خبر جيش العدو يستخدم رصاصا « محرم دوليا »

الساعة 12:52 م|19 سبتمبر 2010

جيش الاحتلال يستخدم رصاصا "محرم دوليا"

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

كشفت صحيفة ،هاآرتس، العبرية في عددها الصادر اليوم الأحد، أن جيش العدو الإسرائيلى يستخدم رصاصا محرما دوليا لتفريق مظاهرات فى الضفة الغربية وذلك عن طريق إطلاق رصاصات "التوتو" من عيار 0.22 بوصة من بنادق "الروجر" وذلك خلافا لتوجيهات النائب العسكري العام الإسرائيلى أيضا التى تحظر استخدام هذا النوع من الرصاص.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلى يلجأ إلى استخدام واسع لهذه الرصاصات بالرغم من أن النائب العسكري العام الحالي الجنرال، أفيحاى مندلبليت، وسلفه الجنرال احتياط، مناحيم فينكلشتاين، على حد سواء قررا منع استخدام هذه الطلقات النارية باستثناء الحالات التي يسمح فيها باستخدام الذخيرة الحية أيضا.

وقالت هاآرتس إنه بالرغم من الحظر الصريح والواضح بهذا الشأن يواصل لواء "بنيامين" في الضفة الغربية استخدام هذه الرصاصات لتفريق المظاهرات الفلسطينية الاحتجاجية ضد الجدار الفاصل في "بلعين ونعالين" بالضفة الغربية، علما بأن ضابط العمليات السابق في هذا اللواء أقر في جلسة المحكمة أنه ليس على علم بهذا الحظر.

وأشارت الصحيفة إلى أن رصاصات "الروجر" المسماة أيضا في الاصطلاح العسكري رصاصات "التوتو" هي عبارة عن طلقات معدنية من عيار 0.22 بوصة أي 5.56 ملليمترات وتعتبر بمثابة سلاح "غير قاتل" غير أن شابا من عرب 48 يدعى عقل سرور (35 عاما) كان قتل يوم الجمعة الموافق 5 من شهر يوينو من عام 2009 من جراء إصابته برصاصة "توتو" خلال مظاهرة جرت في قرية نعلين.

وقالت الصحيفة إنه في شهر فبراير الماضي قُتل في الخليل عز الدين الجمل، (14 عاما) إثر إصابته بنفس الرصاصة، مضيفة أنه تم اكتشاف الاستخدام الواسع لهذه المقذوفات خلال جلسة عقدتها المحكمة العسكرية في الضفة يوم الأربعاء الماضي، وذلك في مرحلة المرافعات بخصوص العقوبة التي ستفرض على المدعو عبد الله أبو رحمة من بلعين المدان بالتحريض وتنظيم مظاهرات غير شرعية.

وأضافت هاآرتس أنه ضمن هذه المرافعات قدّم الادّعاء إلى المحكمة تقريرا قام بإعداده الجنرال، إيجور موسايف، من لواء "الناحال" الذي كان أدى مهام ضابط العمليات في لواء "بنيامين" حيث يركز التقرير على التكلفة الاقتصادية الخاصة بتفريق المظاهرات في بلعين ونعالين، حيث يورد التقرير بحسب الصحيفة، تفاصيل عن تكلفة استخدام الذخيرة التي تم إطلاقها خلال الفترة ما بين أغسطس 2008 حتى ديسمبر 2009 لتفريق المظاهرات في القريتين المذكورتين.

 

ويتضح من التقرير أن تكلفة إطلاق رصاصات "الروجر – التوتو" التى أطلقها الجنود تبلغ 1.3 مليون شيكل.

 

وأضافت هاآرتس أن الضابط المذكور أشار فى سياق شهادته فى المحكمة إلى أن هذه الرصاصات هي سلاح غير قاتل موضحا- ردا على سؤال محامية الدفاع - أنه لا علم لديه بقرار النائب العسكري العام السابق الذي يحظر استخدام مثل هذه المقذوفات لتفريق مظاهرات.

ونقلت الصحيفة عن موقع منظمة "بتسيلم" الإلكترونى للحقوق الإنسان الإسرائيلية أنه في أعقاب استئناف استعمال هذه الذخيرة، توجهت "بتسيلم" في شهر مارس من العام الماضي إلى النائب العسكري العام وحذرت من أن استعمال طلقات الذخيرة الحية لتفريق المظاهرات قد يؤدى إلى القتل، وقد وصل جواب الميجور، يهوشواع جورتلر، من النيابة العسكرية إلى "بتسيلم" في شهر يونيو فقط، بعد مقتل عقل سرور في مظاهرة بنعلين وبعد توجّه إضافي من قبل بتسيلم.

وقالت بتسيلم فى موقعها الإلكترونى إن هذا الجواب لا يجسد الحالة السائدة فى الميدان، حيث يتضح من المشاهدات التي قامت بها بتسيلم في مراكز المظاهرات في قرية نعلين أن قوات الأمن تستعمل بصورة ثابتة تقريبا ذخيرة "التوتو" منذ نهاية العام 2008 وأنها تعتبر هذه الذخيرة وسيلة إضافية لتفريق المظاهرات.

وقد حذرت بتسيلم في توجهها إلى النائب العسكري العام من أن اعتبار عيارات "التوتو" بمثابة سلاح لتفريق المظاهرات أدى إلى ترسيخ هذا السلاح في وعى الجيش الاسرائيلي على أنه سلاح غير فتاك وغير ضار ولا حاجة إلى تقييد استعماله، مضيفة أن هذا التصور هو الذي أدى إلى توسيع استعمال هذه الذخيرة وإطلاق رصاصات "التوتو" فى الملابسات التى لا يوجد فيها خطر على الحياة.