خبر تحليل إخباري: تفعيل « المباشرة » للإبقاء على الميت سريرياً

الساعة 09:20 ص|15 سبتمبر 2010

تحليل إخباري: تفعيل "المباشرة" للإبقاء على الميت سريرياً

 فلسطين اليوم-الخليج الإماراتية

فعّل الرئيس الأمريكي باراك أوباما مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، لكنه ترك لوزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ومبعوثه لسلام الشرق الأوسط جورج ميتشل، مهمة إحراز أي شيء قبل حلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتزويد عملية السلام المريضة بأكبر قدر من محاليل الانعاش، رغم إدراك البيت الأبيض أن السلام ميت سريرياً .

 

أوباما المحاصر بلوبي صهيوني غير هين متحالف مع جمهوريين يدعمون حملة شرسة لليمين المتطرف، كان مضطراً لأن يطيل عمر المريض رغم اليأس من شفائه، لارتباط عملية السلام بالحرب على الإرهاب وحشد الموقف ضد إيران .

 

الجانب الأمريكي يدرك طلبات “إسرائيل” التي قدمتها صراحة لأوباما، ومع علمه بأن الفلسطينيين قدموا كل التنازلات الممكنة، فلا بأس من عصرهم حتى النهاية، وإبلاغهم بعدم وجود أية فرصة للتراجع، حتى مع تنفيذ حكومة بنيامين نتنياهو وعيدها بانهاء حظر البناء في المستوطنات الذي مدد أربعة أيام إلى نهاية سبتمبر/أيلول الحالي، للتأكد من فوات فرصة العرب لتنفيذ تهديدهم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنقل القضية إلى المنبر الدولي . وفي الوقت نفسه ستسلط الأضواء على قضايا أخرى تشغل العرب مثل السودان والملف الإيراني .

 

من جانب آخر تقدم “إسرائيل” الفتات للفلسطينيين مع ترحيب أمريكي يزايد على “اللفتة الكريمة” التي لا تزيد عن وعود بإزالة حواجز وتخفيف أخرى وتسهيل قيود التجارة . في مقابل هذه “الحوافز التافهة” يتم الاتفاق على مخرج بشأن الاستيطان عبر تجنب الحوار حوله بين الطرفين مثله والمسائل الشائكة الأخرى بعدم تحديد موعد نهائي لتنفيذ الاتفاق (أي اتفاق خلال عام والتنفيذ بعد 5 - 10 سنوات) . وهذه المهلة الزمنية توافق خطة ناتان سارانسكي بحل الدولتين ويهودية الدولة، وتسهيل إخراج تدريجي لعرب ،1948 والتخلص من حماس .

 

وأبلغت “إسرائيل”، واشنطن صراحة أن عدم الاعتراف بيهودية الدولة يساوي التحريض ضد اليهود واستهدافهم .

 

 

 

وأكد مراقبون لـ”الخليج” أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أقر لدى لقائه قادة منظمات يهودية أمريكية في يونيو/حزيران الماضي بالتاريخ اليهودي في المنطقة، ما تمت ترجمته كمقدمة ممتازة تتيح الاعتراف الفلسطيني لاحقاً بيهودية الدولة .

 

في الوقت نفسه سيطير ميتشل للقاء الرئيس السوري بهدف تحريك المسار السوري للسلام، لإطالة عمر المريض أو حتى لإحراز شيء ما .

 

يبدو الفلسطينيون منساقين رغماً عنهم نحو تحقيق أهداف “إسرائيل”، ولم يتبق لديهم سوى ورقة لا يراهن عليها أحد إلا “الإسرائيليون” وهي دولة فلسطينية مقطعة الأوصال، من دون سيادة لا على الأرض ولا الفضاء ولا البحر، منزوعة السلاح .

 

هل يستطيع العرب أن يفرضوا جدولاً زمنياً لحل الدولتين، أو اللجوء إلى حل الدولة الواحدة؟