خبر تجميد ليبرمان -هآرتس

الساعة 09:49 ص|20 سبتمبر 2010

 

تجميد ليبرمان -هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: اذا كان بنيامين نتنياهو لا يوافق وزير خارجيته ليبرمان على موقفه من تجميد البناء فعليه أن يتخلص منه ويأتي بتسيبي لفني لتكون وزيرة خارجية في حكومته - المصدر).

ثمة من يقولون إن الاختلاف حول استمرار تجميد البناء المؤقت في المناطق يصرف الانتباه عن التفاوض في مستقبل المناطق.

وثمة من يزعمون أن من الخسار ضعضعة الجهاز السياسي بسبب شأن غير طائل الى هذا الحد، قياسا بتحديات التفاوض بالتسوية الدائمة الذي بدأ الآن. يعتقد افيغدور ليبرمان خاصة أن أزمة التجميد ليست هامشية البتة. قال وزير الخارجية في مكالمة هاتفية أجراها نهاية الأسبوع مع نظيره البريطاني، وليام هيغ إن التجميد ليس سوى ذريعة فلسطينية الى إفشال المحادثات المباشرة. "قمنا بما يكفي من التفضلات، والان دور الفلسطينيين"، لخص ليبرمان وأبلغ الوزير البريطاني أن التجميد لن يمدد.

ليس طلب تجميد البناء في المناطق "ذريعة". فهذا موقف فلسطيني شرعي لا مثيل له. فما الذي يدعوهم الى التخلي عن طلب يحظى بتفهم وتأييد من جميع دول العالم سوى دولة واحدة؟ وليس تجميد البناء ايضا "تفضلا" من اسرائيل؛ ففي قرارها في الخامس والعشرين من آيار 2003 على تبني خريطة الطريق التزمت حكومة اسرائيل أن تجمد كل النشاط الاستيطاني (وفيه الزيادة الطبيعية)، وأن تنقض البؤر الاستيطانية التي أنشأت منذ آذار 2001. وفي واحدة من الملحوظات الـ 14 (المسماة خطأ "تحفظات") التي ضمت الى القرار – متابعة للمادة التي قررت أن قضية الاستيطان في المناطق ستبحث فقط في مرحلة التفاوض في التسوية الدائمة ورد ما يلي: "ما عدا تجميد المستوطنات والبؤر الاستيطانية غير القانونية". استمر البناء في المستوطنات وظلت البؤر الاستيطانية تتسع.

        في 19 تشرين الثاني 2003 حصلت خريطة الطريق وفيها التزام التجميد التام للبناء ونقض البؤر الاستيطانية، الموافقة الرسمية من الأمم المتحدة. صوت أعضاء مجلس الأمن الـ 15 كلها وفيها الولايات المتحدة (بقيادة جورج بوش لا باراك حسين أوباما) تأييدا للقرار رقم 1515. بعد ذلك بأيام معدودة، في أثناء زيارة لبريطانيا، دعا بوش اسرائيل الى تجميد بناء المستوطنات، والى نقض البؤر الاستيطانية غير القانونية ووضع حد لاذلال الفلسطينيين اليومي. استمر البناء في المستوطنات وظلت البؤر الاستيطانية تتسع.

        في تشرين الثاني 2007 استجاب محمود عباس دعوة بوش الى المشاركة في مؤتمر انابوليس، الذي افتتح التفاوض في التسوية الدائمة. استمرت المحادثات حتى خريف 2008. في أثناء ذلك استمر البناء في المستوطنات واتسعت البؤر الاستيطانية. وفي 26 تشرين الثاني من العام الماضي، بعد ضغط ثقيل من الولايات المتحدة (لا تفضلا على الفلسطينيين ولا لأنه ينبغي احترام التزام الحكومة أو طاعة قرارات الأمم المتحدة)، أصدرت الحكومة أمر تجميد لمدة عشرة أشهر. وفي السادس والعشرين من كانون الثاني هذا العام فصل نائب وزير الدفاع، متان فلنائي في رسالة الى رئيس ميرتس، حاييم اورون، قائمة المستوطنات الـ 29 التي تبين فيها اخلال بأمر التجميد. احداها هي مستوطنة نوكديم شرقي جدار الفصل و "الكتل الاستيطانية" – وهي مستوطنة وزير الخارجية الوحيد في العالم الذي يمضي لينام ويستيقظ في الصباح خارج مساحة سيادة دولته.

        اذا كان موقف ليبرمان من التجميد يعبر عن رأي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فان سارة  تستطيع أن تمحق العلم الفلسطيني. لن يجوز عباس مرة أخرى باب منزل رئيس الحكومة من غير التزام اطالة أمد التجميد. إذا كان وزير الخارجية يمثل المزاج العام للأكثرية حول مائدة الحكومة – فسيضطر وزراء العمل الى ترك الكراسي، إلا اذا كانوا مستعدين لأن يصدروا لأنفسهم ولحزبهم شهادة وفاة من الحياة السياسية.

        اذا كان نتنياهو في مقابلة ذلك مصمما لا على تجميد المستوطنات تجميدا مؤقتا فحسب بل على اخلاء اكثرها اخلاء دائما، فان ازمة التجميد فرصة ممتازة للخلاص من ليبرمان. لا حجة عند نتنياهو لأن يبقي الى جانبه هذا الرجل وحزبه. عليه أن يدعو تسيبي لفني لتتولى وزارة الخارجية في حكومتها. لن تسمح لفني لنفسها ولحزبها بالمس باحتمال التسوية، لأنها تتعجل السير الى مكتب رئيس الحكومة. لا يوجد تفضل أحسن من هذا على معسكر السلام الاسرائيلي الحائر وعلى مكانة اسرائيل الدولية المضعضعة.