بيرس لا يمكنه أن يعترف بمثل هذا القول. ونيابة عنه قيل أن موضوع الوحدة لم يطرح في الحديث على الاطلاق، وان هناك محضر مرتب وان بيرس يؤيد ويعمل على تقدم حكومة وحدة علنا ولا حاجة الى الهمس في ذلك. المستشار الاعلامي لـ ايلي يشاي ينفي بشدة ويقول ان موضوع الوحدة لم يطرح في الحديث. وكذا ارئيل اتياس. وكذا في بلاط الحاخام ينفون. هناك لا توجد مشكلة في النفي. بيرس وعوفاديا صارا ابني 177 سنة معا. وقد وصلا الى العمر الذي يسمح لهما بان يتجاهلا اصوات الخلفية وان يقولا ما يروق لهما قوله.

في حلمه، يرى بيرس نتنياهو يفعل ما يلزم، يغير الائتلاف، يدعو لفني، يتفق معها على خطوط أساسية، الى جانب باراك، ويدعو كل من هو معني الى الانضمام. حكومة كهذه، يعرف بيرس، يمكنها ان تغير وجه الشرق الاوسط. وعليه، فمن الواجب الذكر، مزق ليبرمان أمس اللثام عن وجه شريكه – خصمه القديم نتنياهو. إذ أنه طالما ذهب نتنياهو الى النوم في الليل مع ايفات، وكذا مع ايلي يشاي، فان نواياه معروفة. وقد انكشفت امس امام ناظر الجميع، وكل رد فعل غاضب من مكتب رئيس الوزراء لن يجدي نفعا. هذا هو الوضع عندنا. يمكن خداع معظم الاشخاص معظم الوقت، ولكن ليس الجميع كل الوقت. وهذا الوقت، كما يعرف نتنياهو، آخذ في النفاد.