خبر أخرجوا الماعز- هآرتس

الساعة 10:42 ص|14 سبتمبر 2010

أخرجوا الماعز- هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: يعتقد الكاتب أن شرط تجميد البناء في المستوطنات كان منذ البدء اضاعة للوقت وإنه ثمة موضوعات يتحدث فيها أهم من هذا الشرط في قمة الشرم - المصدر).

        لم يكن العنوان الرئيس أول من أمس في صحيفة "هآرتس" – "اختلاف شديد بين اسرائيل والفلسطينيين في الموضوعات التي ستبحث في المحادثات المباشرة" (في قمة الشرم) - مفاجئا حقا. مرت 17 سنة منذ وقع رابين وبيرس وعرفات اتفاق اوسلو فوق أعشاب البيت الأبيض. وماذا حدث منذ ذلك الحين؟ جربنا انتفاضتين وحربين وموجات ارهاب. في أثناء ذلك قتل رابين ومات عرفات وما يزال بيرس يصافح. حتى الـ 120.

        سيتصافحون اليوم أيضا في شرم الشيخ لكن الطريق الى السلام ما تزال طويلة. إن رأيي، بخلاف فريق من زملائي في صحيفة "هآرتس" المقتنعين بأن اسرائيل مذنبة في كل شيء، هو أنه منذ اليوم الأول لانشاء الدولة قام الفلسطينيون، بمساعدة الدول العربية بكل ما استطاعوا لاقتلاعنا من هذه البلاد. ولن أطلب عفوهم لانهم لم ينجحوا.

        قبل أن أمس مطلبنا أن يعترف الفلسطينيون بأن اسرائيل دولة يهودية، يحسن أن نذكر بأن قرار الأمم المتحدة 181 في 29 تشرين الثاني 1947 يتناول تقسيم أرض اسرائيل في دولتين عربية ويهودية. والحقيقة أن الفلسطينيين لم يذكروا قط في هذا القرار. في مقابلة ذلك سميت الدولة التي خصصت لنا دولة يهودية بصراحة. تقبلوا القرار عندنا بفرح ورقص، في حين أعلن جمال الحسيني، نائب رئيس اللجنة العربية العليا أن "ما كتب في الأمم المتحدة في الحبر سيمحى في فلسطين بالدم". وبعد يوم من قرار الامم المتحدة بدأت موجة العمليات.

        فشلت جميع المحاولات في أيام كارتر للافضاء الى تسوية. قال عرفات في لحظة صراحة أنه بصفته زعيم حركة التحرير الفلسطينية، لا يستطيع أن يكتب اسمه في التاريخ كمن تنازل عن فلسطين. وفي مقابلته شارون خاصة وليس هو من كبار محبي العرب، أعلن قبل أن يخلي غوش قطيف بأنه قد حان الوقت لتستيقظ اسرائيل من حلم أرض اسرائيل الكاملة. بضغط من الرئيس أوباما وطموح نتنياهو الى أن يكتب في ولايته الثانية بأنه الذي أتى بالسلام مهدت الطريق نحو "دولتين للشعبين".

        لكن على حسب قانون مارفي، أن ما يمكن أن يتشوش سيتشوش – طلب نتنياهو ان تعترف السلطة الفلسطينية قبل كل شيء بأن اسرائيل دولة يهودية. يبدو هذا مثل ادخال عنز. ليس واضحا لماذا تحتاج اسرائيل لأن يعترف بأنها دولة اليهود في حين أن "العرب" على حسب قرار تقسيم الأمم المتحدة هم الذين يحتاجون الى الاعتراف بأنهم فلسطينيون. قال أبو مازن إنه لن يعترف أبدا بأن دولة اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي لأنه يوجد في اسرائيل مليون ونصف من العرب بحيث أن كل واحد من خمسة سكان غير يهودي. والتفسير الآخر هو أن الاعتراف بالدولة اليهودية يظر بمطلب حق العودة. لكن كل واحد يعلم أن موضوع حق العودة كموضوع القدس سيترك لنهاية التفاوض.

        إن طلب بيبي الاعتراف باسرائيل أنها دولة يهودية عجيب. فلم يكتب في أي اتفاق وفي أي دستور أن فرنسا مثلا دولة الفرنسيين وأن المانيا للالمان وما أشبه. من ابتدع هذا الشرط ثبط خطبة بيبي عن الدولتين للشعبين تثبيطا نهائيا. هذا شرط "عدم الابتلاع وعدم القيء". فمن الواضح ان الحديث عن دولتين للشعبين. والانشغال بموضوع مفهوم من تلقاء نفسه يستحق عنوان: "ما هي سخافة الاعتراف بالشعب اليهودي هذه".

        على كل حال توجد مشكلات أهم يتفق عليها الان. سيتحدث اليوم في الأساس عن الاستمرار على تجميد البناء. كان هذا المطلب منذ البدء اضاعة للوقت. فماذا يهم أن تبنى عدة بيوت أخرى في حين يلوح في الأفق اخلاء كثيف للمناطق؟ وماذا فعل الفلسطينيون في عشرة أشهر "العطلة" التي حصلوا عليها؟ صحيح أن سلام فياض زاد في طعم الحياة في الضفة. هذا انجازه لا انجاز التجميد.

        يقول الرئيس اوباما إن التجميد من تفضل حكومة اسرائيل و "رئيسها" وأنه أثر تأثيرا حسنا في الفلسطينيين. كشف الرئيس في الحفل الصحفي عن أنه قال لنتنياهو إنه يوجد منطق في إطالة التجميد. يبدو من كلامه أنه يتبنى فكرة دان مريدور التي تقتضي بالسماح بالبناء في الكتل الاستيطانية التي ستظل مع اسرائيل فقط. يجب أن نأخذ في الحسبان أن أبا مازن يقع تحت ضغط حماس على نحو لا يقل عن الضغط الذي يقع تحته بيبي من قبل اليمين المتطرف والمستوطنين.

        ينبغي أن نؤمل أن يخرج نتنياهو اليوم الماعز الذي أدخله كي لا تعلق أجراس الفشل في أعناقنا.