خبر دحلان يكشف: المفاوضات لم تبدأ ولا اتفاق حتى على جدول أعمالها

الساعة 05:41 ص|18 سبتمبر 2010

دحلان يكشف: المفاوضات لم تبدأ ولا اتفاق حتى على جدول أعمالها

فلسطين اليوم-وكالات

كشف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد دحلان ان المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية لم تنطلق عملياً، وان الجانبين لم يتوصلا بعد الى اتفاق على جدول الاعمال. وقال في مقابلة اجرتها معه صحيفة «الحياة» اللندنية ان الرئيس محمود عباس أبلغ نتانياهو في اللقاء الأخير في بيته انه لن تكون هناك مفاوضات إذا استؤنف الاستيطان، وذلك رداً على قول نتانياهو ان البناء في المستوطنات سيستأنف مجدداً بعد انتهاء فترة التجميد الموقت نهاية الشهر الجاري.

 

واوضح دحلان ان الجانب الفلسطيني يريد اتفاقاً فورياً على الحدود لان اتفاقاً من هذا النوع يضمن الاتفاق على القضايا الاخرى، حتى لو جاء التطبيق على مراحل. وأضاف: «حتى الآن لا توجد مفاوضات، المسألة بحاجة الى قرارات سياسية، لذلك الموضوع بكامله في يد الرئيس، ونحن معه في مواقفه التي اعلنها، وتحديداً في اختبار نيات نتانياهو وجدية الادارة الاميركية في مسألة تجميد الاستيطان». واضاف: «الموضوع (الاستيطان) ليس شكلياً، انه جوهري ويمس جوهر الحل النهائي ومستقبله وطبيعته، فإذا وافقنا على مفهوم نتانياهو للتفاوض في ظل الاستيطان، فهذا يعني قبولنا شرعياً ورسمياً بالاستيطان الذي لن يكون شرعياً حسب كل القرارات الدولية».

 

وتابع: «وافقنا على التفاعل مع الحراك السياسي لإبداء حسن النيات الفلسطينية في شأن رغبتنا في الوصول الى حل، مع ادراكنا المسبق ان نتانياهو لا يريد وغير مؤمن بحل نهائي او بحل دولتين». واضاف: «الآن موقعنا التفاوضي افضل وروايتنا عن الاستيطان أقوى. بالأمس خرج بيان الاتحاد الاوروبي، والادارة الاميركية وعدت الرئيس انه إذا ذهب الى المفاوضات المباشرة، فإن هذا سيمكنها من إلزام نتانياهو وقف الاستيطان، وهذا كله مثبت في محاضر الاجتماعات».

 

وقال: «ما يجري الآن هو نقاشات سياسية على أعلى المستويات، وهي طريقة مثلى في نظري اذا أرادت الادارة الاميركية حل الصراع. فالمواضيع إستُنفدت نقاشاً، والآن مرحلة اتخاذ القرارات السياسية. فاذا وافقوا على دولة على حدود عام 1967 بمساحتها الكاملة مع تبادل طفيف متساو، وعلى ان القدس الشرقية لنا والغربية لهم، وحل موضوع اللاجئين، عندها تجتمع الوفود لبحث التطبيق». لكنه شكّك بنيات رئيس الحكومة الاسرائيلية، وقال: «مفهوم المفاوضات الذي يريده نتانياهو شكلي احتفالي، ولن نسهم في هذه اللعبة، لدينا موقف عربي استنفد كل ليبراليته وعقلانتيه مع الادارة الاميركية. وعلى رغم اننا نقدر جهد الادارة الاميركية، الا انه لا يوجد أي تقدم في أي شي، حتى في جدول الاعمال».

 

واكد دحلان ان الموقف الفلسطيني ثابت في موضوع تجميد الاستيطان، وتساءل: «كيف يمكن ان يفسر لنا نتانياهو انه جمّد الاستيطان أثناء توقف المفاوضات، وانه يريد استئنافه حينما تعود المفاوضات»، واصفاً ذلك بأنه «استهتار بالمجمتع الدولي والادارة الاميركية». وقال: «نتانياهو المتحالف مع المستوطنين لا يمتلك سوى استراتيجيه واحدة هي المحافظة على الوضع القائم»، مضيفاً: «هناك حراك وضجيج لكن من دون نتائج». وقال إن نتانياهو يحاول إغراق جدول الاعمال بعدد كبير من البنود يتراوح بين 15 الى 20 بندا.

 

وبالنسبة الى صيغ التجميد التي تناقشها الادارة مع الجانب الاسرائيلي، قال: «حتى الآن لا توجد صيغ. نحن لا نبحث عن صيغ بقدر ما نبحث عن إجابات، وأيدنا فكرة التجميد التي طرحها الرئيس حسني مبارك ووافقت عليها اطراف اميركية بتجميد الاستيطان لمدة ثلاث اشهر يصار خلالها الى بحث ملف الحدود» معتبراً ان «اي حل يريد الجمع بين الاستيطان والمفاوضات سيكون غير مقبول وغير وطني، وسيدخلنا في المخاطرة السياسية».

 

وعن تجربته التفاوضية السابقة مع نتانياهو، قال دحلان: «نتانياهو بارع ومحنك وديبلوماسي، لكنه شخص يكره السلام. لا يرى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة والدولة. هذه نظرته الاستراتيجية. يعطيك اجمل الكلام في الجلسات، لكن النتائج على الدوام صفر. مع نتانياهو لا تستطيع ان تكتب محضر اجتماع. فقط كلام عام». واضاف: «هو يملك القوة السياسية لصنع السلام، وهو اقوى من (مناحيم) بيغن، لكنه لا يريد ولا يرغب».

 

وعن اقتراح اقامة دولة على 90 في المئة من الضفة، قال: «بالتأكيد لا. نريد أن نعرف شكل الدولة ومضمونها ومساحتها. والتطبيق يمكن ان يكون على مراحل. لكن لا نريد ان نترك شيئاً للمجمهول، فمع اسرائيل الحل الانتقالي يتحول الى نهائي. فقد كان لدينا اتفاق انتقالي لخمس سنوات، والآن مرت 17 سنة».

 

وعن دور الادارة الاميركية في المفاوضات، قال: «الادارة تستطيع اذا أرادت. ربما يستطيع نتانياهو ان يلوي ذراعها لأيام وأشهر، لكن ما نراه هو ان الفريق الاميركي يغطي على المواقف الاسرائيلية. على رغم قناعتنا أن الرئيس (باراك) اوباما ينظر الى الموضوع بجدية الحل وليس ادارة الصراع، الا ان اصحاب مهنة المفاوضات جروه الى ادارة الازمات بحجة أن الاختلاف مع رؤساء الحكومات الاسرائيلية مكلف بعكسه مع الطرف الفلسطيني والعربي». وأضاف: «للأسف هذه نجحت في جره الى الخلف. لذلك صمودنا في المفاوضات مهم».