خبر ماذا وراء التصعيد ضد الأسرى.. رياض الأشقر

الساعة 08:11 ص|19 سبتمبر 2010

ماذا وراء التصعيد ضد الأسرى.. رياض الأشقر

مختص في شئون الأسرى و مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى والمحررين

شهدت العديد من السجون في الآونة الأخيرة حملة من التصعيد  العنيف الذي رافقه اعتداء وضرب وتنكيل ضد الأسرى، وهذه الاعتداءات ليست حديثه عهد على الاحتلال، ولكن هذه المرة فالاعتداءات متصاعدة ومتسارعة بشكل خطير، واستخدم الاحتلال خلالها وسائل قمع وتنكيل جديدة ، فما كادت الوحدات الخاصة الصهيونية التي تسمى "متسادا" تنسحب من غرف الأسرى في سجن أوهلي كيدار، ببئر السبع، بعد أن حطمت أغراض الأسرى الخاصة، واعتدت عليهم بالضرب، وعاقبت كافة الأسرى بحرمانهم من ممارسة الرياضة وزيارة الغرف، ومن زيارة الأهل لمدة شهرين متتاليين ، وفرضت غرامات مالية وصلت إلى 100 دولار، حتى انتقلت لتقتحم سجن نفحه، وتقوم  بهدم جدران بعض الغرف، وتقتلع بلاط الأرضيات وتمزق الفرشات والأغطية، بحجة أن الأسرى يخفون داخلها أجهزة اتصال، وعزلت بعض الأسرى في الزنازين الانفرادية ، واعتدت على آخرين بالضرب والشتم، وهددت بإجراءات تصعيد غير مسبوقة، ثم انتقلت إلى سجن عوفر لتعيث فيه فساداً وسط إطلاق كثيف للغاز السام ، والرصاص المطاطي، والاعتداء على الأسرى بالضرب الهمجي بالهراوات والأرجل والكلاب البوليسية المسعورة، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بجراح وحالات اختناق ، والزج بعدد كبير أخر من الأسرى في زنازين العزل، وحرمانهم من الزيارة في اليوم التالي، وقبل أن يهدأ التوتر في عوفر انتقلت وحدات المتسادا والناحشون إلى سجن جلبوع لتقوم بفرض التفتيش العاري على الأسرى بشكل استفزازي خلال الزيارة ،مما دفع الأسرى للاستنفار والامتناع عن الخروج لزيارة ذويهم ، وهكذا تتنقل وحدات الشر من سجن إلى أخر لتشيع الإرهاب والفساد في صفوف الأسرى ، ولم يسلم الأطفال من هذا القمع حيث تعرض قسم الأشبال في سجن عوفر إلى هجمة شرسة واعتداء وحشي بالضرب ورش الغاز أدى إلى إصابة ثلاثة عشر منهم بحالات اختناق ، فيما تعرضت الأسيرات في سجن الدامون  إلى التفتيش العاري لمدة أربع ساعات متواصلة، بعد اقتحام غرفهن بشكل مفاجئ في وقت متأخر من الليل، وإجراء تفتيش استفزازي والاعتداء عليهن بالشتم والاهانة .

ويبقى السؤال ماذا يهدف الاحتلال من وراء هذا التصعيد الواضح ؟  في اعتقادي أن الاحتلال يهدف بجانب إذلال الأسرى، وكسر إرادتهم، وتحطيم معنوياتهم، إلى نقل رسالة صريحة مفادها بان علي الفلسطينيين أن يرضخوا لشروطنا، وان يقبلوا بمعاييرنا في صفقة التبادل، وإلا لن يسلم أسراهم من الأذى، وسنبقى نكيل لهم العذاب أصنافاً وألوان ، طالما أصروا على شروطهم .

فهذا الضغط على الأسرى والاعتداء المتكرر يأتي متزامناً مع  الأخبار التي تتحدث عن نشاط ملحوظ في الاتصالات من أجل انجاز صفقة التبادل بين حركة حماس والاحتلال، تقودها فرنسا بالتعاون مع الوسيط الالمانى الذي سيصل إلى المنطقة في بداية الشهر القادم لاستئناف الاتصالات بخصوص إتمام الصفقة .

وطالما أعلن الاحتلال عن نيته الضغط على الأسرى عبر سن قوانين لحرمانهم من حقوقهم الأساسية، وذلك في محاولة للضغط على الفصائل الآسرة لشاليط لكي تخفض سقف مطالبها في الصفقة، وهاهو الاحتلال يطبق هذه السياسة بشكل عنيف ومتصاعد لكي يضعف إرادة الأسرى وذويهم وفصائلهم وبالتالي يقبلون بشروط الاحتلال .

ولكن تجربتنا مع الفصائل الفلسطينية المقاومة وفى مقدمتها حركة حماس علمتنا أن كل الضغوط لن تفلح في تحقيق مطالب الاحتلال ، وقد جرب الاحتلال كل الطرق للحصول على أسيره دون ثمن ، ولكنه فشل.

 لذلك رغم ما يتعرض له أسرانا من ضغط وإرهاب وتنكيل، نقول للاحتلال بان تلك الممارسات لن تجعل الفصائل تتنازل قيد أنملة عن شروطها ، ولن تدفع الأسرى للضغط على الفصائل، فهم مصممون على نيل الحرية مهما كان الثمن .