خبر « رجال » حبيسو منازلهم بغزة بإنتظار الفرج

الساعة 08:52 ص|29 سبتمبر 2010

 

"رجال" حبيسو منازلهم بغزة بإنتظار الفرج

غزة- فلسطين اليوم (خاص)

رجال وشباب بعمر الزهور.. تراهم مقعدي منازلهم دون البحث عن عمل حتى.. والسبب بسيط هو أنهم موظفون يتلقون رواتبهم نهاية كل شهر من حكومة رام الله بشرط البقاء في المنازل..

 

طاقة وقدرة دفنت بين جدران منازلهم الصغيرة ووسط أبناءهم وكأنهم حكموا على أنفسهم البقاء إلى جانب زوجاتهم أو حتى تبادل الأدوار معهن إذا ما كن موظفات, مما دفع العديد منهم البحث عن حلول ولكن دون جدوى وخاصة وأن حكومة رام الله قامت بقطع رواتب العديد ممن فكر في العودة للعمل في المؤسسة التي كان يعمل فيها سابقاً فاختاروا البقاء في منازلهم على فقدانهم العمل.

 

صورة لمستها مراسلة "فلسطين اليوم" والتي سمعت للعديد من القصص من ربات البيوت اللواتي رفضن فضح أزواجهن وخاصة أن العديد منهن  تذمرن من الحالة التي وصلن لها جراء بقاء أزواجهن "رهينة البيت.

 

المواطنة م-ن" قالت إنها أصبحت لاتطيق الحياة مع زوجها وخاصة أنها كانت تتوقع انفراج حالتها بسرعة ولكن دون جدوى، "حيث أصبح يدبر أمور منزلها ويصرخ في وجهها في حال تدخلت في أي شئ يقوم به سواء من تنظيف أو طبيخ أو غيرها"  

 

وتمنت أن تنتهي حالة الانقسام وبسرعة لكي تعود لمملكتها من جديد.

 

ومن جانبها , قالت المواطنة التي كادت أن تسرب اسم زوجها لفضحه, ولكنها تخشى على أبنائها ومستقبلهم, حيث أوضحت أن زوجها يعاني من حالة نفسية سيئة للغاية ويقوم بضربها قبل ذهابها للعمل وبعد عودتها من العمل, وصمتت قليلاً وعادت للحديث أن زوجها يجرحها بكلاماته القاسية أمام أطفالهما بأن رجل البيت قد عاد يا أولادي".

 

وبدأت الدموع تترقرق من عينيها وقالت:" نحن ندفع ضريبة الانقسام فزوجي أصبح معقد نفسياً " حسبي الله ونعم الوكيل على اللي كان السبب"

 

والقصص كثيرة في الشارع الغزي فالعديد منهم يقوم بضرب أولاده في كل لحظة, وآخر يحاول إشغال نفسه بالبقاء على المقاهي لساعات طويلة دون أن يبالي بما يجري من حوله, وآخرين حاولوا البحث عن عمل ولكن دون جدوى.. قصص كثيرة ولكن الساسة هم من يمتلك زمام الحل الوحيد..

 

ولعل الكارثة بعد بقاء موظفي السلطة في بيوتهم بسبب إستنكافهم وقوع العديد من حالات الطلاق وتفكك العديد من الأسر..

 

من ناحيتها، قالت الأخصائية دعاء طافش:"إن استنكاف موظفي السلطة العاملين في غزة سبب العديد من المشاكل للأسر, لوجود وضع غير طبيعي في المنزل وتبادل الأدوار, مشيرةً إلى أن الحالة النفسية أصبحت تسيطر على الرجال مما جعل الحالة داخل المنزل كرب.

 

وطالبت طافش خلال حديث خاص "لفلسطين اليوم" أن تكون المرأة في المنزل طبيب نفسي يمكن أن تعالج مثل هذه القضايا، وتحاول أن تشعر زوجها بأنه هو ملك المنزل وهو المعيل لها ولم يتغير أي شي عن السابق.

 

تجدر الإشارة الي ان معظم موظفي السلطة العاملين في قطاع غزة استنكفوا عن العمل منذ أكثر من أربعة أعوام أي منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة مما دفع سلطة رام الله لإصدار الأوامر بضرورة البقاء في المنازل والتهديد بقطع الرواتب في حال عودتهم للعمل.