خبر س. ج – المفاوضات- إسرائيل اليوم

الساعة 09:25 ص|27 سبتمبر 2010

س. ج – المفاوضات- إسرائيل اليوم

ما رغبتم في معرفته ولم تتجرأوا على سؤاله

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: نتنياهو، مثل عباس، يفضل تسوية دائمة، لانه يتطلع، وعن حق، الى انهاء النزاع ونهاية مطالب الطرفين، ولكن من أجل الحصول على هذا سيتعين ع يه أن يدفع ثمنا غير مستعد لان يدفعه - المصدر).

سؤال: حل ستحل مسألة تجميد الاستيطان؟

جواب: لا. الحل الوحيد سيتوفر عندما تتقرر، أخيرا، حدود بين اسرائيل وفلسطين. حتى ذلك الحين ستستمر عملية انزال الايدي انطلاقا من الامل في أن يكتفي الائتلاف اليميني بالنهاية الرسمية للتجميد، بينما القيادة الفلسطينية ستكتفي في أن يكون البناء في المناطق متواضعا. هذه صيغة مؤكدة للجدالات والخلافات.

سؤال: ما هو سليم عمله الان؟

جواب: استغلال الاستعداد الامريكي لتوظيف زمن وطاقة في حل النزاع، وايجاد ثلاث قنوات مفاوضات متوازية تمهيدا لاتفاق دائم: مع م.ت.ف، مع سوريا ومع لبنان، لضمان التطبيق الكامل للمبادرة العربية (التي تعني، ضمن امور اخرى، سفارات للدول العربية والدول الاسلامية في القدس، عاصمة اسرائيل)، وضمان تمويل دولي لتحقيق الاتفاقات، وضمانات أمريكية لامننا.

سؤال: ماذا كفيل أن يحصل في الواقع؟

جواب: في ضوء الفارق بين مواقف الحكومة ومواقف الحد الادنى الفلسطينية لن يكون ممكنا الوصول الى تسوية دائمة، بل الى تسوية جزئية، في اطارها تقام دولة فلسطينية على معظم مناطق الضفة. اتفاق كامل مع سوريا ممكن على خلفية الحوار الذي جرى بين حكومة نتنياهو الاولى وبين الاسد الاب. في نهاية التسعينيات أعرب نتنياهو عن استعداده للتنازل الكامل عن هضبة الجولان (نتنياهو ينفي ذلك ويدعي بانه وافق فقط على انسحاب حتى خط الجروف. دنيس روس يصر على أن تعهدا كاملا اعطاه مبعوث نتنياهو).

سؤال: على ماذا كفيل السوريون ان يوافقوا؟

جواب: اتفاق مع السوريين كاد يتحقق في محادثات شيبردستاون في العام 2000، التي شارك فيها كلينتون، ايهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع. في نهاية المطاف الاستطلاعات التي رآها باراك، ولم تظهر فيها اغلبية لانسحاب من الجولان، دفعته الى عدم استنفاد الفرصة (وهو ينفي ان هذا كان السبب. كلينتون قال انه سمع ذلك على لسانه). السوريون أعربوا في حينه عن استعداد لان تجرد هضبة الجولان التي ستعود الى سوريا، لعلاقات دبلوماسية كاملة، ترتيبات امنية، وتوزيع متفق عليه للمياه. كل هذا يبنى على موافقة اسرائيلية للانسحاب الى الخط الذي وجد فيه الطرفان نفسيهما عشية حرب الايام الستة.

سؤال: هل الفلسطينيون يفضلون المحادثات معهم فقط أم مظلة أوسع في اطارها تجرى مباحثات في قنوات اخرى؟

جواب: علناً سيؤيد الفلسطينيين القنوات المتوازية. عمليا، فانهم يفضلون الحصرية، انطلاقا من التخوف بان التنازلات ستعطى للسوريين، وعندها الضغط عليهم سيكون أكبر للمساومة مع اسرائيل.

سؤال: هل سيعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة يهودية؟

جواب: نعم، كجزء من الاتفاق الدائم. هذا مطلب اسرائيلي منطقي. فبعد كل شيء يدور الحديث عن تطبيق قرار الامم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947. الصيغة لذلك اتفق عليها في مبادرة جنيف: "هذا الاتفاق يشير الى الاعتراف بحق الشعب اليهودي في دولة والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولة، دون المساس بالحقوق المتساوية لمواطني الطرفين".

سؤال: هل سيوافق الفلسطينيون على تجريد دولتهم؟

جواب: سيوافقون على دولة غير مسلحة، توجد فيها شرطة قوية لحماية القانون والنظام. فلم يطرح في أي مفاوضات رسمية أو غير رسمية من جانبهم مطلب اقامة جيش.

سؤال: هل سيصر الفلسطينيون على عودتنا الى حدود 1967؟

جواب: في حجم الارض – نعم. في مكان الحدود – لا. فهم مستعدون لان توجد بعض من الكتل الاستيطانية (ليس ارئيل التي في قلب السامرة) تحت سيادة اسرائيلية، وبالمقابل تحصل الدولة الفلسطينية على أرض مماثلة في حجمها (نحو 3 في المائة)  من اسرائيل السيادية.

سؤال: هل سيتنازل الفلسطينيون عن "حق العودة"؟

جواب: مثل هذا التنازل سيكون نتيجة التسوية الدائمة، ولكن لن يكون اعلان عن ذلك. فقد قبل الفلسطينيون اقتراح كلينتون لحل كامل لمشكلة اللاجئين حيث أن جوهر الحل هو استيعابهم في الدولة الفلسطينية التي ستقوم ومنح تعويضات مالية. قرار اسرائيل في استيعاب رمزي للفلسطينيين سيكون خاضعا لاعتباراتها.

سؤال: هل سيصر الفلسطينيون على سيادة في القدس؟

جواب: نعم. عاصمتهم ستتضمن الاحياء العربية في شرقي القدس، الحي الاسلامي، المسيحي، ومعظم الحي الارمني والحرم. وستكون لاسرائيل سيادة على القدس الغربية، على الاحياء اليهودية في شرقي المدينة، على الحي اليهودي وعلى قسم من الحي الارمني، وعلى المبكى.

سؤال: هل سيكون ممكنا قبول ادعاء عباس بان اتفاق دائم مع اسرائيل سيطرح على استفتاء شعبي ويلزم حماس ايضا؟

جواب: رسميا نعم، أم عمليا لا. حماس ستحاول عرقلة كل اتفاق او استفتاء شعبي. وعليه، حتى لو توصلنا الى اتفاق دائم، سيتعين على قسم هام منه ان ينتظر اياما افضل.

سؤال: ما هي المفاجأة التي يعدنا بها نتنياهو؟

جواب: نتنياهو يعرف انه في اللحظة التي يعرض فيها مواقفه الاولية في المفاوضات، سيوجد في الاقلية حيال كل العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، في الوقت الذي تقبل فيه اغلبية هائلة من العالم مواقف عباس. هذا هو السبب في أنه حتى في المحادثات المغلقة مع اوباما لم يعرض حلولا محددة، بل استعداد مبدئي لقطع شوط طويل.

        مواقف نتنياهو في 2010 تذكر جدا مواقف المعراخ في السبعينيات: استعداد لحل وسط اقليمي، ابقاء غور الاردن في يد اسرائيل، ضمان سيادة اسرائيل في القدس، عرض موضوع اللاجئين كموضوع غير ذي صلة باسرائيل، ووعد بان يبقى أمن الضفة في يد اسرائيل. هذه المواقف لم تجلب المعراخ الى أي مكان ولن تجلبنا ايضا الى تسوية دائمة.

        كي لا يطرح مواقف لن يمنحها أحد الاسناد، يفضل نتنياهو الحديث بشكل عمومي عن تفهمه للحاجة الى التنازلات، ووضع حافة عالية أمام المرحلة التي يتعين فيها عليه أن يعرض مواقف واضحة. هكذا تمسك بشعار "اذا اعطوا – فسيأخذون" في ولايته الاولى، وهكذا يطرح الان مطلب الاعتراف بدولة يهودية وكأن هذا هو الامر الاهم في المفاوضات. اذا فاجأ نتنياهو، فانه سيفاجىء نفسه ايضا. ليس لديه خطة لحل "من خارج العلبة" للنزاع، واذا ما فاجأ – فسيكون هذا الاستعداد لتبني مواقف معسكر السلام.

        هل سيكون مستعدا لان يعترف، مثل سلفه، اولمرت بانه اخطأ على مدى عشرات السنين وان السبيل الوحيد لتجسيد الصهيونية هو سبيل رابين – بيرس – باراك – كلينتون – جنيف؟ من الصعب التصديق. وعليه يخيل أن الاتفاق الجزئي سيكون عمليا أكثر من ناحيته. هو نفسه، مثل عباس، يفضل تسوية دائمة، لانه يتطلع، وعن حق، الى انهاء النزاع ونهاية مطالب الطرفين، ولكن من أجل الحصول على هذا سيتعين ع يه أن يدفع ثمنا غير مستعد لان يدفعه.