خبر موسم البترول الأخضر في الخليل يصطدم باعتداءات الاحتلال و المستوطنين

الساعة 08:20 ص|22 سبتمبر 2010

موسم البترول الأخضر في الخليل يصطدم باعتداءات الاحتلال و المستوطنين

فلسطين اليوم – الخليل (خاص)

يصفه الكثيرون بأنه البترول الأخضر في فلسطين، كيف لا و أن غالبية الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة تعتمد عليه كمصدر لدخلها، و مع توقعات بموسم زيتون وفير لهذا العام، يتجدد الأمل في نفوس المزارعين بتحسن أحوالهم المادية لا سيما و أن أكثر من 100 ألف عائلة تعتمد على مبيعاتها من الزيتون و الزيت لإطعام أسرها.

 

و مع اقتراب موعد قطاف الزيتون، يتجدد الخوف لدى العديد من المواطنين الذين يمتلكون أراضي مزروعة بالزيتون خلف جدار الفصل العنصري بدءً من صوريف 'أقصى شمال غرب' وصولا إلى الرماضين ويطا 'أقصى الجنوب'،حيث لا يسمح حراس الجدار من الجنود الإسرائيليين سوى لعدد محدود فقط من أصحاب الأراضي بالوصول إليها بعد التنسيق المسبق مع الارتباط الإسرائيلي.

 

المواطنة أم محمد رشيد 55 عاماً، من قرية يطا قرب الخليل بالضفة الغربية المحتلة، تقول لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية أن ما تجنيه من مبيعات الزيتون و الزيت يمثل دخلاً رئيسياً لأسرتها.

 

وبينما تنتقي أم محمد حبات الزيتون وتغمر أفضلها في دلو، بدأت في حساب ما سوف تجنيه من 200 شجرة زيتون يمكن عصر ثمارها لإنتاج 30 برميلا من الزيت، تكسب من بيعها حوالي 2200 دولار، مشيرة إلى أن هذا يكفي لإطعام أسرتها هذا العام.

 

ولكن حال عائلة نوفل في قرية إذنا جنوب الخليل يختلف كثيراً عن حال أم محمد، خصوصاً و أن معظم أراضيهم تمت مصادرتها من قبل الاحتلال لشق جدار الفصل العنصري، و أصبح من الصعب الوصول إليها لقطف الزيتون بل أضحى الوصول إليها مجرد مخاطرة.

 

حيث قال المواطن، ابو عماد لمراسلتنا أن قطعان المستوطنين يقومون بمهاجمته بشكل يومي، بل و يقومون بضرب ابناءه لانهم يتصدون للمستوطنين اثناء محاولاتهم البائسة بسرقة ثمار الزيتون، و الاعتداء على اراضيهم بحماية من قوات الاحتلال.

 

وينتظر مزارعو حقول زيتون قريبة من المستعمرات الإسرائيلية مساندة نشطاء السلام والمتطوعين الأجانب الذين قدموا للتضامن مع الشعب الفلسطيني وإسناده، كي يتمكنوا من قطف ثمار مئات الدونمات من الزيتون التي يحاول المستعمرون وأنصارهم من حركات إسرائيلية يمينية متطرفة وضع اليد عليها بالقوة.

  

وتقدر مصادر مديرية الزراعة بالخليل، وصول كميات إنتاج زيت الزيتون في المحافظة خلال الموسم الحالي، إلى 640 طنا، مشيرة إلى أن 76249 دونما من أراضي المحافظة مزروعة بالزيتون، غير أن الطريق إلى مئات الدونمات من الحقول محفوفة باعتداءات المستوطنين أو مقطوعة بـ'جدار الفصل ' وهو ما يحيل موسم الخير إلى موسم للخوف.

 

وتقدر مديرية الزراعة مساحة حقول الزيتون الواقعة خلف جدار الفصل العنصري بنحو 911 دونما، إلى جانب ما يزيد عن ألف دونم أخرى تقع بجوار المستعمرات، فيما تشكل نسبة المساحات المزروعة بالزيتون نحو 45 بالمائة من مساحة الأراضي الزراعية بالمحافظة، و80 بالمائة من مساحة الأشجار في فلسطين.