خبر كيف ننتمي لشعب- هآرتس

الساعة 10:04 ص|26 سبتمبر 2010

 

كيف ننتمي لشعب- هآرتس

بقلم: شلومو زاند

أدولة يهودية أم ديمقراطية اسرائيلية؟ في التفاوض الذي يجري في ظاهر الأمر بين اسرائيل والفلسطينيين طلب بنيامين نتنياهو من هؤلاء الآخِرين الاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية. ربما يمكن فهم رئيس الحكومة. إن شخصا يقل جداً من إقامة ميراث الاعتقاد اليهودي ليس على ثقة بهويته اليهودية، ومن هنا يأتي أيضا عدم ثقته بهوية دولته. ومن هنا أيضا تأتي الحاجة الى الحصول على موافقة جيراننا.

سمع القليل جدا من أصوات الانتقاد في اسرائيل على النزوة الجديدة التي لم يكن تعبير عنها حتى الان في علاقات اسرائيل الدبلوماسية. كافحت اسرائيل  مدة سنين كي يعترف العالم  العربي بوجودها. لكن منذ آذار 2002، عندما قبلت الجامعة العربية والعالم الاسلامي مبادرة السعودية للاعتراف باسرائيل في حدود 1967، نشأ تهديد مخيف هو السلام، قد ينقض وبحق صبغة الدولة اليهودية من الداخل.

من الحائط الى الحائط، من اسرائيل بيتنا الى ميرتس، ومن الصحفيين المتنورين حتى أساتذة الجامعات العلماء – يوجد إجماع يؤيد تعريف اسرائيل بأنها دولة يهودية. بيد أن هذا التعريف يشبه على نحو عجيب تعريف ايران بأنها جمهورية اسلامية أو تعريف الولايات المتحدة بأنها دولة مسيحية. صحيح، يوجد انجليكانيون أمريكيون يعتقدون ان صبغة الولايات المتحدة المسيحية على خطر ولهذا يجب اقرارها بالتشريع. لكن الولايات المتحدة – مثل سائر دول العالم المتنور كلها – ما زالت ترى نفسها دولة تنتمي الى مواطنيها كافة بغير تفريق في الدين والاعتقاد.

لا، لا، سيقول لي أكثر الاسرائيليين؛ فاليهودية او اليهود ليست دينا بل شعبا. لهذا لا يجب على اسرائيل أن تنتمي الى مواطنيها كافة بل الى يهود العالم الذين يفضلون كما تعلمون ألا يعيشوا فيها. عجيب، لم أعلم حتى الآن أنه يمكن الانضمام الى شعب بتبديل الديانة فقط لا بالمشاركة في الثقافة اليومية المشتركة. أوربما توجد ثقافة شعبية علمانية يهودية لا أعلمها؟ أوربما يعرف وودي ألن، وفيلب روت وآخرون جيدا اللغة العبرية، والسينما والأدب والمسرح الاسرائيلي ويشاركون مشاركة فاعلة فيها سراً؟ إن أفضل تعريف للانتماء لشعب هو في رأيي القدرة على معرفة اسم فريق كرة قدم واحد على الأقل ينافس في الألعاب القطرية.

المشكلة هي أن المشروع الصهيوني، الذي أنشأ هنا شعباً جديداً، ليس راضيا البتة عما فعلت يداه، ولهذا ينظر اليه نظره الى وغد ويفضل التمسك بفكرة شعب – عنصر يهودي، يمكن في هذه الأثناء الربح من وجودها المتوهم. ينبغي أن نتذكر أن التعاطف القوي الموجود بين الانجليكانيين او شراكة المصير بين البهائيين لا تجعلهم شعوباً او قوميات. تعلمون أن رام عمانوئيل ينتمي الى الأمة الامريكية، وأن برنانر كوشنير ينتمي الى الشعب الفرنسي. لكن الولايات المتحدة اذا عرفت نفسها غداً بأنها دولة أنجلوسكسونية لا مجرد أمريكية، أو طلبت فرنسا أن يعرفوها بأنها جمهورية غاليّة كاثوليكية لا فرنسية فان هذين الاثنين سيضطران الى الهجرة الى اسرائيل. وأنا على ثقة بأن كثيرين منا يتمنون هذا. وهذا سبب آخر للأصرار على أن تكون اسرائيل دولة الشعب اليهودي لا ديمقراطية اسرائيلية.

ولما كان غير اليهود بيننا لا يستطيعون التماهي مع دولتهم، فقد بقي لهم أن يتماهوا مع السلطة الفلسطينية او مع حماس أو مع فيلم "أوتر"، وربما أن يطلبوا غداً أن يكون الجليل الذي لا توجد فيه أكثرية يهودية كما تعلمون، كوسوفو الشرق الاوسط.