خبر واشنطن تتطلع إلى تأييد عربي واسع لأبو مازن في قمة سرت

الساعة 06:45 ص|26 سبتمبر 2010

واشنطن تتطلع إلى تأييد عربي واسع لأبو مازن في قمة سرت

فلسطين اليوم-وكالات

على الرغم من أن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تعمل على مدار الساعة لإقناع إسرائيل بتمديد تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، فإن المسؤولين الأميركيين يريدون من الفلسطينيين مواصلة المفاوضات المباشرة، حتى وإن رفضت "إسرائيل" وقف الاستيطان. وقال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان: «لا نعتقد أن أيا من الطرفين يجب أن يستخدم تهديد الانسحاب لقطع عملية فيها وعد بجلب الأمن لإسرائيل ودولة للفلسطينيين».

والتقى فيلتمان مجموعة من الصحافيين في نيويورك مساء أول من أمس، قاطعا سلسلة اجتماعات استمرت حتى ساعات متأخرة من مساء أول من أمس لبحث عملية السلام لتوضيح الموقف الأميركي من الأزمة المتعلقة بالاستيطان. وشرح فيلتمان أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، عقدت لقاءات عدة لهذا الغرض.

والتقت كلينتون الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ووزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك، في محادثات وصفها فيلتمان بالمكثفة من أجل حماية المفاوضات المباشرة التي انطلقت قبل شهر وتواجه تحديا حقيقيا مع رفض إسرائيل وقف الاستيطان.

وامتنع فيلتمان عن الخوض في تفاصيل المحادثات، مكتفيا بالقول: «نعلم أن هذه قضية مهمة، وأن الوقت قصير».

والتقى فيلتمان مع عدد من المسؤولين العرب والفلسطينيين والإسرائيليين لبحث هذه القضية، والتوصل إلى تنازل يرضي جميع الأطراف، بينما بات الوقت ضيقا مع استعداد المستوطنين للعودة إلى النشاط الاستيطاني.

من جهة أخرى، حرص مسؤولون أميركيون على لقاء المسؤولين العرب المجتمعين في نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة لحثهم على مواصلة دعمهم السياسي لعباس، وزيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية.

وقال فيلتمان: «هناك محادثات حول إمكانية بناء المؤسسات وبناء القدرات بأسلوب يتبعه رئيس الوزراء، سلام فياض»، وأضاف: «نحن نأمل أن يواصل العرب الدعم الأساسي للسلطة الفلسطينية ويدعموه لأن عنصر بناء المؤسسات جزء أساسي من السلام في الشرق الأوسط، فنحن بحاجة إلى مؤسسات ذات مصداقية وقادرة على العمل من أجل الدولة الفلسطينية وقت إقامتها»، وأردف قائلا: «أظن أن كلام الرئيس في الجمعية العامة كان واضحا، وإننا نأمل أن يجد العرب، تماشيا مع روح مبادرة السلام العربية، طرقا لتوضيح ما هي الفوائد لإسرائيل لنوع السلام الشامل الذي تتحدث عنه الوثيقة».

وتتطلع الإدارة الأميركية إلى القمة العربية الاستثنائية في سرت في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لتكون مناسبة يعيد العرب تأكيدهم على المبادرة العربية، كما تريد أن تتفق الأطراف العربية على تواصل أكبر مع إسرائيل.

والتقت كلينتون وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا، في نيويورك لبحث التحضيرات للقمة، وما سيتضمنه جدول أعمالها بشأن السلام.

وقال فيلتمان: «نحن نأمل أن تظهر القمة العربية في 9 أكتوبر أن العرب ما زالوا ملتزمين بمبادرة السلام العربية، وأن العرب يواصلون دعم الرئيس عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية.. وفي رأينا، فإن الدعم العربي للرئيس عباس كان ضروريا لإطلاق المفاوضات المباشرة، ونأمل أن تستمر».

وبينما تحاول الإدارة الأميركية حماية عملية المفاوضات المباشرة، تسعى إلى إطلاق المفاوضات على المسار السوري.

وتلتقي كلينتون وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في نيويورك، غدا، لبحث إمكانية بدء المفاوضات المباشرة بعدما قام المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، والمسؤول عن المسار السوري والفلسطيني، فريد هوف، بزيارات عدة إلى دمشق وبيروت من أجل الهدف نفسه. واعتبر فيلتمان أن لقاء كلينتون مع المعلم يجسد «أملنا بأن الوقت مناسب للتقدم إلى الأمام في محاولة إعادة إطلاق المسار السوري». وأوضح «نحن نريد سلاما شاملا، ويجب أن يشمل السلام المسار السوري.. من الضروري جدا أن تكون سورية جزءا من هذه العملية، ولهذا نحن نتحدث إلى الإسرائيليين والسوريين حول أفضل طريقة لإطلاق عملية سلام ذات مصداقية بين البلدين». ولا تقلل إدارة من أهمية الخلافات التي ما زالت بينها وبين سورية، ولكنها في الوقت نفسه تؤكد أن «سياسة الحوار والتواصل» ضرورية لحل تلك الخلافات.

وقال فيلتمان: «لدينا الكثير من الخلافات مع سورية، وهذه الخلافات لن تختفي بين ليلة وضحاها، ولكن نحن نعترف بأن من مصلحتنا أن نفعل ما نستطيعه للتواصل مع السوريين والإسرائيليين في عملية السلام التي يمكنها أن تؤدي إلى السلام الشامل».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تأثير المسارين، السوري واللبناني، على الفلسطيني، قال فيلتمان: «في رأينا أن هذه المسارات بإمكانها أن يدعم بعضها بعضا، وإذا استطعنا أن نحصل على تقدم على كل هذه المسارات، فستصبح بإمكانها أن تدعم بعضها بعضا». وأضاف: «الفلسطينيون أبلغونا بأنهم يؤيدون إطلاق المسار السوري أيضا، وفكرة التسعينات من القرن الماضي بأن مسارا يتنافس مع آخر لم تعد موجودة، والجميع يعترف بأن التقدم معا لديه نتائج إيجابية لكل المسارات».