خبر بسيسو : حديث عباس عن الاستقالة لا يعدو كونه « مناورة سياسية » ليس أكثر

الساعة 05:16 ص|19 سبتمبر 2010

بسيسو : حديث عباس عن الاستقالة لا يعدو كونه "مناورة سياسية" ليس أكثر

فلسطين اليوم- وكالات

أكد المحلل السياسي مؤمن بسيسو أن حديث عباس عن الاستقالة لا يعدو كونه "مناورة سياسية" ليس أكثر، مشيراً إلى أنه سبق وأن هدد بتقديم استقالته أكثر من مرة، لكنه في كل مرة كان يعود ويتراجع عن ذلك.

 

وأوضح بسيسو أن تهديد عباس بالاستقالة يأتي من باب محاولة الضغط على الإدارة الأمريكية لتمارس ضغوطاً على (إسرائيل) لتقديم بعض التنازلات، لتخفيف الحرج الذي وقع فيه بذهابه للمفاوضات في ظل استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة.

 

وقال: "إن عباس واقع في ورطة وطنية كبرى بسبب إعلان (إسرائيل) برنامجها السياسي الذي يلغي الحقوق الوطنية الفلسطينية ويرفض أي حل يتضمن قضايا القدس واللاجئين"، مؤكداً أن عباس "حاول اللعب على ورقة الاستقالة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه".

 

 

تهديد عباس بالاستقالة يأتي من باب محاولة الضغط على الإدارة الأمريكية لتمارس ضغوطاً على (إسرائيل) لتقديم بعض التنازلات، لتخفيف الحرج الذي وقع فيه بذهابه للمفاوضات

بسيسو

 

ورأي أن التهديد بالاستقالة "خطوة فاشلة" لن تستطيع تحقيق أي مكاسب سياسية، حيث إن المواقف السياسية الإسرائيلية والأمريكية مازالت على حالها، منوهاً إلى أن عباس استنفد كل أوراق الضغط الوطنية في مواجهة (إسرائيل).

 

وأوضح أن الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي والمحيط الإقليمي والدولي يدرك أن عباس سرعان ما ينصاع للضغوط التي تمارس ضده, ويقبل بالإملاءات التي تفرض عليه ويتم رسمها له، مضيفاً: "هم يدركون –أمريكيا و(إسرائيل)- أن عباس يتمنع في البداية ولكن سرعان ما ينصاع للمطالب الأمريكية".

 

وتجدر الإشارة، إلى أن السلطة الفلسطينية تطالب بتمديد فترة "تجميد الاستيطان" التي أعلن عنها "نتنياهو" قبل عشرة أشهر, وتنتهي نهاية الشهر الجاري، إلا أن الأخير ووزراءه يرفضون ذلك بتصلب وبشدة.

 

ومضى بسيسو يقول: "التهديد بالاستقالة يمكن أن تكون خطوة حقيقية وفاعلة إذا استخدم عباس كافة أوراق الضغط الوطنية في مواجهة المواقف الأمريكية والإسرائيلية، (..) لكنه تخلى عن أوراق القوة التي يمكن أن يستخدمها من خلال استمراره بالتنسيق الأمني مع الاحتلال, وذبح المقاومة في الضفة الغربية".

 

وذكر أن عباس يتوق للاستقالة والانسحاب من المشهد السياسي، "لكن هذا الأمر له تبعاته وانعكاساته السلبية على شخصيته والمسار السياسي لحكومة رام الله وحركة "فتح" التي تعتبر العمود الفقري للمشروع السياسي العام المتمثل بالسلطة ووجوده وكينونته".

 

وأضاف: "إن عباس لديه أمنية بالانسحاب من المشهد السياسي لكن التهديدات الأمريكية والإسرائيلية تحجبه عن تحقيق هذه الأمنية"، داعياً عباس "لأن يدرك أن كل ما يطرح عليه سياسياً يشكل تصفية واضحة وصريحة للقضية الفلسطينية، وهو يحاول أن ينأي قدر الإمكان بنفسه عن هذه الطبخة".

 

وتابع :"إن عباس سيتساوق مع الموقف الأمريكي والإسرائيلي جراء الضغوط التي تمارس ضده والتي ستتعاظم في الفترة المقبلة، والتي يمكن أن تصل في نهاية المطاف إلى إجباره على توقيع صفقة خطيرة تتجاهل القضايا الأساسية التي تشكل لب وجوهر القضية الفلسطينية".

 

وعن البدائل في حالة استقالة "عباس"، بين بسيسو أن (إسرائيل) والإدارة الأمريكية لن تعدم إيجاد شخصية بديلة عنه تتساوق مع مشاريعهما, وتعمل كل ما يطلب منها على المستوى الفلسطيني، موضحاً أن الشخصية الأكثر ملاءمة للمنصب هو "سلام فياض" الذي يجهز نفسه منذ فترة.