خبر السلام في شرم الشيخ: لا احتمال لتحقيق التسوية مع السلطة..إسرائيل اليوم

الساعة 09:53 ص|13 سبتمبر 2010

بقلم: ايزي ليبلر

غدا ستبدأ المحادثات في شرم الشيخ وسنشعر مرة اخرى، باننا امام مشهد متكرر. خطابات مصقعة ومليئة برؤيا المصالحة والنية الطيبة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

        معظم الاسرائيليين، لشدة الحظ، لم يعودوا يوهمون أنفسهم. فهم يفهمون بان احتمال التسوية مع السلطة صفري، وان على رئيس الوزراء ان يرضي ادارة اوباما من خلال المشاركة في مسرح العبث.

        في صالح نتنياهو يقال انه ينجح في الدور الذي يكلف به. ولمفاجأة المشاهدين به، وحد الشعب في التأييد الممنوح له. في ضوء الضغوط الكبيرة التي مورست على الحكومة، كانت هذه مهمة غير سهلة الحفاظ على العلاقات مع رئيس امريكي، يميل الى العداء نحو اسرائيل، وعدم الخضوع في المواضيع الجوهرية والحيوية لاسرائيل.

        في اثناء المفاوضات الاولية شدد نتنياهو على الرسالة بانه من أجل الوصول الى تسوية حقيقية ستكون اسرائيل مستعدة لحلول وسط في كل المواضيع، باستثناء تلك التي تؤثر على أمن الدولة. ولكن، خلافا لنتنياهو، أعلن محمود عباس بعناد بان السلطة سترفض النظر في أي حلول وسط. وقد تمكن من القول لصحيفة "القدس" بان "لا نتحدث عن دولة يهودية ولن نعترف باسرائيل كدولة يهودية... لا يمكنكم ان تتوقعوا منا قبول ذلك". في مقابلة مع "الايام" قال عباس انه "اذا طلبوا تنازلات في مسألة اللاجئين او حدود 67 – سأنسحب من المفاوضات. لا يمكنني أن اسمح لنفسي بتقديم أي تنازل". في حديثه للصحافة المصرية قال عباس انه "بينما هو مستعد للنظر في نشر قوات الناتو في الدولة الفلسطينية التي ستقوم في المستقبل الا انه غير مستعد بان يخدم اليهود في قوات الناتو. كما قال انه "لن نسمح ولا لاسرائيلي واحد أن يعيش بيننا على ارض فلسطينية".

        هل الرجل الذي يتبنى مثل هذه الاراء – والتي بموجبها ينبغي الفحص اذا كان لجندي الناتو جذور يهودية – أن يعتبر معتدلا وشريكا حقيقيا في السلام؟ ناهيك عن أنه بشكل ملموس واضح انه لا يمكن اجراء مفاوضات عندما يعلن أحد الطرفين بانه لن يساوم على شيء. اذا كان هذا هو الحال فواضح منذ الان بان المحادثات ستفشل لان اسرائيل سترفض تمديد التجميد الشامل في المستوطنات، او ستجد حجة اخرى.

        حذار علينا ان نوهم أنفسنا. حتى قبل أن تبدأ المفاوضات تمكن الرئيس اوباما من أن يدعو اسرائيل علنا الى تقديم تنازلات احادية الجانب اخرى جوهرها تمديد تجميد البناء في المستوطنات. لا ريب أنه بعد الانتخابات للكونغرس في 2 تشرين الثاني سيمارس مرة اخرى ضغط متزايد على اسرائيل من جانب الولايات المتحدة. ان لم يكن بشكل مباشر، فسيكون هذا من خلال اوروبا او من خلال الامم المتحدة.

        هنا يأتي التحدي الاكبر لنتنياهو. مشكوك أن يكون رئيس الوزراء يوشك على تقديم تنازلات هامة دون تبادلية، مثلما فعل اسلافه. ولكن حقيقة أنه يواصل تسمية محمود عباس "شريكي الحقيقي للسلام" لا تسمح للناس بان تقدر على نحو سليم حقيقة أن مواقف عباس في المفاوضات لا تختلف عن مواقف سلفه الاجرامي ومزدوج الاخلاق – عرفات. ولنذكركم، فقط قبل بضعة اسابيع عباس ورئيس حكومته، سلام فياض، شاركا في احتفال على شرف امين الهندي، من الشخصيات المركزية في تخطيط مذبحة الرياضيين الاسرائيليين في العاب ميونيخ الاولمبية في 1972.

        وموضوع آخر. حتى لو كان عباس نفسه بالفعل يريد الوصول الى تسوية مع اسرائيل، الامر الذي هو ليس معقولا على نحو خاص، فان جمهور ناخبيه لن يسمح له بعمل ذلك ابدا. والحقيقة التي تجعل كل موضوع المفاوضات أكثر سريالية هي أننا نديرها فقط مع نصف الفلسطينيين. الشريك الاقوى، والابرز في غيابه عن المفاوضات، هو حماس التي لولا الجيش الاسرائيلي لكانت صفت السلطة.

        ما الذي يمكن عمله إذن؟ محاولة الوصول الى تسوية مؤقتة ومواصلة تحسين مستوى معيشة الفلسطينيين الى حين ان يقوم لهم زعماء يكونوا مستعدين للتعايش معنا والاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. عندما يقوم زعماء من هذا النوع – سيكون الاسرائيليون، دون ريب، مستعدين لان يقدموا تنازلات واسعة. الى أن تتحقق هذه الامور، فان تقديم تنازلات اخرى سيشكل تعاونا مع الاستراتيجية العربية لاضعافنا كدولة، مرحلة إثر مرحلة.