خبر من جورج بوش الى نتنياهو -هآرتس

الساعة 10:41 ص|14 سبتمبر 2010

من جورج بوش الى نتنياهو -هآرتس

بقلم: نحاميا شترسلر

(المضمون: لن يستطيع نتنياهو التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين إلا بعد كارثة تقع كحرب او عملية كبيرة آنذاك فقط يستطيع أن يجلس مع الفلسطينيين ويوقع معهم على مصالحة - المصدر).

مرت تسع سنين لكن الألم لم يضعف. كان يمكن أن نراه على وجوه آلاف الامريكيين الذين شاركوا يوم السبت في مراسم الذكرى لاحداث الحادي عشر من ايلول.

إن الحادثة الارهابية الكبرى في التاريخ التي قتل فيها نحو من ثلاثة آلاف شخص أصابت الولايات المتحدة بالدهشة. لقد نجح الارهابيون في اصابة رمزين مركزيين للأمة: المركز المالي الكبير في برجي التوأمين والمركز الأمني العظيم في وزارة الدفاع. ولما كان ينقصهم الكثير لينجحوا في اصابة رمز الحكم ايضا، البيت الابيض.

        أبلغت شبكة "فوكس"، هذا الاسبوع أن الاستخبارات الامريكية تحاول منع نشر كتاب يكشف عن حقيقة أن الاستخبارات كشفت قبل سنة من العمليات عن تهديدات زعيم جماعة المخربين، محمد عطا بتنفيذ عمليات تظاهر ضخمة في الولايات المتحدة.

        يدل التقرير الجديد على قوة "قانون الكارثة". يقول القانون إن السياسي لن يعمل لمنع كارثة في المستقبل توشك أن تحل. لن يفعل ذلك لا لأنه شرير. لن يفعل لأنه من أجل منع كارثة في  المستقبل يجب عليه أن يبادر الى أزمة صغيرة في الحاضر. أي اتخاذ قرارات صعبة، وأن يتخلى تخليات مؤلمة وأن يخرج في عملية وأن يقتطع من الشروط وأن يضر بالناس.

        لكن في اللحظة التي يقوم فيها بأحد هذه الأعمال يتهمه الجمهور بالأزمة الصغيرة التي دبرها ويضطر الى دفع كرسيه ثمنا لذلك. ولن ينجح أبدا في البرهان على أن عمله الشجاع منع كارثة في المستقبل لان الكارثة لم تقع. فقد منعها.

        هذا ما حدث أيضا في قضية العمليات في برجي التوأمين وفي وزارة الدفاع الامريكية. تبين أن جورج بوش تلقى تقارير من أذرع الاستخبارات الامريكية عن أن اسامة بن لادن، زعيم القاعدة، ينوي تنفيذ عمليات انتحار في الولايات المتحدة. وتلقى بوش قبل شهر ونصف من العملية وثيقة خاصة أعدتها السي اي ايه وفيها معلومات استخبارية دقيقة عن أن "منظمة القاعدة تنوي ارسال مخربين الى الولايات المتحدة بل انها تفحص عن طرائق كيف تختطف طائرات... وخطر العملية تحاضر وشديد معا".

        لكن بوش قرأ جميع الوثائق وسمع جميع التقديرات ولم يفعل شيئا. فقد علم أنه اذا عمل بكامل قوته في مواجهة منظمات اسلامية في الولايات المتحدة فسيمنع الناس تعلم الطيران، ولن يمكن من ركوب الطائرات دون فحص أمني شديد، بل سيخرج لحرب في افغانستان للمس بالقاعدة – ولن ينجح أبدا في اقناع الجمهور الامريكي بأن عمليته منعت الكارثة. لن يصدقه أحد. وسيعلن أنه قوماني متطرف يكره المسلمين وربما يخسر كرسيه. لهذا استقر رأي بوش على الجلوس بهدوء وألا يفعل شيئا. انتظر في صبر يثير القشعريرة حتى وقعت الكارثة حقا. وبدأ عندما سفك الدم فقط يعمل بصرامة بجميع الوسائل المفرطة – في اجراءات لم يجرؤ قبل على اتخاذها.

        ينطبق قانون الكارثة علينا أيضا. فقد وقع اتفاق السلام مع مصر بعد حرب يوم الغفران فقط، برغم أن انور السادات اقترح على غولدا مئير اتفاقا مشابها قبل ثمانية أشهر من تشرين الاول 1973. وافق اسحاق رابين على مصافحة ياسر عرفات وتوقيع اتفاق اوسلو بعد الانتفاضة الاولى فقط. واتى الانسحاب من غزة على أثر الانتفاضة الثانية، وصواريخ القسام على سديروت.

        لهذا ليس احتمال أن يتوصل بنيامين نتنياهو الى اتفاق على "دولتين للشعبين" مع محمود عباس عاليا. لأنه من أجل انهاء النزاع سيضطر نتنياهو الى القيام بـ "أزمة صغيرة". سيضطر الى ازالة المستوطنات، والانسحاب من أكثر المناطق والمصالحة على القدس. لكن نتنياهو لن يفعل كل ذلك لأنه يعرف جيدا قانون الكارثة. يعلم أنه لن يستطيع أن يبرهن لأكثر شعب اسرائيل على أن أعماله منعت كارثة في المستقبل. لهذا سيتلقى هجمات من كل صوب حتى يتعرض كرسيه للخطر.

        اذا كان الأمر كذلك، فمتى سنستطيع مع ذلك التوصل الى اتفاق؟ بعد أن تحل الكارثة فقط. بعد "عملية استراتيجية" او حرب أخرى فقط. آنذاك فقط سيستطيع الساسة من الجانبين الجلوس والتوقيع على تنازلات مؤلمة. وآنذاك فقط سيتفهم الشعب ويقبل.