خبر مصادر: « إسرائيل » غير قادرة على ضرب إيران

الساعة 05:59 ص|18 سبتمبر 2010

مصادر: "إسرائيل" غير قادرة على ضرب إيران

فلسطين اليوم-وكالات

قال تقرير سريّ امريكي انّ فنزويلا تحوّلت عمليا الى قاعدة عسكرية نووية ايرانية، وبحسب المصادر فانّ هذا التقرير اعد ضمن الابحاث التي تجريها المؤسسات المختلفة لرصد التغلغل الايراني في امريكا اللاتينية. وبحسب 'يديعوت احرونوت' العبرية، الجمعة، فانّ التقرير يقول انّ حجم الاستثمارات الايرانية في فنزويلا وصل في السنوات الخمس الماضية الى اربعين مليار دولار، لافتا الى ان المدير العام للبنك المركزي في فنزويلا هو من اصول ايرانية، وزعم التقرير انّ طهران تستغل فنزويلا بهدف الالتفاف على العقوبات الاقتصادية والاخرى المفروضة عليها من قبل مجلس الامن الدولي بسبب برنامجها النووي.

والمح التقرير الى انّ مئات المصانع التي اقامتها ايران تقوم بانتاج مواد ممنوعة، دون ان يفصح عن نوعها، كما اشار التقرير الى اتفاق التعاون العسكري الذي وقع بين الدولتين في نيسان (ابريل) من العام 2009 والاتفاق الثاني حول التعاون الثنائي في مجال التكنولوجيا النووية في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2008.

وقال المحلل للشؤون الاستراتيجية بالصحيفة انّ فنزويلا بالنسبة لايران هي الدولة الوحيدة التي بامكانها عن طريقها التملص من العقوبات الدولية وتهريب الاسلحة المحظورة دوليا، لافتا الى انّه بحسب المعلومات الاستخبارية الامريكية فانّ ايران حوّلت فنزويلا الى غطاءٍ لجهودها الهادفة للحصول على القنبلة النووية.

في نفس السياق، رأى الجنرال الاسرائيلي في الاحتياط، يسرائيل شبير، الذي تبوأ قبل بضع سنوات المنصب الثالث في اهميته في سلاح الجو وشارك في الهجوم على المفاعل النووي في العراق انّ سلاح الجو سيجد صعوبة في اعادة تمثيل نجاحه في العراق بنجاح في ايران. وقال شابير للصحافي يوسي ميلمان من 'هآرتس' العبرية انّ الايرانيين استخلصوا الدروس من الهجوم على المفاعل النووي في العراق، لافتا الى انّه في العراق كل البرنامج النووي تركز في المفاعل، ولكن بالمقابل نثر الايرانيون المنشآت النووية في ارجاء الدولة، بعضها توجد في القسم الشرقي، وقد حصنوا منشآتهم بحيث انهم بنوها تحت الارض او اقاموها في الخنادق المحصنة. واكد الجنرال الاسرائيلي على انّه وبكل الاستقامة والصدق، ليس لسلاح الجو قدرة استراتيجية حقيقية على قصف اهداف بعيدة لفترة زمنية طويلة في ظل استخدام قدرة التسلح اللازمة لذلك، على حد تعبيره.

وقال المحلل الاسرائيلي انّه كي ينجح الهجوم العسكري سيتعين تدمير اهداف اخرى، عديدة ومتنوعة، حتى لو كان معظمها معروفا لاجهزة الاستخبارات في اسرائيل وفي الغرب، فانّه من الواضح، حسب دراسات اجريت في الغرب انّ قوة عظمى ذات قدرة استراتيجية كالولايات المتحدة فقط يمكنها ان تهاجمها بنجاح. بالاضافة الى ذلك، قال ميلمان انّ قائد سلاح الجو ورئيس الاركان السابق، دان حالوتس، كتب مؤخرا في كتابه (بمستوى العيون) انّ البرنامج النووي الايراني هو مشكلة عالمية، ووقوف اسرائيل في الجبهة لا يجدي في معالجة الموضوع، مؤكدا على انّه بسبب تعقيد المشكلة الايرانية، سيكون من الصحيح ان تعالجها دول اخرى، على حد تعبير حالوتس.

ولفت المحلل الى انّه ليس فقط قادة السلاح الجو في السابق وفي الحاضر يدعون بان الواقع صعب لاسرائيل، فرئيس الوزراء نتنياهو يعتبر مترددا وخائفا، كما انّه سيجد صعوبة في ان يأمر الجيش في الانطلاق الى عملية، امّا وزير الامن باراك، ورئيس الاركان غابي اشكنازي، اللذان هاجمت اسرائيل سورية تحت قيادتهما ، فيعتبران زعيمين حذرين ومتزنين يعرفان الفوارق الجوهرية بين الهجوم على المفاعل السوري والهجوم على المنشأت الايرانية وحتى وزير الخارجية ليبرمان، رغم صورته كصقر مفترس، كان قد اعرب قبل ثلاث سنوات عن موقف بموجبه فان احتمالات الهجوم على ايران ضاعت عندما قرر الرئيس جورج بوش الامتناع عن ذلك.

وزاد انّ الدولة العبرية ستفعل كل ما في وسعها، بما في ذلك استخدام القوى العسكرية كي تمنع ايران من الحصول على قنبلة نووية، مشيرا الى انّه سطحي، هذه هي السياسة الاسرائيلية المعلنة، ولكن فحصا للحقائق يبين صورة مغايرة جوهريا، فتل ابيب، برأيه، ستجد صعوبة شديدة في تدمير البرنامج النووي الايراني او حتى لابطائه.

واشار ايضا الى انّه في نظرة الى الوراء، بعد الهجوم في العراق، وصف محللون قرار رئيس وزراء اسرائيل وايمانه المتشدد بانّه (عقيدة بيغن)، واعطوه معنى استراتيجيا، واكدوا على انّه من حيث الجوهر يقضي هذا المفهوم بان اسرائيل، الذي يعتقد كل العالم بان لديها سلاحا نوويا، لن تسمح ابدا لدولة اخرى في الشرق الاوسط ان تملك مثل هذا السلاح، الذي سيهدد امنها.

وتطرق المحلل الى الفوارق البارزة بين الهجوم على المفاعل النووي العراقي والهجوم على المنشأة النووية السورية في وادي الزور السورية، وقال انّه قبل الهجوم في العراق لم تشرك اسرائيل دولا اخرى في نواياها، ولا حتى الولايات المتحدة التي كان يقودها رونالد ريغان ،احد الرؤساء الاكثر ودا لاسرائيل، وبعد الهجوم اعلنت حكومة اسرائيل بشكل رسمي بان طياريها هم الذين نفذوا العملية. في الحالة السورية، حصل العكس تماما: الدولة العبرية، برئاسة رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير الامن ايهود باراك، اطلعا الولايات المتحدة قبل بضع ساعات من العملية، ولكن منذ العملية وحتى اليوم تبقي اسرائيل على الغموض، ولم تتحمل المسؤولية عن العملية.

وقال ميلمان انّ صورة اسرائيل في الساحة الدولية يصممها بقدر كبير هذان الهجومان الناجحان، لانّهما خلقا الانطباع بان سلاح الجو بشكل خاصٍ، والجيش الاسرائيلي على نحو عام قادران على ان يخرجا الى حيّز التنفيذ بنجاح كل امر من هذا النوع تتخذه الحكومة، ولكن هناك العديد من قادة المستوى السياسي، بالاضافة الى اقطاب المؤسسة العسكرية، الذين اصبحوا اسرى هذه الاسطورة، ولكن عمليا، اكد ميلمان، الواقع اكثر تعقيدا بكثير، لافتا الى انّه في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء الحديث علنا: ليس بعد اليوم ابدا، ووزير الامن يذكر بان كل الخيارات موضوعة على الطاولة، فانّه في المحادثات التي تجري في الغرف المغلقة خلف الكواليس تختلف لهجة صنّاع القرار الاسرائيليين، اختلافا جوهريا، وهم يفهمون المصاعب الاستراتيجية ـ العسكرية، السياسية والاقتصادية التي سيجلبها معه القرار بمهاجمة ايران.

واوضح انّه بالنسبة لاسرائيل فانّ الاعتبار المركزي في كل قرار يرتبط بمواضيع الامن الوطني والمسائل الوجودية كان دوما موقف الولايات المتحدة، ومن هنا ايضا الاستنتاج المعقول والمنطقي بانّ اسرائيل لن تنفذ ايّ هجوم في ايران طالما تعارض ادارة اوباما ذلك بشدة.

وخلص الى القول انّه حيال المخاطر، انعدام اليقين، والمتغيرات الكثيرة جدا، فانّ الاستنتاج المعقول الذي يمكن استخلاصه هو انّ زعماء اسرائيل سيجدون صعوبة باتخاذ قرار بقصف ايران، ما يعني انّ سيتعين على اسرائيل العيش في ظل المظلة النووية الايرانية، على الرغم من انّ هذا التوجه سيدفع الاسرائيليين الى الاستنتاج بانّ ليس لهم ولابنائهم مستقبل في الدولة العبرية في مثل هذا الوضع وسيفضلون الهجرة، لانّ السلاح النووي لدى ايران سيشجع دولا عربية على تحقيقه لنفسها ايضا.