خبر مصير مجهول للسلطة ورئيسها في حال فشلت المفاوضات

الساعة 06:19 ص|22 سبتمبر 2010

اسرائيل تستعد لما بعد انهيار المفاوضات بحملة ضد عباس تحمله المسؤولية والغاء سيطرة السلطة على مناطق 'أ' اذا ما اندلعت مواجهات

فلسطين اليوم- وكالات

تعتزم وزارة الخارجية الاسرائيلية شن حملة اعلامية ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس حال انهيار المفاوضات المباشرة نتيجة انسحاب الجانب الفلسطيني منها ردا على اعتزام اسرائيل استئناف الاستيطان في الضفة الغربية مع نهاية الشهر الجاري.

واوضحت مصادر اسرائيلية الثلاثاء بأن هناك استعدادات في اسرائيل لامكانية انهيار المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين حيث طلبت وزارة الخارجية الاسرائيلية من سفاراتها في الخارج الاستعداد لتحمل عباس مسؤولية انهيار المفاوضات.

وذكرت المصادر ان تعليمات صدرت لسفراء اسرائيل وقناصلها في العالم وقسم الحملات المضادة في مكتبي بنيامين نتنياهو وافيغدر ليبرمان والماكينة الاعلامية الاسرائيلية المساندة بالاستعداد لشن حملة اعلامية كبرى ضد السلطة الفلسطينية وعباس شخصيا في حال انسحب من المفاوضات المباشرة بعد الـ 26 من سبتمبر الحالي موعد انتهاء قرار الحكومة الاسرائيلية تجميد الاستيطان بالضفة الغربية.

ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن تلك المصادر قولها بان 'تصريحات الرئيس الفلسطيني حول نيته الانسحاب من المفاوضات المباشرة في حال استمر الاستيطان خطيرة للغاية وتعبر عن نوايا سيئة تجاه عملية السلام'، مشيرة الى انه 'يدرك الموقف الاسرائيلي قبل الدخول الى المفاوضات بان اسرائيل لا يمكنها الاستمرار في تجميد الاستيطان'.

وتابعت المصادر ان اسرائيل لن تربط التنسيق الامني مع الاجهزة الامنية الفلسطينية بالهجوم على عباس 'لان في التنسيق مصلحة للطرفين ضد الارهاب الفلسطيني'، مشيرة الى ان موقف عباس ضد يهودية اسرائيل والذي يكرره مرارا يؤكد رؤيا بعض الجهات الامنية بان عباس عمليا يرفض وجود اسرائيل اصلا رغم تصريحاته حول السلام وانه اشار الى ذلك في احد كتبه المنشور منذ عشرات السنين.

وكان عباس هدد في طريقه الى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة بانه لن يستمر في المفاوضات يوما واحدا اذا تم استئناف الاستيطان بعد 26 ايلول (سبتمبر) الجاري.

وقال الرئيس الفلسطيني في بداية اجتماعه مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في مقر اقامة عباس في نيويورك الاثنين 'موقفنا ابلغناه للحكومة الاسرائيلية وهي تعرفه' وذلك ردا على سؤال حول رد فعل السلطة الفلسطينية تجاه المفاوضات اذا استمر الاستيطان.

ولم يدل عباس بمزيد من التفاصيل عن جوهر الموقف الذي ابلغه لاسرائيل.

وفيما تستعد الجهات السياسية الاسرائيلية لمرحلة ما بعد انهيار المفاوضات المباشرة بين عباس ونتنياهو هدد رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية السلطة بان المناطق المصنفة مناطق 'أ' وتخضع لسيطرة امنية فلسطينية ستكون مفتوحة للجيش الاسرائيلي في حال اندلاع مواجهات عقب انهيار المفاوضات.

وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي الثلاثاء، إنه في حال تعثرت المفاوضات بين إسرائيل والسلطة فليس من المستبعد أن تتجدد المواجهات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا أنه في هذه الحالة لا توجد مناطق A بالنسبة للجيش.

ولا بد من الذكر ان الاراضي الفلسطينية مقسمة لمناطق 'أ' و 'ب' و'ج' وفق اتفاق اوسلو، وتحظى مناطق أ بسيطرة مدنية وامنية للسلطة في حين مناطق 'ب' سيطرة ادارية للسلطة و'ج' مناطق تخضع امنيا واداريا لقوات الاحتلال الاسرائيلي.

وتوقع اشكنازي اندلاع مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال اذا ما انهارت المفاوضات، وقال 'ستكون هناك أعمال عنف، ومظاهرات عنيفة وعمليات'، ولكن لن تكون المواجهات بحجم تلك التي حصلت في انتفاضة القدس والأقصى في تشرين الاول (أكتوبر) 2000.

وفي حديثه أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن، قال أشكنازي إنه بنظرة إلى المفاوضات فإنه من واجب الجيش الاستعداد لكافة السيناريوهات المحتملة. وبحسبه فإن السلطة الفلسطينية تأمل بحصول تقدم في المفاوضات، في حين هناك توتر في إسرائيل حيث يتوقع اليهود أن تنتهي مدة تجميد البناء الاستيطاني على أراضي الضفة الغربية.

وقال أشكنازي إن هناك جهات تحاول، بإيحاءات من إيران، المسّ بالمفاوضات وتحويل الأنظار إليها. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يحفظ لنفسه حرية العمل الكاملة في الضفة الغربية، مشيرا إلى أنه بالنسبة للجيش لا توجد 'مناطق A '، ولا يمكن الاعتماد على قوات الأمن الفلسطينية بهذا الشأن.