خبر المفاوضات تنتقل اليوم إلى القدس ... لتصادق على حملة تهويدها

الساعة 05:50 ص|15 سبتمبر 2010

المفاوضات تنتقل اليوم إلى القدس ... لتصادق على حملة تهويدها

فلسطين اليوم- وكالات

انتهت الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في شرم الشيخ أمس، بنتيجة وحيدة، هي الاتفاق على الاستمرار في عملية التفاوض، والانتقال بها اليوم الى القدس المحتلة، بالرغم مما تبدّى من خلافات حول الاستيطان، الذي يبدو انه لم يعد يشكل عقبة او شرطا مسبقا من الجانب الفلسطيني، بحسب ما كشف متحدث رسمي اسرائيلي، وهو ما ردده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي قال ان قرار التجميد الجزئي للبناء في مستوطنات الضفة الغربية لن يمدد بعد السادس والعشرين من أيلول، فيما اعلنت السلطات الاسرائيلية عن خطة لبناء 1300 وحدة استيطانية في القدس الشرقية المحتلة، وذلك بعد يوم من الكشف عن «انفجار استيطاني» يشمل بناء أكثر من 13 ألف وحدة سكنية فور انتهاء قرار التجميد.

وللمرة الثانية، منذ اجتماعات واشنطن في الثاني من أيلول الحالي، جمعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الرئاسي جورج ميتشل، كلاً من نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عرض مصور، ثم في لقاء مغلق استغرق ساعة وأربعين دقيقة، واستهدف خصوصاً تذليل العقبات التي تعترض المفاوضات المباشرة، في ضوء التعنت

الإسرائيلي في ما يتعلق برفض تمديد قرار تجميد البناء.

وبعد الاجتماع، خرج ميتشل ليعلن أنّ «الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو مستمران في الاتفاق على ان هذه المفاوضات، التي هدفها حل كل القضايا الجوهرية، يمكن ان تستكمل خلال عام واحد»، مشيراً إلى أنّ الجانبين «أعربا مجددا عن نيتهما الدخول في هذه المحادثات بنية طيبة وجدية في الهدف».

وأضاف انّ المفاوضات ستستمر اليوم في القدس المحتلة بمشاركة كلينتون، مشيراً إلى أنّ فريقي التفاوض الإسرائيلي والفلسطيني سيجتمعان مرة أخرى «خلال الأيام المقبلة قبل الدخول في مزيد من المحادثات على مستوى القيادة».

وفيما تجنب ميتشل الإفصاح عمّا إذا كان اللقاء قد تناول مسألة الاستيطان، أوضح أنّ «موقفنا من المستوطنات معروف ويبقى بلا تغيير، وكما قال الرئيس (باراك) اوباما أخيرا، نحن نعتقد انه من المنطقي ان يتم تمديد المهلة» الخاصة بقرار تجميد البناء الاستيطاني.

وكانت كلينتون اعتبرت، في تصريحات للصحافيين في بداية رحلتها الى شرم الشيخ، أنّ كلا من إسرائيل والطرف الفلسطيني يحتاج إلى اتخاذ إجراءات لحل الخلاف بشأن المستوطنات. وقالت: «بالنسبة لي هذا خيار بسيط: لا مفاوضات، إذاً لا أمن ولا دولة»، مشددة على أنه «ليس هناك أي أمل في النجاح في غياب المفاوضات المباشرة».

واستهلت الوزيرة الأميركية زيارتها شرم الشيخ بعقد محادثات ثنائية مع الرئيس المصري حسني مبارك، قبل أن تلتقي عباس ونتنياهو، كلاً على حدة. ومن ثم عقد الأربعة اجتماعاً لم يخرجوا بعده بأي تصريحات، وقد استتبع بجولة محادثات ثلاثية، جمعت كلينتون وعباس ونتنياهو.

ولاحقاً، عقدت كلينتون جولة مفاوضات ثانية غير متوقعة، شارك فيها كبار المستشارين، وذلك بعد توقف المحادثات لتناول الغداء الى مأدبة الرئيس المصري، قبل ان تلتقي وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد الذي وصل الى شرم الشيخ في زيارة غير معلنة سابقا.

وقال أبو الغيط، خلال مؤتمر صحافي، إنّه تم طرح كل القضايا خلال هذه المحادثات «الافتتاحية»، بما يسمح لكل طرف بأن يثير ما يشاء، مشيراً إلى أنّ مسألتي «يهودية الدولة» الاسرائيلية والاستيطان كانتا من بين القضايا التي أثيرت. وشدد الوزير المصري على أن «هناك مفاوضات جدية من خلال جدول أعمال متفق عليه وواضح وضوح الشمس».

وقال المفاوض الفلسطيني نبيل شعث ان الجميع يسعى إلى توصيل الرسالة إلى نتنياهو بأن قضية المستوطنات مهمة للمفاوضات، مشدداً على أنه «لا يمكن ان تكون هناك أي محادثات بشأن إنهاء الاحتلال بينما الاحتلال يتعمق»، فيما أشار المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الى أنّ أجواء المفاوضات «كانت جدية». وأوضح انه «تم تبادل معمق للمواقف حيال كافة قضايا الوضع النهائي»، لكنه أشار إلى انه «لا تزال هناك عقبات فعلية بحاجة إلى مزيد من اللقاءات والمشاورات، وخاصة إصرار الجانب الإسرائيلي على موضوع الاستيطان».

بدوره، أكد أمين السر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان محادثات شرم الشيخ استهدفت «توفير المناخ المناسب» لانطلاق المفاوضات حول قضايا الحل النهائي، مشيراً إلى أنّ «هناك تفاهماً على جميع المسائل، وبالنسبة لنا موضوع الاستيطان يشكل عقبة حقيقية أمام انطلاق المفاوضات».

في المقابل، قال المتحدث باسم رئاسة الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف إنه «في حال كانت التوقعات ان إسرائيل فقط هي التي ستقدم تنازلات، فإن هذه لن تكون وصفة لنهاية ناجحة للمحادثات».

بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عفير جندلمان إن إسرائيل لا تنوى تمديد تجميد الاستيطان بعد انتهاء مهلة الاشهر العشرة المحددة في السادس والعشرين من أيلول، مشيرا إلى أن بناء المستوطنات مستمر منذ عام 1993، وأنّ الجانب الفلسطيني لم يصر طوال تلك الفترة على شرط تجميد الاستيطان. وأعرب عفير عن أمله في الوصول إلى حل وسط بالنسبة لجدول أعمال المفاوضات، لكنه شدد على أن الجانب الإسرائيلي «يرفض الإملاءات».

وكان نتنياهو، الذي تردد أنه سيقوم بزيارة لواشنطن الأحد المقبل، استبق الجولة الثانية، بتأكيد عزمه على عدم تمديد قرار تجميد الاستيطان. وقال إن «إسرائيل لن تواصل تجميد الاستيطان، لكنها لن تبني آلاف المساكن المخططة». غير أن مسؤولا إسرائيليا أكد، أمس، ان نتنياهو «لا يسعى إلى نسف المفاوضات، بل على العكس»، من دون ان يدلي بمزيد من الإيضاحات.

الاستيطان

في هذه الأثناء، أعلنت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في مدينة القدس أنها ستضع قريباً خطة لبناء 1300 وحدة استيطانية في جنوبي المدينة المحتلة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الداخلية إيلي يشاي أنّ «الحكومة لم تتخذ قراراً بتجميد البناء في مستوطنات القدس، وبالتالي فإنّ أعمال البناء ستتواصل في المدينة».

وأوضحت صحيفة «هآرتس» أن لجنة التخطيط والبناء ستجتمع في السابع من تشرين الأول المقبل، للمصادقة على بناء 1362 منزلاً جديداً في مستوطنة «غيفات هاماتوس»، بين حيي «طالبيوت» و«جيلو».

وكانت «هآرتس» ذكرت أنّ وزارة الداخلية الاسرائيلية تقدم هبات موازنة للمستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، أكبر من تلك المقدمة إلى السلطات المحلية داخل الخط الأخضر. وأوضحت الصحيفة أنّ المعطيات حول الهبات الممنوحة عام 2009، والتي وصلت قيمتها إلى 2,5 مليار شيكل، توضح أن أكثر من 10 في المئة من مجمل المعونات المالية قد انصبّت في المستوطنات المتواجدة في الضفة الغربية.

وتعتبر (هبة الموازنة) أداة أساسية تنتهجها وزارة الداخلية الإسرائيلية من اجل معاونة السلطات الضعيفة اقتصاديا وإيصالها إلى موازنة ميزانياتها بشكل إيجابي في سعي الحكومة الإسرائيلية لتمكين البلديات من تقديم الحد الأدنى من الخدمات لمواطنيها.

وكانت حركة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان حذرت، أمس الأول، من أنه «في حال لم يتم تمديد تجميد البناء، فإن المستوطنين يمكنهم نظريا بناء حوالى 13 ألف مسكن، من دون أن يتطلب ذلك موافقة إضافية من الحكومة».

يأتي ذلك، في وقت استشهد فلسطيني وأصيب أربعة آخرون في قصف مدفعي اسرائيلي استهدف منطقة جحر الديك شرقي مدينة غزة. وذكر شاهد عيان ان الجيش الإسرائيلي قام «بإطلاق اربع قذائف مدفعية» أسفرت عن استشهاد مواطن وجرح أربعة، وصفت حال أحدهم بالخطيرة.