خبر التجميد كاختبار- هآرتس

الساعة 08:59 ص|15 سبتمبر 2010

التجميد كاختبار- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

المفاوضات المباشرة على التسوية الدائمة بدأت امس في شرم الشيخ، في ظل الخلاف المتواصل على مسألة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية وفي شرقي القدس.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يهدد بالانسحاب من المحادثات اذا استأنفت اسرائيل البناء خلف الخط الاخضر، بينما وزراء ونواب من الائتلاف يهددون بالمس بوحدة الحكومة، اذا ما تقرر في نهاية الشهر تمديد أمر التجميد. الادارة الامريكية تبحث عن العلاج السحري الذي يزيح قضية التجميد عن جدول الاعمال وينقي الاجواء تمهيدا للبحث العملي في المسائل الجوهرية.

كتجسيد للخطر الذي يكمن في التوسع الاستيطاني على مستقبل المسيرة السياسية – اعلنت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في وزارة الداخلية في القدس عن نيتها البحث في الايام القريبة القادمة في خطة لاقامة 1.362 حدة سكن في جفعات همتوس جنوبي القدس، خلف الخط الاخضر. وذلك في الوقت الذي يلتقي فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع عباس في شرم الشيخ؛ مرة اخرى يبدو ان اسرائيل غير قادرة على وقف الاستيطان.

        تجربة السنة الاخيرة تفيد بانه بمعونة الارادة الطيبة والنهج الابداعي من كل الاطراف يمكن ايجاد صيغة تكمبح جماح التوسع الاستيطاني. فقد أعلن عباس عدة مرات بانه لا يصر على ان يعلن نتنياهو علنا عن وقف البناء، وانه يكتفي بتعهد هادىء من وزير الدفاع ايهود باراك بالتجميد العملي لتوسع البناء في الضفة.

        على نتنياهو ان يفهم بان التوسع الاستيطاني لا يستوي مع حل الدولتين، الذي وعد هو بدفعه الى الامام، وان التصدي لضغوط اليمين هو اختبار لزعامته. الازمة حول تجميد البناء في فترة المفاوضات هي لا شيء بالقياس الى التحديات التي بانتظار رئيس الوزراء في المداولات الجوهرية. اذا ما كان نتنياهو بالفعل معنيا بالوصول في غضون سنة الى اتفاق دائم، كما صرح، فسيكون عليه ان يتخذ قريبا قرارات حاسمة قاسية اكثر باضعاف. اذا لم يكن يرغب او يستطيع، التصدي لشركائه من اليمين في اختبار التجميد المؤقت والجزئي للبناء في المناطق، فكيف سيقف في وجه الضغوط، حين تحين ساعة القرار باخلاء عشرات المستوطنات وعشرات الاف المستوطنين.