خبر حرب الانترنت تصبح محور الاهتمام في استراتيجيات الحرب في كيان العدو

الساعة 12:39 ص|29 سبتمبر 2010

حرب الانترنت تصبح محور الاهتمام في استراتيجيات الحرب في كيان العدو

فلسطين اليوم – وكالات

قالت مصادر أمنية صهيونية أمس الثلاثاء إن حرب الانترنت تبلورت شيئا فشيئا لتصبح ركنا رئيسيا في التخطيط الاستراتيجي لكيان الاحتلال الصهيونية مع انشاء وحدة مخابرات حربية جديدة تشتمل على أساليب اختراق المواقع الالكترونية ذات التكنولوجيا المتقدمة.

 

وكان الميجر جنرال عاموس يادلين رئيس شعبة المخابرات العسكرية الصهيونية قد كشف النقاب في العام الماضي عن الخيارات التي تنتهجها حكومته لتخريب شبكات الكمبيوتر الرئيسية لخصوم مثل إيران علاوة على آليات حماية الأجهزة الإسرائيلية الحساسة.

 

ومنذ ذلك الوقت وضعت حكومة بنيامين نتنياهو نصب أعينها خوض حرب الانترنت بوصفها أولوية قومية. وقال مصدر رفيع شريطة عدم الكشف عن اسمه "هناك دروع مضادة للصواريخ مع إعداد الجبهة الداخلية للصمود أمام حرب صواريخ في المستقبل."

 

وكان الإعلان عن اكتشاف فيروس ستاكسنت - وهو أحد فيروسات الكمبيوتر التي تهاجم البرمجيات الصناعية - في مفاعل بوشهر النووي بإيران واحتمال تسلله إلى عمق البرنامج النووي الإيراني قد دفع الخبراء الأجانب إلى التلميح بضلوع إسرائيل في ذلك.

 

وامتنعت إسرائيل عن التعقيب عن أي عمليات بعينها. ويقول المحللون إن إمكانات حرب الانترنت تمنح إسرائيل بديلا خفيا عن الضربات الجوية التي كان من المتوقع منذ وقت طويل أن تشنها الدولة العبرية على إيران وهي الضربات التي ستصادف عراقيل عملية هائلة فضلا عن انها تنطوي على خطر إشعال فتيل حرب في المنطقة.

 

وتقول مصادر أمنية إنه على مدى العامين الماضيين أنشأت شعبة المخابرات العسكرية - المتخصصة في آليات التنصت والتصوير بالأقمار الصناعية وأساليب التجسس الالكتروني الأخرى - وحدة متخصصة في شؤون حرب الانترنت يعمل بها مجندون وضباط عاملون.

 

ولم توضح هذه المصادر حجم الإمكانات الهجومية لهذه الوحدة لكنها أشارت إلى ان دفاعات حرب الانترنت الإسرائيلية من اختصاص جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الشاباك بصفة أساسية.

 

وعلى أية حال فان درء الخطر او إلحاق الضرر بالشبكات الرقمية الحساسة يمثل أنظمة مرتبطة ببعضها. وغالبا ما تلجأ الشركات الإسرائيلية المتخصصة في التكنولوجيا المتقدمة وهي شركات رائدة في مجال أمن المعلومات الى توظيف قدامى العاملين في وحدات الكمبيوتر الخاصة بالقوات المسلحة.

 

وقالت المصادر الأمنية إن إسرائيل فطنت إلى إمكانات حرب الانترنت في أواخر التسعينات من القرن الماضي عندما اخترقت شين بيت مستودعا للوقود لاختبار إجراءات الأمن وأدركت حينئذ ان بالإمكان إعادة برمجة النظام كي ينسف او يحدث انفجار.

 

وتشير أولويات الحرب الإسرائيلية إلى أنها قد تجفل عن المواجهة المباشرة مع الإيرانيين لان المنشآت الإيرانية نائية وعديدة ومتناثرة ومحصنة جيدا.

 

وحتى اذا أفلحت المقاتلات الإسرائيلية في تنفيذ طلعات ناجحة بات من المرجح إلى حد بعيد أن تجابه إسرائيل زخات صاروخية إيرانية انتقامية أسوأ من الهجمات الصاروخية القصيرة المدى للمقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين في مواجهات دارت عامي 2006 و2009 .

 

وسيكون هناك حساب دبلوماسي عسير أوسع نطاقا يتمثل في ان القوى العالمية لا ترغب في ان تشهد حربا جديدة في منطقة الشرق الأوسط لاسيما في الوقت الذي يجري فيه الإعداد لعقوبات ضد البرنامج النووي الإيراني الذي تصر إيران على انه سلمي.

 

وقال مصدر امني صهيوني ان مخططي وزارة الحرب الصهيونية لا يزالون يتجادلون في مزايا حرب الانترنت ومساوئها.

 

وقال المصدر "إنه أمر زئبقي لكنه فعال والضرر الذي يحدثه يصعب تعقبه وتقدير حجمه."