خبر ولاية ألمانية تعتزم تدريس الدين الإسلامي كمادة ثابتة

الساعة 07:00 ص|16 سبتمبر 2010

ولاية ألمانية تعتزم تدريس الدين الإسلامي كمادة ثابتة

فلسطين اليوم-وكالات

تعتزم ولاية سكسونيا السفلى الألمانية البدء في تدريس مادة الدين الإسلامي، كمادة ثابتة في المقررات الدراسية في المدارس التي يدرس بها عدد كاف من التلاميذ المسلمين.

وقال وزير الثقافة المسؤول عن شؤون التعليم في الولاية، برند ألتهوسمان، أمس في هانوفر: «أعتقد أن بوسعنا البدء، اعتبارا من العام الدراسي بعد المقبل».

جاءت تصريحات الوزير أثناء حضوره حصة دين إسلامي في مدرسة ابتدائية بهانوفر. وستكون لولاية سكسونيا السفلى الريادة في هذا المشروع، على مستوى ألمانيا. وتقتصر خطط تدريس الدين الإسلامي في الولاية حتى الآن على مشروع تجريبي تشارك فيه 42 مدرسة ابتدائية، ويستفيد منه نحو 2000 تلميذ، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

وقضية المهاجرين بدأت تتصاعد مؤخرا، حيث عقد سياسي مغمور في برلين، يدعى رينيه شتاتكفيتس مؤتمرا صحافيا الأسبوع الماضي وأعلن تشكيل حزب جديد يحمل اسم «الحرية»، ولم يعر كثيرون خارج ألمانيا الأمر اهتماما، لكن في العاصمة الألمانية جاء تأسيس حركة على غرار حزب السياسي الهولندي خيرت فيلدرز، المناهض للمهاجرين ليحدث زلزالا سياسيا ترددت توابعه في مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على الجانب الآخر من البلدة. وقال شتاتكفيتس، الذي طرد من حزب ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بسبب آرائه لـ«رويترز»: «الآن نركز على بناء هذا الحزب الجديد في برلين، لكن إذا حالفنا النجاح هنا فلن أستبعد قطعا توسيع نطاق هذا على مستوى البلاد».

ويبلغ شتاتكفيتس من العمر 45 عاما، وهو من منطقة بانكوف في شرق برلين ويريد حظر ارتداء الحجاب وإغلاق المساجد، ووقف الإعانات الاجتماعية للمسلمين.

شتاتكفيتس يعتبر أحدث وجه ضمن فئة من المناهضين للمهاجرين على الساحة السياسية الأوروبية. وتجتذب هذه الفئة ناخبين وتضع القاعدة العريضة من الساسة في موقف الدفاع.

والأحزاب صاحبة البرامج المناهضة للأجانب ليست جديدة في أوروبا. ففي فرنسا يمثل حزب الجبهة الوطنية بقيادة جان ماري لوبان قوة منذ سنوات، وكذلك حزب رابطة الشمال عضو الائتلاف الحاكم بإيطاليا.

لكن خبراء يقولون إن مخاوف الجماهير بشأن الهجرة زادت في أعقاب الأزمة الاقتصادية. ويتهافت ساسة في أنحاء أوروبا أكثر من أي وقت مضى على استغلال هذه المخاوف، محطمين في طريقهم محرمات من حقبة ما بعد الحرب.

ويقول دومينيك مواسي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس لـ«رويترز»: «ما نشهده ليس اتجاها جديدا، بل هو تعمق وتسارع وتيرة شيء كان موجودا بالفعل».

وأضاف «هؤلاء الساسة يلعبون بالنار، لأن المشاعر إزاء هذه القضية قوية، وقد لا تختفي حين يتعافى الاقتصاد».

وفي غضون بضعة أشهر، أصبح فيلدرز، الذي يريد حظر القرآن وطرد المسلمين الذين يرتكبون جرائم، أقوى سياسي في هولندا.

وبعد انتخابات غير حاسمة جرت في يونيو (حزيران) تعتمد أحزاب يمين الوسط على فيلدرز لتشكيل حكومة أقلية قد تعطيه نفوذا كبيرا. وتظهر استطلاعات للرأي أنه إذا لم يتسن تشكيل هذا الائتلاف، وأجريت انتخابات جديدة فإن حزب الحرية، الذي يقوده سيحصل على أكبر عدد من الأصوات. وفي فرنسا اتخذ الرئيس نيكولا ساركوزي إجراءات وقائية لحرمان حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف من تحقيق مكاسب مماثلة، وأعلن حملة على الغجر والمجرمين المنحدرين من أصول أجنبية، مما أثار انتقادات حادة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومن البرلمان الأوروبي.

وفي إيطاليا التي استقبلت عددا من المهاجرين أكبر مما استقبلته أي دولة من الاتحاد الأوروبي العام الماضي، اكتسب حزب رابطة الشمال، بزعامة أومبرتو بوسي نفوذا هائلا على السياسة الداخلية، ونجح في تمرير قوانين صارمة تسمح للسلطات بتغريم وسجن المهاجرين غير الشرعيين، بل ومعاقبة من يوفرون لهم المأوى.

وتقول هيذر جراب، مديرة معهد المجتمع المفتوح في بروكسل، إن المزيد من الساسة الأوروبيين يدركون أنهم يستطيعون بالتركيز على الهجرة، استغلال مخاوف الناخبين إزاء عدة قضايا بدءا بالاقتصاد والوظائف وانتهاء بالعولمة والتغيير وتزايد الشكوك المحيطة بالمستقبل.

وأضافت «شعر الناس في أوروبا بالارتياح في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية، وهم يرون الآن أن هذا المستوى من الارتياح في خطر.. والنتيجة هي أن التسامح لم تعد له المكانة الرفيعة نفسها كقيمة أوروبية حتى في الدول التي كانت تفخر بأنها منفتحة وليبرالية».

ومن بين هذه الدول السويد، إذ يبدو أن حزبا مناهضا للمهاجرين في طريقه لتفادي عقبة الأربعة في المائة في انتخابات 19 سبتمبر (أيلول) ودخول البرلمان للمرة الأولى.

فقد تخلى أعضاء الحزب الديمقراطي السويدي عن صورة حليقي الرؤوس واستبدلوها بصورة أصحاب الحلل الأنيقة، حاملين رسالة صيغت بعناية تؤكد دعمهم لإسرائيل وحقوق المرأة، فضلا عن الدعوة لتجنب قدوم المهاجرين المسلمين، التي قال زعيم الحزب جيمي أكيسون إنها تتفق مع «المنطق السليم». وإذا نجح الحزب في الوصول إلى البرلمان فإنه قد يحرم رئيس الوزراء المنتمي ليسار الوسط فريدريك راينفيلدت من أغلبية ويضطره إلى بحث التعاون مع حزب وصفه من قبل بأنه حزب «يميني مصاب بالهلع من الأجانب». وفي ألمانيا، حيث كان لذكرى العهد النازي دور في الحد من تأثير الأحزاب اليمينية المتطرفة، فإن ظهور قوة جديدة مناهضة للمهاجرين قد يحمل مضمونا أخطر على النظام السياسي. ومع صعود الحزب اليساري الجديد وحزب الخضر في العقود الأخيرة، أصبحت هناك الآن ستة أحزاب في البرلمان الاتحادي ببرلين، وهو أمر يعقد بشدة تشكيل ائتلافات مستقرة على المستوى الاتحادي.

فإذا ما نجح حزب سابع يقوده شتاتكفيتس أو مناهض غيره للمهاجرين في تجاوز سقف الخمسة في المائة ودخول البرلمان الألماني فإنه سيهز المشهد السياسي بألمانيا بقوة.

ويقول مانفريد جولنر، رئيس مجموعة «فورزا» لاستطلاعات الرأي: «الخطر قائم»، مشيرا إلى الدعم الشعبي القوي للانتقادات التي وجهها تيلو ساراتسين، المسؤول بالبنك المركزي الألماني للمهاجرين المسلمين في كتاب صدر مؤخرا حذر فيه من أفول نجم المجتمع الألماني التقليدي.

وأضاف جولنر «هناك فقد للثقة في الأحزاب الموجودة.. نوع من الفراغ يمكن أن تملأه شخصية كاريزمية مثل الزعيم النمساوي اليميني المتطرف السابق يورغ هايدر».