خبر نواب القدس.. عيد دون بهجة وصمود ممزوج بفرحة مسلوبة الطعم واللون

الساعة 10:36 ص|14 سبتمبر 2010

نواب القدس.. عيد دون بهجة وصمود ممزوج بفرحة مسلوبة الطعم واللون

القدس المحتلة- فلسطين اليوم

جاء عيد وذهب ..والحال لم يتغير، وخيمة الاعتصام لا تزال على حالها ..ونوابنا يقضون أعيادهم تحت وطأة الشمس بعيدا عن أطفالهم وذويهم ،محرومين من رؤية أطفالهم وقد زينتهم ملابسهم الجديدة ، كيف لا وهم تحت احتلال هوايته المفضلة هي سلب الضحكات التي تنبلج عن وجوه بريئة ذنبها الوحيد أنها فلسطينية.

 

وفي تقرير للحملة الدولية، خيمة الاعتصام التي يقطنها نواب القدس الذين صدر بحقهم قرار الإبعاد منذ أكثر من سبعين يوما استطاعت أن تجسد صورة حقيقية للأسرة الفلسطينية التي تعيش الشتات حتى وإن كان أفرادها يبتعدون أمتارا قليلة عن بعضهم ، فالنواب يقيمون على بعد أمتار من بيوتهم إلا أنهم عاجزين عن قضاء أوقاتهم مع ذويهم كبقية الأسر .

 

أبناءهم بحسرة وحرقة يتساءلون: "وين بابا ؟ ليش ما بيعيَد معنا زي بقية الناس؟" يسألون ويجيبون: بأن هذا الغياب القسري لآبائهم لم يكن منذ 76 يوما مضت بل منذ ما يزيد عن الأربع سنوات قضوها في سجون الاحتلال ،كانوا يمنون أنفسهم خلالها بيوم الإفراج عنهم ويوم تكتمل فيه الفرحة بوجودهم بين أهلهم وأطفالهم ..سنوات طوت معها السجن الصغير  وجاءت لهم بسجن أكبر ...وليس أصعب على المرء من أن يحرم قطرة الماء والنهر إلى جواره ...فكيف بالمحروم من لحظة يعيشها بين أولاده وهو على بعد خطوات منهم ؟!!

 

حين تتحدث إلى النواب والوزير ممن يتصدرون لمواجهة التغييب القسري والإبعاد بالقوة، تشعر أنك أمام جبال شامخة من الصمود والتحدي والثبات على المواقف، فهم يجسدون الفلسطيني بكافة جوانبه، فكل منهم هو الأب والقائد والمواطن والمبعد والصامد والمرابط والأسير، وكل منهم يعكس الثبات الفلسطيني الذي لم ينل منه أي اعتداء أو اختطاف أو هدم أو اغتصاب، بل زادت هذه الانتهاكات والاعتداءات ثباته وصموده في وجه المحتل الغاصب .

 

المعاناة التي يعيشونها اليوم ومع كل يوم يمر عليهم داخل خيمة الاعتصام سيسجلها التاريخ بحروف من ذهب، فالعلاقات الإنسانية التي يحاول المحتل أن يقطع روابطها استطاعت أن تصمد في وجه مخططاته، بل أصبحت أكثر قوة وترابطا، فأطفال النواب رغم حاجتهم الماسة ليد أبيهم الحنونة لتربت على رءوسهم وتطمئنهم بأن الأمور ما زالت بخير، كانوا أقدر على مواجهة الموقف أكثر من غيرهم، فقد ورثوا القوة عن آبائهم ،وتشربوا الصمود منذ نعومة أظافرهم، فباتوا على يقين رغم صغر سنهم بأن هذه المحنة مهما اشتدت فالفرج آت لا محالة، وأن آبائهم الآن يسطرون أروع أمثلة الصمود والثبات والتحدي، وأن هذا العيد وغيره من الأعياد التي مرت وآبائهم مغيبون عنهم ستذهب أدراج الرياح وتبقى ذكرى أليمة في النفس تلعن المحتل صباح مساء، وسيتبعها أعياد وأفراح في ظل المسجد الأقصى المبارك وتحت حرابه..وحينها فقط سيقطفون فرحة العيد.