خبر كن رجلا وجمد -هآرتس

الساعة 09:33 ص|22 سبتمبر 2010

كن رجلا وجمد -هآرتس

بقلم: الوف بن

(المضمون: محظور على نتنياهو أن ينتظر. مكانته السياسية في الذروة، وعليه أن يستغل الفرصة وينطلق في مبادرة سلام الان. ان يخاطر وان يأخذ جانبا. اذا حاول ارضاء الجميع، فانه سينزلق في المنحدر الى ان يركل مرة اخرى من السلطة - المصدر).

        الزعماء يختبرون في قدرتهم على  ايجاد الفرص واستخدامها في صالحهم، ولبنيامين نتنياهو توجد الان فرصة كهذه. عليه ان يعقد الحكومة يوم الاحد وان يعلن، بان تجميد الاستيطان سيمدد بثلاثة اشهر، تدار فيها مفاوضاته مكثفة مع محمود عباس على تحديد الحدود المستقبلية بين اسرائيل وفلسطين. من جلسة الحكومة على نتنياهو أن يخرج الى بيته في شارع بلفور، ويدعو الى هناك عباس ويعرض عليه خريطة جريئة، غير متوقعة وأصيلة للحدود.

ماذا سيحقق نتنياهو؟ قبل كل شيء، سيفاجىء. يتوقعون منه أن يتملص وان يخضع لضغوط المستوطنين واليمين الذين يطالبون باستئناف توسيع الاستيطان. يعتقدون انه  لا يريد ولا يستطيع العمل على دفع اتفاق السلام، والذي في مركزه انسحاب من الضفة الغربية وان كل خطاباته ووعوده تأتي لكسب الوقت. ولكن اذا ما وضع على الطاولة "خريطة بيبي" – فانه سيثبت جديته، والبحث سيجري على التفاصيل وليس على مصداقيته.

ثانيا، سيأخذ نتنياهو المبادرة ويقود جدول الاعمال بدل الانجرار وراء عباس وبراك اوباما، اللذين يضعانه في زاوية الرافض. وبدلا من ادارة معركة صد من موقف دون، مثلما فعل حتى الان، سيمسك سيحتل نتنياهو التلة المشرفة. هكذا فعل أنور السادات ومناحيم بيغن عندما نسجا اتفاقا منفردا وعطلا مبادرة السلام الشاملة للرئيس جيمي كارتر. هكذا فعل ارئيل شارون بمبادرة فك الارتباط عن غزة التي ازاحت عن جدول الاعمال كل الافكار الاخرى.

ثالثا، خريطة بيبي ستجبر عباس على أن يقرر وبسرعة، اذا كان شريكا في الصفقة أم مجرد دعائي يسعى الى النجاة بكرسيه واحراج اسرائيل. رفض فلسطيني رابع لاقتراح التقسيم، بعد 29 تشرين الثاني، كامب ديفيد وانابوليس سيمنح نتنياهو حرية عمل ويخفف من العزلة الدولية على اسرائيل. ولكن اذا ما تمكن اوباما من ثني ذراع عباس وانتزاع "نعم" منه، فسيحدث انفجار كبير في الشرق الاوسط، المحور المعتدل سيتعزز حيال المحور الراديكالي بقيادة ايران، والحظوة ستنسب لنتنياهو.

رابعا، عباس يقترح التركيز على الحدود وعلى الامن، وفي قبول اقتراحه تكمن فضائل كبرى لاسرائيل. كلما كان نتنياهو اكثر سخاء في ترسيم الحدود، يمكنه ان يحصل على قدر اكبر في البنود الامنية. ترسيم الحدود سيسمح للطرفين بان ينشغلا بالمستقبل بدلا من أن ينشغلا بالماضي، لدفع اقامة الدولة الفلسطينية وتأجيل البحث في المطالب الروائية، الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية و "حق العودة" للاجئين، بحيث تعطل الواحدة الاخرى.

خامسا، نتنياهو بشكل عام لا يريد أن يبني في المستوطنات. وهو يفهم بان هذه سخافة، لن تساهم بشيء لاسرائيل، ستعرضها كدولة عاقة ومتطرفة وتضعف موقفها في المفاوضات. حجته ضد تمديد التجميد – في أنه شرط مسبق وغير نزيه يطرحه عباس، في الوقت الذي يتجاهل نتنياهو نفسه تعابير التحريض ضد اسرائيل في السلطة الفلسطينية – حجة هزيلة وغير مقنعة. في دوائر الحكم في اسرائيل ايضا يوجد تحريض (الحاخام عوفاديا يوسيف) ومعارضة صاخبة للمفاوضات (افيغدور ليبرمان وايلي يشاي). توسيع الاستيطان يرمي الى احباط تقسيم البلاد والتآمر على الاهداف التي يروج لها نتنياهو. فلماذا يعمل ضد نفسه في استئناف البناء؟

        سادسا، لن تجدي نتنياهو نفعا أي صفقة جانبية مع المستوطنين. لا البناء "في الكتل فقط"، لا التجميد غير المعلن و "الاستثناءات"، ولا "النمو الطبيعي". فهم سيصارعون ضده في كل الاحوال، وسيعرضوه فقط كخرقة بالية. وبدلا من الزحف اليهم عليه ان يقف حيالهم كرجل ويقول: حتى هنا. وتحدي يشاي وليبرمان في أن يقررا اذا كانا في الحكومة أم ضدها.

        سابعا، تحديد الحدود سيوضح مرة واحدة والى الابد ما هي المناطق التي ستضم الى اسرائيل، ويكون بوسعها ان تبني فيها كما تشاء، واي المستوطنات ستجمد الان وتخلى لاحقا. وهكذا تزاح سحابة الاستيطان التي تثقل على علاقات اسرائيل والولايات المتحدة، ويكون بوسع نتنياهو أن يدعي بحق بانه نجح اكثر من اسلافه في ان يدرج ضمن اسرائيل "الكتل" وان يوسع الخاصرتين الضيقتين والمهددتين للخط الاخضر حول تل أبيب والقدس.

        محظور على نتنياهو أن ينتظر. مكانته السياسية في الذروة، وعليه أن يستغل الفرصة وينطلق في مبادرة سلام الان. ان يخاطر وان يأخذ جانبا. اذا حاول ارضاء الجميع، فانه سينزلق في المنحدر الى ان يركل مرة اخرى من السلطة.