خبر خيارات إسرائيل في المفاوضات .. نصب واحتيال ..عادل زعرب

الساعة 08:45 ص|14 سبتمبر 2010

خيارات إسرائيل في المفاوضات .. نصب واحتيال ..عادل زعرب

صحفي وكاتب من غزة

لم يعد أمام نتنياهو إلا التسليم بان خياراته المتعددة في المفاوضات المباشرة وغير المباشرة فاشلة ، ولم يعد بالإمكان أن يرى في الأفق السياسي القريب إحراز أي تقدم أو نجاح ، فخياراته المتعددة حكمت عليه بالفشل ، فمعظم المراقبون  يرون أن خياراته فاشلة وان تعدد خياراته لا تمثل إلا ضعفا سياسيا لا يؤدى إلى نتائج .

والناضر بعين التفحص يرى أن المعيقات التي تقف عائقاً أمام تقدم المفاوضات المباشرة،أو إحراز أي اتفاق يتمثل  في وقف إسرائيل تجميد البناء الاستيطاني الذي يضغط في اتجاهه المستوطنون ، وهو ما يمثل اتجاهات سياسية كبرى في (إسرائيل) لا يمكن إغفالها.

وأجمع المراقبون إلى أن الخيارات المطروحة أمام بنيامين نتنياهو، لاستمرار المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية حول وضع جدولة ما يسمى بـ"الحل النهائي" وللتهرب من التزاماته تجاه المستوطنين في الضفة هي خيارات هشة وضعيفة .

 

وتكمن خيارات إسرائيل  في استمرار البناء في المستوطنات كخيار أول ، وهذا يسبب إحراجا للإدارة الأمريكية الحليف الاستراتيجي لإسرائيل فضلا على انه يسبب الإحباط واليأس لدى المفاوض الفلسطيني المغلوب على أمره ، ولا يجد مبررا لاستمراره في مفاوضات لا ضمانات فيها .

 

 أما الخيار الثاني آلا وهو تجميد جزئي للاستيطان وهذا يمثل نصب واحتيال  ، ومعناه إنهاء التجميد فقط في الكتل الاستيطانية وعلى طول الخط الأخضر .

 

أما الخيار الثالث وهو ما يعرف بالحل الوسط ، وهو إنهاء التجميد فقط في القدس وفي غلاف القدس ، وهو خيار غير مقبول يرفضه المفاوض الفلسطيني ، ويتحفظ عليه الوسيط الامريكى ، ولا ندرى أي غضب عربي ممكن أن يحدث ، أو هل هناك تعليق عربي أصلا على ذلك ؟

 

أما الخيار الرابع أو ما يعرف ب"التجميد الهادئ": بشكل رسمي لا يمدد أمر التجميد ولكن عمليا لا يستأنف البناء ، وهذا خداع للعالم لا يمكن السكوت عنه ، وبالتالي فان نتن ياهو يقوم بتجميل صورة بناء المستوطنات تحت مسميات متعددة ، وهذا لا ينطلي على احد ولا يقبل به عاقل .

 

والخيار الرابع هو ما يطلق عليه اسم  "البناء الهادئ": وهو عبارة عن بناء بوتيرة معتدلة في محاولة لعدم إغضاب أحد.

 

أما الخيار السادس ألا وهو نهاية التجميد ، وهذا ما يرحب به المستوطنون ويرفضه الفلسطينيون جملة وتفصيلا .

 

أما الصحف العبرية الصادرة أمس فقالت كلمتها على طريقتها الخاصة فصحيفة يديعوت احرونوت تناولت بعض العناوين مثل :  تجميد جزئي وعنوان أخر نتنياهو يلمح بحل وسط في الخلاف حول البناء  في المناطق وعنوان اخر  تجميد "لايت" (خفيف)  وعنوان اخر 2.066 وحدة سكن جاهزة للبناء فورا.

 

اما صحيفة معاريف فتناولت عناوينها : الحل الوسط: بناء بطيء وهادىء. وعنوان اخر غدا في شرم الشيخ: قمة نتنياهو – ابو مازن – كلينتون. والعنوان الساخر - تجميد لايت. وعنوان اخر - المستوطنون لنتنياهو: استمرار التجميد، نهاية ولايتك.وعنوان اخر - ستة خيارات لنتنياهو.

 

كذلك صحيفة هآرتس قالت في عناوينها : صيغة نتنياهو لاستمرار التجميد: بناء مقلص في الكتل الاستيطانية- وعنوان اخر  في اليمين هاجموا: ليس لنتنياهو عمود فقري، توجد حدود لانعدام المصداقية اما صحيفة اسرائيل اليوم فقالت :  نتنياهو يوضح: "التجميد سينتهي، سنبني مثلما بنت الحكومات السابقة".

 

وهذا ان دل فانما يدلل على حالة الترهل السياسي في مصداقية نتن ياهو في ايجاد حل نهائي وتاريخى وندلل عليه بالقول :"  في اثناء المفاوضات الاولية شدد نتنياهو على الرسالة بانه من أجل الوصول الى تسوية حقيقية ستكون اسرائيل مستعدة لحلول وسط في كل المواضيع، باستثناء تلك التي تؤثر على أمن الدولة. وهنا نجد الصحفي الاسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة  معاريف بتاريخ 13/9/2010 في مقال له بعنوان :" متاهة بيبي"  يقول : متاهة فاخرة اعدها لنفسه بنيامين نتنياهو. فهو جد يريد مواصلة المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. لا كي يحقق السلام بل كي يثبت بان ليس له العائق امام السلام. او، بكلمات صريحة، بيبي رافض سلام مثابر.

 

اما الصحفي الاسرائيلي عكيفا الدار في صحيفة  هآرتس بتاريخ  13/9/2010 في مقال له بعنوان :" طوبى لمن يصدق " فقال : ا ن ما قاله بيبي في قمة واشنطن هو ما ينوي فعله في قمة شرم الشيخ. لم يدفع حتى الان للسلام سوى ضريبة كلام. لا يتأثر صقور الليكود بخطبه ولا يسارع شركاء الائتلاف الى الانفصال عنه لانهم لا يصدقونه أصلا. كي نصدق أنه مستعد للتوقيع في غضون سنة على اتفاق تاريخي يقتضي أن ينقل للفلسطينيين أكثر من 90 في المائة من اراضي الضفة، يجب على نتنياهو أن يعطيهم هبة متواضعة على الحساب. بدل مساومة اوباما في تجميد البناء الجزئي المؤقت في المستوطنات وهذا لن يحدث.

 

وفي نهاية المطاف كل الخيارات أصبحت تشكل كابوسا أمام نتن ياهو ، ولن يستطيع العمل على تنفيذ إحداها ، لأنه وكما يقول المثل " خياران أحلاهما مر"  ، ولن يستطيع نتن ياهو الالتزام بوعوده ، وهذا ما يفسره البعض بقرب نهايته كرئيس وزراء ، وما يرجحه البعض ضعف في الإدارة والسلوك وهذا ما تشهد به المرحلة القادمة .