خبر حملة استرداد الجثامين: تسليم العاروري « انجاز أولي » و نسعى للمزيد

الساعة 10:38 ص|25 سبتمبر 2010

حملة استرداد جثامين الشهداء ...تسليم جثمان العاروري "انجاز أولي" و نسعى لتسليم 320 جثمان

فلسطين اليوم- رام الله

كان الانجاز الكبير الذي حققته اللجنة الشعبية لاسترداد جثامين الشهداء باستعادة جثمان الشهيد مشهور العاروري و المحتجز لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ 34 سنة، حافزا لهذه الحملة للسعي الجاد للضغط دوليا و عربيا و عالميا لاستعادة جثامين كل الشهداء الفلسطينيين المحتزين فيما يعرف بمقابر الأرقام.

 

كما أن هذا الانجاز فتح الأمل لدى المئات العائلات التي لا زالت تنتظر إغلاق قبور أبنائها المفتوحة منذ استشهادهم و حتى الآن بسبب احتجاز جثامينهم.

 

أمل بإغلاق قبر مفتوح

تقول والدة الشهيد احمد حمد من منطقة نابلس أن العائلة جهزت قبر شهيديها منذ استشهاده في العام 2002 ولا يزال مفتوحا حتى الآن و إن كل محاولاتهم  على جثته ودفنها حسب الطقوس و المراسم الإسلامية باءت بالفشل بسبب تعنت سلطات الاحتلال.

ولا تعرف عائلة الشهيد حمد كان جثمان شهيديها حتى الآن ولا مكان دفنه رغم ما يردها من كونه موجود في إحدى مقابر الأرقام، ومن خلال التوجه لهذه الحملة تأمل العائلة التعرف  على مكان شهيديها و السعي لرفع قضية لاستلام جثمانه و دنها.

و " مقابر الأرقام " تقع في مناطق عسكرية مغلقة ويمنع زيارتها أو الاقتراب منها أو حتى تصويرها، وهي خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال مباشرة، حيث تزدحم بمئات الأضرحة، وهي عبارة عن مدافن بسيطة أحيطت بالحجارة بدون شواهد، ومثبت فوقها لوحات معدنية تحمل أرقاماً بعضها تلاشى بشكل كامل.

وفي هذه المقابر يحمل كل شهيد يحمل رقماً معيناً، ولهذا سُميت بمقابر الأرقام لأنها تتخذ من الأرقام أسماء للشهداء، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهة الأمنية المسؤولة ويشمل المعلومات والبيانات الخاصة بكل شهيد.فيما وصل عدد المقابر التي كُشف عنها وحسب المعلومات المتوفرة والمتداولة إلى أربعة مقابر.

وكان مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان  قد أعلن في ابريل من العام الفائت عن حملة شعبية لاسترداد جثامين الشهداء معلنا ان عدد جثامين الشهداء الفلسطينيين والمفقودين وصل إلى 270 شخصاً، ومنهم من لم يُعرف له أثر منذ حرب عام 1967.

إنجاز أولي...

يقول منسق الحملة الشعبية لاسترداد الجثامين الشهداء سالم خلة ان هذا الرقم ارتفع بعد طلبات التي تقدمت للحملة من قبل أهالي هؤلاء الشهداء و المفقودين ليصل الآن إلى 320 شهيدا.

و بحسب خلة فإن الحملة حققت انجازا "أوليا" من خلال التمكن من الضغط على حكومة الاحتلال و تسليم الشهيد العاروري، و لا تزال الحملة تسعى من خلال كافة الوسائل المتاحة لديها قانونيا و شعبيا للوصول الى هدفها بإغلاق هذا الملف و تسليم كافة الشهداء المفقودين المحتجزة جثامينهم.

ومن أهم هذه الوسائل بحسب خلة بناء شبكات ضغط على الحكومة الاحتلال، من خلال مساعي لتدويل قضية من خلال اتصالات عقدناها مع إطراف عربية و دولية لتبنيها الى جانب تبني المجلس الوطني الفلسطيني و البرلمان الفلسطيني هذه القضية لإيصالها إلى البرلمان الدولي عبر اتصالاتهم و علاقاتهم و الفعاليات البرلمانية القارية و الإقليمية.

هذه الجهود أدت إلى تبني الجامعة العربية لهذه القضية و تكليف السفراء العرب في العواصم العالم المختلفة بنشر هذه القضية و العمل جنب إلى جانب.

و تابع خله:" نسعى من خلال عقد عدد من المؤتمرات الدولية إلى نشر هذه القضية المؤتمر الأول سيكون بالمغرب، و المؤتمر الثاني سيكون في فلسطين وهو مؤتمر دولي عن الأسرى و سيتم التركيز خلاله على الأسرى المحتجزة جثامينهم، و المؤتمر الثالث لا يزال طور الفكرة مع الجامعة العربية".

و المحور الثاني هو المتابعة القانونية التي يجريها مركز القدس و بالتحديد الدائرة القانونية حيث تم انجاز ثلاث ملفات جديدة الآن، للتوجه إلى المحكمة العليا الفلسطينية و هي ملف الشهيد "أنيس محمود" سقط في 31-8-1980 في سجن عسقلان و لا تزال إدارة السجون تحتفظ بجثمانه حتى الآن.

و الملف الثاني و الثالث للشهيدان اللذان كانا برفقة الشهيد العاروري احمد زغارنة و الشهيد حافظ أبو زنط، و اللذين استشهدا قبل 34 عاما.

المحور الثالث الذي تعمل الحملة على انجازه هو السعي للضغط على الصليب الأحمر الدولي الذي لا يزال يمارس دور ساعي البريد بين الحملة و سلطات الاحتلال، من اجل القيام بوجباته بما في ذلك معرفة أماكن احتجاز جثامين الشهداء، و إذا ما كانت محتجزة وفقا للقانون الدولي إلى ان يتحقق الإفراج عن جثامين الشهداء.

تفاعل كبير من الأهل ..

و يشير خلة إلى أن هناك تعاونا كبيرا من الأهالي الذين تلقفوا خبر الحملة و تعاونوا معها بشكل كبير، يقول:"أكاد اجزم لولا إرادة هؤلاء الأهالي ووحدتهم لما خرجت هذه القضية من عالم النسيان و الإهمال الذي عانت منه خلال سنوات طويلة من الزمن، هناك بعض الحالات الموثقة حالاتهم لدينا منذ 1968، مضى أربعة عقود على احتجازهم، ولكن قضيتهم كانت منسية لأنه لا يوجد اهتمام لبناء جسم من هؤلاء الشهداء".

و تابع خلة:" أن الأهالي شكلوا جسما منظما في كل محافظات الوطن من رفح و حتى جنين ويدير عمل هذه الأجسام على مستوى المحافظات لجنة وطنية منتخبة جميع أعضائها من ذوي الشهداء و يساندها ممثلون لمؤسسات وطنية حقوقية و إعلامية و شخصيات و جميع الفعاليات و التي عرفت الرأي العام هي بفعل النشاط و المتابعة من ذوي الشهداء أنفسهم".