خبر الأهرام تكشف « أسرار محاولة حماس لإسقاط أبومازن وإلغاء المفاوضات »

الساعة 04:06 ص|20 سبتمبر 2010

الأهرام تكشف "أسرار محاولة حماس لإسقاط أبومازن وإلغاء المفاوضات"

فلسطين اليوم-الأهرام المصرية

كتب أشرف أبوالهول‏

‏ كشفت مصادر أمنية فلسطينية النقاب عن أن اعترافات منفذي عملية الخليل التي قامت بها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس  عشية انطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن وأدت إلي مقتل‏4‏ مستوطنين إسرائيليين‏,‏ وأوضحت أن هدف العملية لم يكن مجرد قتل المستوطنين وإنما دفع إسرائيل لمحاصرة الضفة الغربية بالكامل والانسحاب من المفاوضات المباشرة‏,‏ ودفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس‏(‏ أبومازن‏)‏ للاستقالة‏-حسب تعبير هذه المصادر.‏

وقالت المصادر إن المنفذين اعترفوا لأجهزة الأمن الفلسطينية بعد اعتقالهم بأن التعليمات الصادرة لهم كانت تقضي بأن يتم تصوير العملية وانتزاع هويات القتلي ودفنهم ثم الادعاء بأنه جري اختطافهم والمطالبة بمبادلتهم بأسري فلسطينيين‏,‏ علي غرار المطالب الخاصة بصفقة الجندي جلعاد شاليط‏.‏

وأوضحت أن التقدير الأولي لقيادات حماس في سوريا‏,‏ الذين أصدروا الأوامر بالاشتراك مع قيادة الجناح العسكري بغزة بتنفيذ العملية أنه بمجرد الإعلان عن خطف أربعة مستوطنين‏,‏ فإن إسرائيل ستنسحب من المفاوضات المباشرة التي كانت ستعقد بعد ساعات من الهجوم الذي وقع يوم‏31‏ أغسطس الماضي‏,‏ علاوة علي قيام الجيش الإسرائيلي بمحاصرة كل قري ومدن الضفة الغربية واحتلال بعضها بحثا عن المستوطنين المختطفين‏,‏ وهذا بدوره يمكن أن يدفع أبومازن للاستقالة‏,‏ وربما الإعلان عن حل السلطة الفلسطينية بالكامل‏.‏

وأشارت المصادر إلي أن منفذي الهجوم وهم ثلاثة أشخاص اختاروا بعناية مكان العملية وتوقيتها‏,‏ ولكن المصادفة وحدها حالت دون تنفيذ كامل مراحلها‏,‏ حيث انهم اختاروا لحظة الإفطار يوم‏21‏ رمضان‏,‏ أي نحو الساعة‏7,30‏ مساء يوم‏31‏ أغسطس وكمنوا بسيارتهم بالقرب من قرية بني نعيم شرقي مدينة الخليل والقريبة من مستوطنة كريات أربع‏,‏ حيث تخف الحركة في المكان ليلا لصغر حجم المستوطنة والتي لا يزيد عدد سكانها علي‏500‏ مستوطن‏.‏

وأضافت المصادر أنه بمجرد مرور سيارة المستوطنين‏,‏ قام مسلحان تابعان لحماس بإطلاق النار عليها‏,‏ وبعدها نزلا من سيارتهما وواصلا إطلاق النار حتي تأكدا من مقتل المستوطنين الأربعة‏,‏ وهما رجلان وسيدتان واحدة منهما حامل والأخري أم لأربعة أطفال‏,‏ ثم انتزعوا هويات القتلي الأربعة وبدأوا في سحب الجثث لتنفيذ المرحلة الأخيرة‏,‏ والتي تنص علي دفن الجثامين والادعاء بأنه جري اختطافهم‏.‏

وهنا تشير المصادر إلي أن المصادفة وحدها حالت دون ذلك‏,‏ حيث تلقي المنفذون إشارة من شخص ثالث يراقب الطريق بأن هناك سيارة قادمة‏,‏ فاضطر المنفذون لمغادرة المكان وترك الجثث بالسيارة‏.‏ ووصفت المصادر العملية في حالة نجاحها بأنها ستكون الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية‏,‏ لأنها كانت ستحقق لحماس كل مآربها‏,‏ ومنها إسقاط السلطة الفلسطينية‏,‏ والسيطرة علي الضفة الغربية‏,‏ وإفشال عملية السلام بالكامل‏,‏ ولكنها في الوقت نفسه كانت ستوفر مبررا لإسرائيل لمواصلة الاستيطان بقوة في الضفة الغربية والقدس الشرقية‏-وذلك حسب ما ذكرته تلك المصادر.‏