خبر حذار، حرب باردة -هآرتس

الساعة 10:06 ص|19 سبتمبر 2010

حذار، حرب باردة -هآرتس 

بقلم: يئير شيلغ

(المضمون: تصوير للاستقطاب الجاري في المجتمع الاسرائيلي بين اليمين واليسار وأخطار ذلك على المجتمع الاسرائيلي - المصدر).

        ائتلاف أحداث الأشهر الأخيرة في المواجهة بين اليسار واليمين يحدث شعوراً بأن المجتمع الاسرائيلي يواجه في بدء سنة 2011، واقع "حرب باردة" بين المعسكرين من الصقور: فمن جهة اليمين – حملة شديدة على "صندوق اسرائيل الجديد"، الذي لم يحجم هو أيضا عن إلصاق عار شخصي برئيس الصندوق، البروفسور نوعمي حزان، ونضال لا يقل شدة في وجه "الميل اليساري" في الجامعات. تنتهي هذه السنة عند اليسار بحملة بدأت بتصريحات شخصية لممثلين "لا يمكنهم" ضميرهم من اجتياز الخط الأخضر، وانتهت بدعوة مبدئية شاملة الى مقاطعة المستوطنات.

        هذا وضع خطر، ينشىء جو عداوة شديدة بين المعسكرين، وهي عداوة تستدعي بطبيعتها التصعيد – بالمقاطعات المضادة قبل كل شيء (تدور في الانترنت عرائض تدعو الى مقاطعة الممثلين الذين شاركوا في المقاطعة وربما في المستقبل أيضا الأدباء الذين شايعوها والمحاضرين "اليساريين"). وفي المرحلة القادمة، جو عام قابل للاشتعال قد يفضي ايضا الى مصادمة عنيفة.

        لكن هذا الوضع معوج على نحو لا يقل عن كون هذا الوضع خطراً. والسؤال الرئيس في هذا السياق هو لماذا يحدث هذا التصعيد خاصة في التوقيت الحالي، بعد 43 سنة جدل سياسي في مستقبل المناطق، ويبدو أن الجواب يتعلق بمسيرة سلب مجرد وجود اسرائيل على أنها دولة الشعب اليهودي، الشرعية. بدأت مسيرة سلب الشرعية في ذاتها قبل نحو من عشر سنين، على أثر فشل مؤتمر كامب ديفيد في سنة 2000. إن الجماعة الدولية في واقع الأمر – او على الاقل جزء كبير منها – قررت أنه لا يهم من المسؤول عن الطريق المسدود (ولن ينكر منتقدو توجه ايهود باراك في المؤتمر أن الفلسطينيين هم الذين رفضوا المقترحات الاسرائيلية وبدأوا انتفاضة بعد ذلك لا العكس)، فستكون النتيجة الندم على مجرد إمكان أن اليهود سمح لهم بانشاء دولة لهم في قلب المنطقة العربية – المسلمة.

        تستمر الآن هذه المسيرة في نسخة اسرائيلية داخلية أيضا: فثمة سلب الشرعية نفسه، الذي أساسه ظروف معوجة، يجعل الاسرائيليين يتشاجرون – فاليسار يتهم المستوطنين والمستوطنات، واليمين يتهم اليسار المتخاذل الخائن. هذا باعث على الخراب الداخلي، والذي يثير الغضب على نحو خاص أن مصدر هذه المواجهة بيننا هو رفض الفلسطينيين التسوية عموما.

        يبين هذا التحليل عدة استنتاجات:

1.     في شأن مقاطعة الممثلين – يجب التفريق بين قول شخصي لشخص لا يمكنه ضميره من الحضور في المناطق، وهو قول ينبغي احترامه، وبين قول سياسي شامل يدعو الى مقاطعة المستوطنين. على كل حال، لا ينبغي قبول وضع تقاطع فيه مؤسسة تمولها الدولة فريقا من مواطنيها.

2.     في سياق أوسع: أكثرنا الحديث حتى اليوم في "قواعد لعب" لسيناريو التسوية التي تشتمل على اخلاء المستوطنات – ما هي الطرق المناسبة لاتخاذ قرار حاسم صعب كهذا، وما هي الخطوط الحمراء لاحتجاج معارضي الاخلاء. يبدو أنه حاجة اليوم الى صياغة "قواعد لعب" داخلية أيضا لسيناريو واقعي جدا لا يحرز فيه اتفاق وللالتزامات التي يقبلها أناس اليمين واليسار في هذا الوضع: مثل عدم الاتهام الآلي للمستوطنين باخفاق المسيرة، ومن اليمين – عدم الشماتة بسبب الاخفاق.

3.     من المناسب أن يعود الطرفان الى خطابهم الوضعي؛ وأن يحصر كل واحد عنايته في تقديم إيجابي لتصوره العام واعتقاداته، مع التعاون على رفض سلب اسرائيل العام شرعيتها، بدل حصر العناية في خطاب سلبي من اتهام الخصم بمكانة الدولة الدولية لأنه لن ينشأ أي شيء ايجابي عن الخطاب السلبي.