خبر معن حمية يكتب..أين الدولة اللبنانية من كلام سامي الجميل؟

الساعة 05:25 ص|16 سبتمبر 2010

معن حمية يكتب..أين الدولة اللبنانية  من كلام سامي الجميل؟

فلسطين اليوم-السفير اللبنانية

ليس في تصريحات ومواقف النائب سامي الجميل شبهة في علاقة حزبه مع «إسرائيل»، بل تقدم دليلاً دامغاً، موثقاً بالصوت والصورة.

النائب سامي الجميل، لم يكتف بالإعلان عن عدم التخلي عن مسيرته (العلاقة مع «إسرائيل») ولا بتأكيد فعلته النكراء يوم نطق كفراً بعدم خجله من تلك العلاقة، بل زاد على ذلك، بأنه اعترف بعمالته لـ «إسرائيل» جهاراً نهاراً، من خلال اختراع نظرية المساواة بين العدو والصديق، وواضعاً جرم العمالة للعدو الصهيوني، في مرتبة علاقات الأخوة والصداقة مع سوريا وايران!.

كلام النائب الجميل هذا، غاية في الوضوح، ولا يحتمل تأويلاً وتفسيراً، فهو كلام ينطوي على معنى واحد لا ثاني له، وهذا المعنى يقوم على تجديد «التاريخ الذي كان فيه رجال عظماء كبشير الجميل»، هذا التاريخ الأسود المشؤوم الذي يرفض النائب الجميل التطاول عليه.

إذاً، المسألة ليست مسألة رأي سياسي متاح التعبير عنه في النظم الديمقراطية، ولا هي اختلاف على تفاصيل داخلية، وليست خلافاً على علاقات لبنانية مع دول غير مصنفة في خانة الأعداء، بل أنها تعكس جوهر الخلاف الحقيقي على الخيارات الوطنية، بين من لا يخجل بالعلاقة مع العدو الصهيوني وبين من يقاوم هذا العدو دفاعاً عن سيادة لبنان وعزته وعن كرامة اللبنانيين.

أما من لم يعلم بعد، أو بالأحرى من لا يريد أن يسمع، فعليه أن يعرف بأن كلام النائب سامي الجميل المخزي، ليس قائماً على ما مضى وحسب، بل يقوم على أساس تجديد ما مضى، وهذا التجديد بدأ مع «ثورة الأرز» المحمولة على ظهر القرار 1559، حيث لم ينس اللبنانيون بعد، كيف تجرأت «ثورة ألأرز» على شطب «إسرائيل» بوصفها عدواً، وصنفتها «جاراً» للبنان!..

ولم ينس اللبنانيون بعد، كيف تعمدت «ثورة الأرز» انتهاك الدستور اللبناني وصنفت سوريا عدواً للبنان!.

ومن لم يعلم بعد، عليه أن يعلم، بأن تعامل بعض اللبنانيين مع العدو الصهيوني جلب على لبنان حرباً أهلية، وأن اغتيال رفيق الحريري واستثمار دمه استهدف إغراق لبنان بفتنة أهلية لا تبقي ولا تذر.

بعد سلسلة المواقف الصادرة عن «الجميل اخوان» كل على حدة، يتضح أن هناك استهدافاً مباشراً لسوريا وللمقاومة وهذا الاستهداف مربوط برغبات «إسرائيل» التي عجزت عن لي ذراع سوريا وعن تصفية المقاومة في عدوان 2006.

السؤال المطروح اليوم، هو أين الدولة من مواقف الجميل النائب والجميل الأب والجميل ابن العم؟

فهل يعقل أن تتغافل الدولة عن واقعة المس بدستورها الذي يؤكد على أن «إسرائيل» عدو وأن من يفتخر بالعلاقة معها عميل؟

وهل يعقل أن تصمت الدولة حيال الهجوم على سوريا وبحضور ممثليها.

من الطبيعي أن نسأل، اين الدولة من مواقف الجميل إخوان، اليست الدولة هي التي يفترض ان تحدد من هو العميل والخائن ومن هو الوطني والمقاوم بموجب الدستور؟.

وظيفة الدولة صون دستورها وحماية ثوابتها وخياراتها، ولن نسمح بتقزيم مفهومها لكي تصبح دولة جباية كهرباء وشرطة سير لمواكبة أحزاب العائلات..

ان الدولة الحقيقية هي التي تضع حداً لمن يناهض المقاومة التي حررت الأرض وصانت الكرامة.. وهي التي تقتص من العملاء ومن يرتكب الإساءات بحق سوريا التي حمت وحدة لبنان.

هذه هي الدولة الحقيقية فأين هي من الكلام الذي لا يخجل بالعمالة مع العدو؟.