خبر خطوط حمراء -يديعوت

الساعة 08:56 ص|15 سبتمبر 2010

خطوط حمراء -يديعوت

ما هو موقفك؟

بقلم: مناحيم شجايد

(المضمون: مشكلتنا المركزية، نحن الاسرائيليين، هي أننا لا نضع خطوطا حمراء. لا يوجد شيء هو مثابة "على جثتي". لكل دولة يوجد شيء ما عليه مستعدة لان تكافح حتى النهاية. نحن دوما نتنازل، ندور الزوايا. كل ما كان محظورا أمس، مسموح به اليوم او على الاقل هو اساس للمفاوضات غدا - المصدر).

في الايام التي يفحص فيها رئيس الوزراء بعدسة مكبر، هل سيكون مثل بيغن أم مثل شامير، متنازل أم عنيد، هاكم قصة ترتبط ببيغن وحاضرنا في هذه الايام.

        كان هذا في مؤتمر كامب ديفيد الاول. في احدى الليالي توجه الرئيس كارتر الى بيغن وقال له: "غدا أعتزم الحديث عن القدس ايضا، فكر في هذا في الليل وسنتحدث في الصباح".

        بيغن لم يتلبث ولو للحظة، أمسك الرئيس من طرف لباسه وروى له من المصادر اليهودية القصة التالية من صلاة رأس السنة ويوم الغفران. وروى لكارتر أن القصة تنسب الى الحاخام أمنون من مغنتسا، الذي كان يعيش في القرن الحادي عشر، وهي تصف كيف طلب الوالي من الحاخام امنون الذي كان كبير الجيل وعظيم المزايا بان يبدل دينه. ولرده قال الحاخام امنون بانه سيفكر بالامر لثلاثة ايام، ولكن بعد ذلك ندم جدا بانه لم يرفض طلبه فورا.

        في اليوم الثالث لانه لم يصل، جلبوه رغم أنفه. اقترح قطع لسانه الذي عاق عندما لم يرفض امكانية التحول فورا، ولكن الوالي اراد معاقبته بارجله بالذات. عذبوه عذابا فظيعا، قطعوا جسده ورشوا الملح على جراحه. كان هذا في موعد قريب من رأس السنة، وعندما اعادوه الى بيته وحل العيد طلب الحاخام امنون نقله الى الكنيس. هناك، امام الرب، فتح فمه وقال قولته الشهيرة.

        "أنا"، قال بيغن لكارتر، "لا انتظر ثلاثة ايام ولا ليلة. بل اقول لك، سيدي الرئيس، القدس ليست موضوعا للحديث أو البحث. نوما هنيئا".

        هذه القصة يعرفها رئيس الوزراء جيدا، وفي الوقت الذي كانت فيه تسيبي لفني تتفاوض عن القدس، وصل الى منزل زعيم شاس، الحاخام عوفاديا يوسيف، وروى له ذات القصة واقنعه بان يأمر كتلة شاس بالانسحاب من الائتلاف.

        وها هو رئيس وزرائنا يبدأ المحادثات على اتفاق دائم ولكنه لا يضع حدودا. وانا اشدد: حدودا ، وليس شروطا. مواقف، وليس اشتراطات. الفلسطينيون يعربون عن مواقفهم من على كل منصة ورئيس الوزراء لا يصرح بان القدس من ناحيته ليست موضع مفاوضات. إذن واحد من اثنين، إما ان تكون القدس في نظره خاضعة للمفاوضات وقد يكون هذا مشروعا ولكن يجدر بان يعرف مواطنو اسرائيل ذلك. أو أن تكون القدس غير خاضعة للمفاوضات وهذا ايضا يجدر بنا أن نعرفه.

        صحيح انه من غير الحكمة طرح شروط، ولكن الاعراب عن الموقف؟ لماذا ما هو مسموح للفلسطينيين محظور على الاسرائيليين؟ لماذا ما كان مطلوبا من لفني بالنسبة للقدس ليس مطلوبا من رئيس الوزراء.

        كقاعدة، مشكلتنا المركزية، نحن الاسرائيليين، هي أننا لا نضع خطوطا حمراء. لا يوجد شيء هو مثابة "على جثتي". لكل دولة يوجد شيء ما عليه مستعدة لان تكافح حتى النهاية. نحن دوما نتنازل، ندور الزوايا. كل ما كان محظورا أمس، مسموح به اليوم او على الاقل هو اساس للمفاوضات غدا.

        كإبن مورخ، رئيس الوزراء يرى أهمية كبيرة لمكانة الدولة ودوره في تصميم صورتها في التاريخ، وهذا على ما يرام جدا. ولما كان هكذا، فالمشكلة الايرانية تقف في رأس اهتمامه، ومن أجل حلها مستعد هو لان يلين في مواضيع كثيرة، وهذا ايضا يمكن أن يكون على ما يرام جدا. ومع ذلك، يجب وضع حدود، القول ما هو نعم وما هو لا. ما هو من ناحيتنا الخط الاحمر. هذا ليس شرطا، هذا موقفنا. والموقف يجب أن يقال بوضوح. لا يمكن رفع اسم القدس عبثا.

  بالضبط مثلما في خطاب بار ايلان طرح نتنياهو سلسلة من المواقف عن استعداده للاعتراف بدولتين للشعبين، هكذا الان عليه أن يؤكد مواقفه وان يقولها دون ابطاء. حتى بثمن الضرر السياسي من اليمين ومن اليسار. هذا هو دور الزعيم.