خبر هيكل يثير ضجة حول موت ناصر

الساعة 10:45 ص|24 سبتمبر 2010

هيكل يثير ضجة حول موت ناصر

فلسطين اليوم- وكالات  

قلل سياسيون وبرلمانيون مصريون من أهمية ما أثاره الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بشأن ما إذا كان للرئيس المصري الراحل أنور السادات مسؤولية في موت سلفه الراحل جمال عبد الناصر، وتباينت ردود الفعل حول ما أورده هيكل في برنامجه الأسبوعي "تجربة حياة" الذي تبثة قناة الجزيرة.

 

وقال عبد الغفار شكر نائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية للجزيرة نت إن ما أورده هيكل لا يتعدى شهادته على الواقعة وإنه بعد أن سرد "واقعة" إعداد السادات فنجانا من القهوة لعبد الناصر قبل ثلاثة أيام من وفاة الأخير، استبعد اتهام السادات بالضلوع فيها، وإنه استشهد بأن لعبد الناصر تاريخا مرضيا سابقا.

 

وأضاف عبد الغفار شكر، وهو أيضا عضو المكتب السياسي لحزب التجمع، أن "هيكل –بذكائه المعروف- أراد من وراء سرد هذه الواقعة أن يفتح الباب أمام التشكيك في الوفاة الطبيعية للرئيس عبد الناصر، دون أن يضع نفسه تحت طائلة الإدانة القضائية أو المحاسبة".

 

وتساءل شكر "لماذا سكت هيكل طوال الأربعين عاما عن ذكر هذه الواقعة؟"، مشيرا إلى أن هيكل لعب دورا تاريخيا في ترجيح كفة السادات كمرشح لرئاسة الجمهورية.

 

ونقلت صحف محلية عن عبد الحكيم جمال عبد الناصر معرفته بواقعة فنجان القهوة الذي تردد أن السادات قدمه لعبد الناصر، لكنه أكد أنه لا يستطيع أن يجزم بشيء وأن أسرة عبد الناصر لا تمتلك دليلا قاطعا لإدانة أحد.

 

في المقابل ينظر النائب العام في مصر في بلاغ مقدم من ابنة الرئيس الراحل أنور السادات تتهم فيه هيكل بتشويه سمعة والدها، وأكدت في تصريحات صحفية عقب تقديمها البلاغ السبت الماضي أنها لن تترك حق والدها بشأن ما قاله هيكل.

 

اغتيال السادات

 

وفي تصريحة للجزيرة نت اتهم محمد عصمت السادات ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، هيكل بالتحيز الدائم ضد الرئيس السادات والتحامل عليه منذ قرار الأخير بإنهاء "أسطورة الصحفي الأوحد".

 

وأكد عصمت وهو نائب برلماني سابق أنه لم يندهش مما قاله هيكل "لأنه دائم الإساءة للرئيس السادات"، متسائلا أين كان هيكل منذ أربعين سنة؟ ولماذا لم يذكر هذه الواقعة في عصور سابقة؟ وقلل من قيمة ما جاء به هيكل لأنها لا تعدو أن تكون واقعة كل أطرافها قد ماتوا.

 

وطالب محمد عصمت السادات هيكل بفتح ملف اغتيال الرئيس السادات إذا كان حقا جادا في سرد وقائع التاريخ، وأضاف "نريد من هيكل أن يرينا كراماته في واقعة تمت على مرأى ومسمع من العالم بأسره وليس واقعة تمت بين أربعة جدران وكانت موضع تشكيك بشهادة أطباء الرئيس عبد الناصر نفسه".

 

أما محامي أسرة الرئيس السادات فقد رأى أن ما أثاره هيكل من شكوك حول "تورط السادات في قتل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن طريق وضع السم له في القهوة"، يوقعه تحت طائلة القانون.

 

كما اعتبر أن نفي هيكل لتورط السادات في الحديث نفسه "لا يعفيه من العقاب، طبقا لأحكام قانون العقوبات عن وقائع السب والقذف والتشهير، فطالما أن الواقعة من وجهة نظره مكذوبة، فحتى يتمتع بالحماية القانونية كان يتعين عليه عدم ذكر الواقعة".

 

أولويات

من جهته اعتبر أستاذ العلوم السياسية النائب المستقل بالبرلمان المصري جمال زهران أن "ما أورده هيكل يعد سقطة كبرى يمكن أن تقود إلى اتهامه بمساندة النظام في حربه ضد التغيير، من خلال صرف الأنظار عن معركة التغيير التي يتوق إليها الشعب المصري وفتح ملفات مضى عليها أربعة قرون".

 

وتمنى زهران أن يستغل هيكل المنبر الذي يتحدث من خلاله لحشد الطاقات نحو التغيير وإنقاذ مصر من براثن الفساد المستشري.

 

وذهب الحقوقي محمد عصمت سيف الدولة إلى التقليل من قيمة ما ذكره هيكل، مشددا على أن المعارك والاشتباكات الصحفية والإعلامية وتركيز الأضواء على قضايا صغيرة يشتت الجهد الذي يجب أن يوجه إلى ما يحيط بالأمة العربية من أعداء منذ أكثر من 30 عاما.

 

واعتبر سيف الدولة في تصريحات للجزيرة نت أن ما ذكره هيكل يجب ألا يؤخذ على أنه من معطيات التاريخ، بل هو مجرد قراءة لصحفي وإعلامي بحجم وقامة هيكل، وتساءل: ما الفائدة التي ستعود على الشعب المصري إذا عرف أن عبد الناصر مات مسموما أو لم يمت بالسم؟ أو مات موتا طبيعيا أم بفعل فاعل؟

ابنة السادات ترد على هيكل   

 

رفضت ابنة الرئيس المصري الراحل أنور السادات ما رواه الكاتب محمد حسنين هيكل بشأن تورط أبيها في مقتل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عبر تحضير فنجان قهوة مسموم له قبل ثلاثة أيام من وفاته.

 

وفي مقابلة مع برنامج الحياة والناس على قناة الحياة 2 المصرية الخاصة، عزت كاميليا السادات "الشائعات" التي رددها هيكل إلى "كراهيته للسادات وغضبه منه بعد أن أوقفه عن الكتابة واعتقله بعد أحداث سبتمبر/أيلول".

 

ونفت أن يكون والدها يعرف إعداد القهوة أو طريق المطبخ من الأصل، وأضافت "عمي الرئيس عبد الناصر كان يأكل من يد زوجته طنط تحية فقط ولا يأكل من يد أحد آخر وكانت لا تسمح لطباخ أن يصنع له أكله".

 

ولقي موقف ابنة السادات تأييدا من الدكتور الصاوي حبيب، وهو الطبيب الخاص للرئيس عبد الناصر إذ نفى في مقال بجريدة الأهرام المصرية صحة كلام هيكل مؤكدا "هذا حدث لا شأن له بفنجان القهوة‏" و"خيال وافتراء لا يقوم عليه أي دليل".

 

وأكد الصاوي أن "العامل الجيني الوراثي إلى جانب العوامل البيئية كانت السبب في الوفاة المبكرة والمفاجئة لرئيس الجمهورية جمال عبد الناصر عن سن 52 عاما‏،‏ كما كان السبب في وفاة والدته وشقيقيه وخاله الأكبر وابن خاله الأصغر".

 

تجديد الاتهام

وكانت هدى عبد الناصر الابنة الكبرى للرئيس المصري الأسبق كررت -بحسب جريدة العرب القطرية أوائل الشهر الحالي- اتهامها للسادات بقتل والدها، وقالت إنها توصلت لوثائق وأسرار لم يكتب عنها أي شيء حتى الآن وستنشرها في مجموعة كتب.

 

وذكرت صحيفة العرب أن هدى عبد الناصر أكدت في تصريحات لبرنامج دوام الحال على القناة الفضائية المصرية أن "عبد الناصر قُتل وأن الذي قتله هو السادات".

 

وأردفت هدى بأنها ليست الوحيدة التي اتهمت السادات بذلك، بل إن صحيفة واشنطن بوس الأميركية شاهدة على ذلك حيث نشرت ما يشير إلى هذا الأمر.

 

يذكر أن هدى عبد الناصر خسرت دعوى قضائية لصالح رقية ابنة الرئيس السادات وقامت بدفع تعويض لها التزاما بحكم القضاء، لكنها مع ذلك لم تتراجع عن هذا الاتهام.

 

وكانت الحلقة التي أثارت هذه الردود قد بثت على شاشة الجزيرة يوم 16 سبتمبر/أيلول الجاري ضمن برنامج "مع هيكل" حيث ذكر الكاتب المصري أن السادات عرض صنع فنجان قهوة لعبد الناصر بعد احتدام النقاش مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أثناء لقائهما بجناح الرئيس المصري في فندق هيلتون.

 

ويضيف هيكل أن السادات توجه للمطبخ المرفق بالجناح وأخرج المسؤول عن مطبخ عبد الناصر وعمل فنجان قهوة "وجابه بنفسه قدامي وشربه عبد الناصر"، لكن هيكل استدرك بعد سرد القصة بأنه "لا أحد يمكنه تصديق هذا لأن الموضوع لا يمكن القطع فيه إلا بوجود دليل مادي".