خبر سلام للسلام- يديعوت

الساعة 10:43 ص|14 سبتمبر 2010

سلام للسلام- يديعوت

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: الجمهور الاسرائيلي يعيش حالة يأس واحباط من السلام – تحليل لنتائج استطلاع يديعوت – د. مينا تسيمح/معهد "داحف" – المصدر).

التشاؤم العميق ستكون عبارة غير معبرة هذه السنة كي نصف مواقف الجمهور الاسرائيلي في الصباح الذي يتوجه فيه رئيس الوزراء الى القمة في شرم الشيخ.

استطلاع مينا تسيمح الذي اجري أمس يثبت بان الجمهور الاسرائيلي فقد ثقته: فقد الثقة بنوايا نتنياهو، فقد الثقة بقدرة ابو مازن وبنواياه في أن يكون شريكا، فقد الثقة في السلام. والاسوأ – فقد الأمل.

يبدو انه في مكان ما في الطريق الى التسوية مع الفلسطينيين تحولنا الى شعب مستاء، عديم الثقة، تعب، يائس. هذا وحده يمكنه أن يفسر كيف أن 48 في المائة يعارضون (مقابل 45 يؤيدون) تسوية سلمية مع الفلسطينيين يعترفون فيها باسرائيل كدولة يهودية واسرائيل تتنازل عن معظم المناطق في يهودا والسامرة، حيث تبقى الكتل الاستيطانية في ايدينا. منذ متى مثل هذه الخطة لم تكن مقبولة من الجمهور، منذ متى لم نشترِ خطة كهذه بكلتي يدينا؟

لعل السبب هو أن 36 في المائة من الجمهور فقط يؤمنون بان نتنياهو جدي في نواياه التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين. 56 في المائة يؤمنون بان كل ما يفعله، يأتي بسبب الضغط الامريكي. وهذه لا تزال نسبة مئوية عالية نسبيا لما يفكر به الجمهور الاسرائيلي عن نوايا ابو مازن. 23 في المائة فقط يعتقدون بان ابو مازن الفلسطينيين جديون في نواياهم. 70 في المائة يعتقدون بانهم دفعوا الى المحادثات بالضغط الامريكي. إذن ما الغرو في أن ربع الجمهور الاسرائيلي فقط، 25 في المائة، يؤمنون بان هناك فرصة في أن تؤدي المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين الى اتفاق سلام. 71 في المائة يرفضون هذه الامكانية.

واذا كان هذا هو الحال، وعلى أي حال لا أمل في التسوية، فلماذا نواصل الجدالات الداخلية عن تجميد البناء، لماذا نحطم الرأس بحثا عن الحلول الوسط، وعن تهدئة الخواطر. هيا نحطم الاواني ونراهن على كل شيء. عندما يسأل المستطلعون هل برأيهم استئناف البناء سيؤدي الى تفجير المحادثات مع الفلسطينيين، فان 68 في المائة يعتقدون بان نعم، هذا بالتأكيد سيؤدي الى التفجير. ومع ذلك فان 51 في المائة من الجمهور يعتقدون بانه يجب استئناف البناء في كل يهودا والسامرة. وبتعبير آخر: رغم أن الاغلبية الساحقة تعتقد بان استئناف البناء في الوقت الذي تعقد فيه المحادثات سيفجر المحادثات، فان هذه الامكانية لا تزال مقبولة على اكثر من نصف الجمهور.

وحتى عندما يوضع امام المستطلعين وضع حل وسط، بموجبه البناء في المناطق يجمد جزئيا واساس البناء يكون في الكتل الاستيطانية – وهو حل وسط يفترض به ظاهرا أن يكون مقبولا من معظم الجمهور – يتبين ان 42 في المائة فقط مستعدون للنظر في مثل هذه الامكانية. 32 في المائة يعارضون هذا الحل الوسط ببساطة لان في رأيهم يجب الغاء التجميد تماما.

ماذا حصل لنا. متى أصبحنا هكذا عديمي الثقة. قبل نحو اسبوع نشر في "التايم" تقرير رئيس بعنوان لماذا لا يريد الاسرائيلون السلام. الكثيرون هاجموا نقطة المنطلق لهذا التقرير.

عندما نقرأ معطيات الاستطلاع، يثور التفكير في أنه لعل هذه الفرضية ليست مدحوضة جدا.