خبر طوبى لمن يصدق..هآرتس

الساعة 09:54 ص|13 سبتمبر 2010

بقلم: عكيفا الدار

لا يضيع شمعون بيرس أية فرصة ليهمس لمن يعرض له حوله، انه لا يشك في أن بيبي جدي في شأن السلام مع الفلسطينيين. لا يستطيع الرئيس بطبيعة الأمر أن يفصل لكن اتكلوا عليه. يقولون أيضا إن براك اوباما على ثقة بأن نتنياهو لا يضلله. لكن أحاديث الرئيس الامريكي المهمة مع رئيس الحكومة تمت وهما وحدهما. بل إن كتبتة محاضر الجلسات ظلوا في الخارج. يعترف أعضاء المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر وفيهم "السباعية المتقدمة" أنهم لا يعلمون هل قرر الابن العزيز للعائلة المحاربة حقا تأسيس فلسطين.

        اذا خرج نتنياهو من غرفة التفاوض مع اتفاق دائم، فانني ألتزم أن اهتف له بل أن اعتذر لانني شككت في تصريحاته السلمية. في هذه الاثناء لا أصدق أنه يقصد ما قاله في خطبة بار ايلان، وأن ما قاله في قمة واشنطن هو ما ينوي فعله في قمة شرم الشيخ. لم يدفع حتى الان للسلام سوى ضريبة كلام. لا يتأثر صقور الليكود بخطبه ولا يسارع شركاء الائتلاف الى الانفصال عنه لانهم لا يصدقونه أصلا.

        إن السياسي الذي أسهم أكثر من كل اسرائيلي آخر في القضاء على اتفاق اوسلو في نظر الجمهور الاسرائيلي يعلم على التحقيق أن هذه الوثيقة العامة قياسا باتفاق دائم مع الفلسطينيين، والتي لم تحرك أي مستوطنة من مكانها، ستبدو مثل عقد لاستئجار شقة. اذا كان نتنياهو ينوي حقا التوقيع في غضون سنة على اتفاق انسحاب من المناطق، فكيف لا يعد الرأي العام لهذا التسونامي؟ قد تكون هذه صدمة لم يعرف مثلها المجتمع الاسرائيلي منذ حرب يوم الغفران.

        قد يمكن الاتفاق اسرائيل من اخلاء المناطق باجراء تدريجي وبرنامج زمني معقول، وأن تؤجل بذلك المواجهة المادية مع المستوطنين وأنصارهم في اليمين. لكنه لا يمكن تأجيل عرض خريطة التقسيم الجديدة والنضال العام والسياسي الذي سينشأ على أثر ذلك. لن نعلم دون خريطة أي المستوطنات مرشحة للضم وتستحق على حسب ذلك رخص بناء وأموالا عامة، وأي المستوطنين يجب أن يعد لهم سقف وسلة استيعاب. فانه لا يمكن اقرار ترتيبات أمنية في فلسطين دون تحديد منطقة حكمها. وكيف يستطيع الفلسطينيون الاعتراف بدولة اسرائيل على أنها دولة الشعب اليهودي، دون تحديد للخط الذي تنتهي عنده هذه الدولة وتبدأ دولة الشعب الفلسطيني؟

        في أحسن الحالات (وهي غير المعقولة)، سيوافق الفلسطينيون على التخلي عن اصبع اريئيل في اطار تبادل اراض وتأخير حل قضية القدس (يصعب تصديق هذا) – ستكون خريطة التسوية الدائمة في واقع الأمر أمر اجلاء لأكثر من تسعين ألف مستوطن يسكنون في 96 مستوطنة. يعد نحو من ثلثيهم في النواة العقائدية الصلبة لغوش امونيم على اختلاف اجيالها. يضاف الى هذا 50 بؤرة استيطانية يسكنها نحو من ثلاثة آلاف شخص. ومستوطنات أخرى موزعة في أكثرها على طول غور الاردن – وهو منطقة سمع الجمهور مدة سنين أنها "الحد الأمني" لاسرائيل.

        كي نصدق أنه مستعد للتوقيع في غضون سنة على اتفاق تاريخي يقتضي أن ينقل للفلسطينيين أكثر من 90 في المائة من اراضي الضفة، يجب على نتنياهو أن يعطيهم هبة متواضعة على الحساب. بدل مساومة اوباما في تجميد البناء الجزئي المؤقت في المستوطنات، لماذا لا ينقل الى الرئيس عباس أراضي المستوطنات في شمالي السامرة التي أخلتها اسرائيل في اطار خطة الانفصال؟ ويستطيع ايضا ان ينقل للفلسطينيين عدة درجات مئوية من الأراضي ج الواسعة التي تحتفظ بها اسرائيل من أجل توسيع المستوطنات. وإن فتحا مراقبا لشرقي القدس امام سكان الضفة يستطيع ان يكون ايضا خطوة تبني الثقة مع الفلسطينيين، وان تسهم ايضا في تصديق الاسرائيليين المتشككين بنياته السلمية.

        من المهم جدا أن يصدق رئيس الدولة نتنياهو. ولا ينبغي بطبيعة الامر ان نستخف بعلاقات الثقة بين رئيس الحكومة ورئيس الولايات المتحدة. هذا حيوي لكنه غير كاف. نستحق نحن أيضا رئيس حكومة نصدقه.