خبر الصواريخ الإسرائيلية وراء سلسلة الانهيارات الأخيرة في الانفاق

الساعة 06:56 ص|19 سبتمبر 2010

الصواريخ الإسرائيلية وراء سلسلة الانهيارات الأخيرة في الانفاق

فلسطين اليوم-غزة

أكد مالكو أنفاق وعاملون في مجال التهريب، أن الصواريخ الإسرائيلية الأخيرة التي أطلقتها طائرات حربية مقاتلة باتجاه أنفاق للتهريب، قبل عدة أيام، كانت سبباً في سلسلة الانهيارات التي شهدتها العديد من الأنفاق جنوب محافظة رفح خلال اليومين الـماضيين.

ووفقاً لـما أكده بعض هؤلاء، فإن الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الإسرائيلية، مؤخراً، خاصة الصاروخين اللذين أطلقا، ظهر الأربعاء الـماضي، كانت كبيرة وتسببت في اهتزازات أرضية عنيفة أصابت التربة بالتخلخل والضعف وقللت من تماسكها وجعلتها أكثر عرضة للانهيار، موضحين أن الأنفاق كانت تنهار فور دخول العمال إليها وتشغيلهم آلات سحب البضائع.

وقال "أبو جهاد"، أحد العاملين في الأنفاق وكان يقف أمام مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار برفح للاطمئنان على صحة عدد من مصابي الحوادث الـمذكورة: إن معظم الحوادث التي وقعت كانت في أنفاق قريبة من مناطق القصف، لافتاً إلى أن الأنفاق التي انهارت لـم تظهر عليها أية آثار تصدع أو تضرر جراء الغارات لكنها كانت تنهار بصورة مفاجئة فور دخول العمال إليها.

وأشار إلى أنه شارك في إنقاذ بعض العالقين في أحد الأنفاق الـمنهارة ولاحظ ضعف التربة وتخلخلها، لافتاً إلى أن العديد من الأنفاق غير الـمأهولة انهارت لكن الإعلام لـم يتحدث عنها نظراً لأن انهيارها لـم يتسبب في وقوع ضحايا.

أما الشاب أحمد خليل ويعمل في نفق قرب حي البرازيل فأوضح أن ثمة حالة من الخوف والقلق تنتاب عمال الأنفاق خاصة من يعملون في أنفاق تقع بالقرب من أماكن الاستهداف، خوفاً من تأثيرات الغارات الـمذكورة ووقوع مزيد من الحوادث مستقبلاً.

وأشار إلى أن ثمة إجراءات خاصة بات يتخذها العمال لحماية أنفسهم، كتفحص النفق جيداً قبل دخوله ونزول شخص واحد فقط للتأكد من أن الأمور على ما يرام.

ولفت خليل إلى أن العمل في الأنفاق بات من أصعب الـمهن وأكثرها خطورة، موضحاً أن العديد من الشبان إما تركوه أو يفكرون في تركه.

الشاب محمود عمر ويعمل في نفق قرب بوابة صلاح الدين أبدى شكوكاً حول طبيعة الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الإسرائيلية، مؤخراً، وما تحتويه من مواد غريبة.

وأوضح: أنه إضافة إلى تسببها في انهيار العديد من الأنفاق فإن رائحة كريهة تصدر عنها، تبقى بعد انفجارها بساعات طويلة.

ولفت عمر إلى أن حوادث الانهيار التي وقعت مؤخراً بالجملة تشبه تلك التي كانت تقع عقب هطول أمطار غزيرة، ما يعني أن التربة أصيبت بضعف وتخلخل كبيرين، وأن الانهيارات لو كانت وقعت في أوج عمل الأنفاق لكان عدد الضحايا أكبر.

وكان نحو 15 من عمال الأنفاق أصيبوا بصورة متفاوتة، نهار أول من أمس، جراء سلسلة من الحوادث الـمتتالية وقعت داخل أنفاق قرب حي البرازيل وبوابة صلاح الدين على الحدود الـمصرية الفلسطينية جنوب محافظة رفح.

يشار إلى أن عمليات حفر الأنفاق والعمل فيها يتضمن الكثير من الـمخاطر، مثل حدوث انهيارات مفاجئة أو إصابات بصعقات كهربائية أو اختناق جراء تسرب مواد خطرة.

يذكر أن عدد ضحايا حوادث الأنفاق تجاوز 160 قتيلاً علاوة على مئات الجرحى، وذلك منذ بدء الحصار الإسرائيلي على القطاع وشيوع ظاهرة الأنفاق قبل أكثر من أربع سنوات