خبر الباراكي الأخير -معاريف

الساعة 10:28 ص|28 سبتمبر 2010

الباراكي الأخير -معاريف

بقلم: ران يغيل

(المضمون: يؤيد الكاتب عودة ايهود باراك الى تولي رئاسة الحكومة الاسرائيلية لأنه الوحيد القادر على تقديم المسيرة السلمية - المصدر).

        قد يدهش الأمر القراء، لكنني أعتقد ان ايهود باراك هو الرجل الصحيح لرئاسة الحكومة وقيادة مسيرة السلام. صحيح، له شقة فخمة تساوي ملايين وليس زعيما عماليا تقليديا، بل هو خريج كيبوتس ورجل عسكري يؤمن بالقوة وصاحب أموال اليوم، ومع ذلك فانه يستحق ويستحق أن يكون زعيما.

        حسبنا – شبعنا زعماء بسامين، وودودين وانسانيين. اذا كان يوجد شخص ما يتابع تركة رابين بالمعنى السياسي، وهذا هو المهم، فانه ايهود باراك. ففي يد نصل السيف ذي الحدين، وفي اليد الثانية المسودة المستقبلية لاتفاقات السلام. لا يوجد ما نفعل. هذا هو اسم اللعبة في الشرق الاوسط العنيف الدامي – الكتاب والسيف. كان رئيس أركان ممتازا وهو وزير دفاع منقطع النظير بحسب جميع الاعتبارات. إن أكثر الجمهور إما لا يحتمله ويلقي عليه التهم جزافا، وإما يطالب بالاحتفاظ به في المجال الضيق لسيد الأمن. وأنا أنتمي الى تلك القلة ممن يتعجب كل من يتحدث اليهم، اولئك الذين يزعمون أنه حان الوقت لمنحه فرصة أخرى لقيادتنا. إن بيبي قد حصل الآن بعد كل شيء على فرصة الجولة الثانية، ولست أكره والعياذ بالله رئيس حكومتنا، لكن باراك أكبر موهبة.

        هلم نعد انجازاته. برغم أن زملاءه يزعمون أنه يصعب العمل معه في عمل جماعي، يبرهن الواقع على أنه زعيم يساري براغماتي جدا: فهو جندي وقائد لامع أخرجنا من غزة وأريحا عندما كان رئيس أركان، وشارك في صياغة اتفاق السلام مع الأردن، ولم يهرب قط من تسالم (أؤمل أن تكونوا الآن أقل تصديقا لخطابة تساحي هنغبي الفارغة)، ومنح يونتان بولارد الجنسية الاسرائيلية، واعتذر حقا من المس بالطوائف الشرقية، وتبين أن قضية الروابط باطلة، ومنح عرفات كل فرص العالم للتوصل الى انجاز سياسي، وحاول أن يقود ثورة في مجال الثورة المدنية وحرية الفرد، وشجع السياحة الى البلاد – الدينية والعلمانية معا، وفي عهده نمت صناعة الهايتك (يبدو أن باراك رجل أعمال جيد أيضا)، وأخرجنا من لبنان، ولا يخاف السوريين ويقدم محادثات سلام معهم (لم يعقه هذا عن مهاجمة مفاعلهم الذري)، وهو الأشد فهما لتفكير الايرانيين، وعالج عصيان عرب اسرائيل (أما ليبرمان بالقياس اليه فانه يتحدث فقط)، وهو صديق للمؤرخ بني موريس ودافع عنا الرأي العام في العالم، وأدار على نحو لامع عملية الشتاء الساخن وعملية الرصاص المصبوب.

        افترض أنه يمكن من الفور معارضة كل مادة هنا وأن يقال: "أجل، صحيح، لكن هذا ليس على هذا النحو بالضبط لأنه...". من فضلكم، اصنعوا ذلك بقائمة الردود الطويلة التي ستطول عندما ينشر هذا الرأي في الانترنت.

أنا صلب في رأيي أنه كي تتحرك الأمور في هذه الدولة بمرة واحدة والى الابد ينبغي أن تعاد السلطة الى مباي. فقد حركوا الأمور. لم يكن عندهم ركود وفسادهم يشحب إزاء الفساد اليوم. عندما أقول مباي فانني اقصد العقلية لا الحزب بالضرورة. نحن نحتاج الى زعيم قوي يقود مسارا إما الى هنا أو الى هناك. بن غوريون أو اريك شارون أو شخص ما يفعل ثم يتحدث بعد ذلك. باراك هو كذلك بالضبط. فهو يعرف كيف يرعب العالم العربي لأنه سيد حرب داهية، لكنه سيحرص حرصا شديدا أيضا على اتفاقات السلام. هذا الرجل ببساطة يسبق عصره اما ما سواه فماء في ماء.