خبر أسيرة محررة تدعو الفصائل الآسرة لشاليط وقف التصريحات الإعلامية حول الصفقة

الساعة 10:48 ص|13 سبتمبر 2010

كشفت عن مأساة السجون.. الأسيرة المحررة "رجاء الغول" تطالب الفصائل الآسرة لشاليط وقف التصريحات الإعلامية حول الصفقة

فلسطين اليوم- محمود أبو عواد

طالبت الأسيرة المحررة "رجاء الغول" فصائل المقاومة الفلسطينية الآسرة للجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" بوقف أي تصريحات إعلامية حول صفقة تبادل الأسري.

وقالت "أم قيس" (40 عام) من سكان مخيم جنين والتي أفرج عنها مساء الخميس (9/9) أن الأسري والأسيرات بالسجون يتعرضون لضغط نفسي هائل من قبل ضباط الاحتلال داخل المعتقلات بتهيئة بعضهم لأسري دون آخرين للإفراج عنهم، أو من خلال الأخبار التي تطلقها المقاومة وتتناولها الصحف العبرية التي يمنع على الأسري والأسيرات الإطلاع على الأخبار إلا من خلالها.

وأوضحت "أم قيس" أن تناول الأخبار في الصحف العبرية وكذلك تناول الضباط لها والحديث بها من قبل الضباط المسئولين داخل السجون عنها يأتي للضغط نفسياً على الأسري، حيث يلعب الضباط دوراً هاماً في توجيه الأخبار التي تتحدث عن عدم وجود أسري القدس وعرب 48 ضمن الصفقة وآخرين من أصحاب الأحكام العالية مما يشكل حالة نفسية مريعة لدي الأسري والأسيرات.

وأضافت "أوجه رسالة للفصائل بأن تتعامل بحزم مع هذا الملف وتعمل على الإفراج عن أصحاب المؤبدات والمرضي والأشبال والنساء وأن يكونوا من جميع الفصائل وليس من اتجاه واحد، ووقف الحديث إعلامياً عن الصفقة التي أدت لانهيار أعصاب عدد كبير من الأسري والأسيرات بسبب ما يتعرضون له من حرب نفسية داخل السجون، ونستحلفهم بالله أن لا يتحدثوا بشئ عنها حتى إنهائها كاملاً".

وتابعت "تقوم إدارة السجون من آن لآخر بإصدار قرارات حول هذه القضية بتجهيز أسري أو أسيرة بزعم تجهيزهم لإطلاق سراحهم ضمن الصفقة، ونقلهم من المعتقل لآخر، مما يزيد من حالة التدهور النفسي لدي الآخرين، كما قامت في إحدى الليالي بطلب من جميع الأسيرات بإخراج حاجياتهن لأنه سيتم إطلاق سراح جميع الأسيرات إلا أننا تفاجئنا بعد ذلك أن ذلك غير صحيح، مما زاد من سوء الأمور في ظل منع إدخال الملابس إلا بصعوبة جداً".

 

أوضاع صعبة

وحول ظروف الاعتقال التي يتعرضن له الأسيرات في سجن "هشارون" المخصص للمعتقلات، تقول "أم قيس": "إن الأسيرات يواجهن ظروف صعبة للغاية، حيث أن غالبيتهن يتعرضن لأساليب ضغط نفسي كبير من خلال فرض غرامات مالية ومنع ذوويهن من زيارتهن بحجة الرفض الأمني، ومثال على ذلك الأسيرة المجاهدة "قاهرة السعدي" وهي من أصحاب الأحكام العالية حيث يتم منع غالبية أفراد عائلتها منذ سنوات بزيارتها، ومنذ أسابيع منعت أيضاً ابنتها بزيارتها بسبب الرفض الأمني والسماح لها فقط مرة كل 8 شهور، وأما ابنها الذي يبلغ من العمر 16 عاماً فقد أبلغوه بأنه سيتم رفضه أمنياً، مما يعني أنه لن يتمكن أحد من زيارتها، وقد رفعنا شكوى بذلك إلى المحكمة وإدارة السجون ولكن لا نتوقع تقدماً في الشكوى حتى وإن صدر قرار بذلك من المحكمة فلن يتم تطبيقه".

وتضيف "أيضاً يحرمونني من أبسط الحقوق التي تمنحها جميع القوانين لأي أسير أو أسيرة، فنُمنع من إدخال الملابس وإن سُمح لنا بذلك يتم إدخال ملابس معينة ومنع أخرى كما يتم منع إدخال الكتب وكذلك يتم تقديم أسوأ أنواع الطعام، رغم أننا نتقدم بطلب رسمي لشراء الخضار من أموالنا الخاصة إلا أنهم يأتون لنا بأسوأ هذه الخضار مما يضطرنا للجوء لشراء معلبات من الكنتينة الخاصة بنا، كما يتم منعنا منذ عامين من شراء الأحذية، بالإضافة لمحاولة سرقة أموال الكنتينة الخاصة بالأسيرات، كما تقوم إدارة السجون بمنع من هم أصحاب المؤبدات سواء من الأسري أو الأسيرات من التصوير كل ستة شهور حسب قرار المحاكم لإرسال هذه الصور للأهالي للإطمئنان عليهم".

 

تفتيش وإهانات

وتتابع "تقوم المجندات بأمر من الضباط بشكل يومي باقتحام الزنازين بحجة وجود أجهزة خليوي أو مراقبة الأبواب والنوافذ خوفاً من هروب الأسيرات، وتفتيش الأسيرات في كثير من الأوقات بشكل عاري وتكون هذه معظمها إما في أوقات الليل المتأخر أو أوقات ما بعد صلاة الفجر وهدف هذه العمليات عبارة عن إزعاج فقط للأسيرات ويتم قلب الغرف رأساً على عقب مما يضطر الأسيرات للقيام بإعادة حاجياتهن الخاصة على ما كانت عليه".

وتواصل "أم قيس" وهي أسيرة محررة تعرضت لثلاث عمليات اعتقال سابقة على فترات مختلفة حديثها، فتقول "إن الأسيرات يتعرضن أيضاً للإهانة خلال نقلهن من المعتقل إلى المحاكم حيث يتم تكبيل أيديهن وأقدامهن ووضعهن في سيارات النقل الخاصة بنقل الأسري للمحاكم بوجود معتقلين جنائيين صهاينة ومنهم متدينين يتعرضون للأسيرات بالشتم وفعل حركات مشينة، كما تقوم إدارة السجون بوضعهن في كثير من الأحيان مع أسيرات جنائيات في سجن الرملة الذي يُعد هو تجمع الأسري والأسيرات قبل إرسالهم للمحاكم وكذلك عودتهم إليه فيما بعد وإمكانية إبقاء الأسير أو الأسيرة لأيام في سجن الرملة حيث هناك يتعرضن لأسوأ الشتائم ويمنعن من تناول الطعام من قبل المعتقلات الجنائية وإلقاء رشقات من المياه الساخنة باتجاههن، ومنعهن من إمكانية تناول الدواء إن كان ذلك سيؤثر على صحة الأسيرة أو لا، فلا تهتم إدارة السجون بذلك حتى وإن بقيت على الحياة أو مت فهو أمر طبيعي بالنسبة إليهم، فهم يحاولون بكل الطرق إذلال الأسيرات ولكن نحن نحتسب أجرنا عند الله".

وكشفت الأسيرة المحررة "رجاء الغول" عن أن الأسابيع الأخيرة شددت إدارة السجون من إجراءاتها ضد المحامين الذين يقومون بزيارة الأسيرات، حيث يتم منعهم من إدخال أي رسائل موجهة إلينا من أهالينا إلا أن تقوم إدارة السجن بالإطلاع عليها ومنع دخول تلك الرسائل إن كان فيها أرقام تلفونات خاصة للأهالي للتواصل معهم، وتقوم إدارة السجن بفرض غرامات مالية على الأسيرات في حال اكتشفت وجود تبادل أرقام هواتف خلال الرسائل المتبادلة، وحصل ذلك مع الأسيرة المجاهدة "ريما دراغمة" إحدى الأسيرات المنتميات للجهاد الإسلامي التي تم منعها من زيارة محاميها بعد إلقائها ورقة قديمة كانت بحوزتها وبداخلها رقم هاتف، حيث لاحظتها إحدى المجندات وقامت بأخذ الورقة من القمامة وتقديمها لإدارة السجن التي فرضت عليها غرامة مالية ومنعها من مقابلة المحامي، ومنعها من مقابلة شقيقها الأسير في إحدى سجون الاحتلال ومنع ذويها من زيارتها بزعم الرفض الأمني".

 

ظروف اعتقالها

وعن ظروف اعتقالها الأخير، تقول "أم قيس" إحدى الأسيرات المنتميات لحركة الجهاد الإسلامي، "لقد تم اعتقالي في جنين بشكل إداري، ورغم أن القوانين لا تسمح لهم بالتحقيق مع أي معتقل إداري، إلا أنه تم تحويل للتحقيق لمدة 25 يوم، حيث تم وضعي في زنازين تحت الأرض برغم مرض القلب والضغط الذي أعاني منه وقام الضباط بمحاولة إرهابي بوجود جن داخلها وأنه لن يُدخل القرآن لي فقلت له لست بحاجة للقرآن لأني أتممت حفظه كاملاً، فقام بشتمي بعصبية وأمر في الليلة الأخيرة بنقلي لغرفة معروفة بين الأسري باسم "الثلاجة" ومواصفات هذه الزنزانة أن لونها رمادي داكن والباطون فيها مرتفع عن الأرض ولها باب لا يمكن الدخول إليه إلا برقم سري ولو تعرض الأسير أو الأسيرة لأي شئ بداخلها لا يمكن سماعه حتى وإن تعرض للموت البطيء".

 

وتضيف "وفي صباح اليوم ال 26 من اعتقالي تم تحويلي لقسم 2 في سجن هشارون وكان بداخله معتقلات صهيونيات على أمور جنائية وغيرها، حيث عشت أكثر الأيام قسوة هناك بسبب سوء المكان والطعام الذي تقوم الأسيرات بالسيطرة عليه والقيام بسكب أمور أخري عليه، فهددت بالإضراب عن الطعام فتم نقلي لقسم "11" حيث يوجد أخواتنا الأسيرات ورغم كل هذه عمليات القهر والإذلال التي عشت تفاصيلها على عدة مراحل من الاعتقال إلا أنني لم أتذمر من ذلك واحتسب ذلك عند الله".

 

وتتابع "رغم فترة اعتقالي التي استمرت 14 شهراً إلا أنني كنت محرومة أيضاً من الزيارة، فتم منع والدي ويبلغ من العمر 74 عام بسبب الرفض الأمني لأنه معتقل سابق وكذلك تم منع زوجي لنفس الأسباب وهكذا حال كثير من الأسيرات".

 

وبالعودة لأوضاع الأسيرات تقول "أم قيس" أجمل ما كان في المعتقل هو السماح لنا كل خميس بوجود جميع الأسيرات خارج الزنازين وأداء الصلاة جماعة والسهر في ساحة السجن، حيث جميع الأسيرات يعبرن عن فرحتهن بتلك الليلة وبوجودهن جميعاً".

 

وفي ختام حديثها طالبت الأسيرة المحررة "رجاء الغول" المؤسسات الحقوقية بالاهتمام لأوضاع الأسري الأشبال في السجون الصهيونية حيث يتعرضون لمعاملة قاسية جداً، ويتم قمعهم من آن لآخر بمعرفة مدير القسم في معتقلهم الذي من المفروض أن يتولي حمايتهم، وشددت على ضرورة وقف الجميع أمام مسئولياته في قضية الأسري والعمل على إنهائها بكافة السبل.