خبر ما الذي يحفز اوباما- هآرتس

الساعة 04:59 م|12 سبتمبر 2010

ما الذي يحفز اوباما- هآرتس

بقلم: تسفي رفيح

ماذا حصل لبراك اوباما؟ لماذا قرر فجأة العودة للدخول في حقل الالغام الذي يسمى المسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين – بل وقبل شهرين من الانتخابات للكونغرس؟

فهو يعرف، بالتأكيد، بأن حزبه الديمقراطي سيتلقى ضربة جدية في هذه الانتخابات لدرجة أن من شأنه ان يفقد الاغلبية في مجلس النواب وسيطرته في مجلس الشيوخ كفيلة بأن تهتز؛ وهو عالم بحقيقة ان معظم الناخبين غاضبون منه وخائبو الأمل منه بسبب الوضع الاقتصادي الصعب والبطالة المستشرية وعليه فانه يواصل الهبوط في الاستطلاعات. واذا بات لا بد من الانشغال في الشؤون الخارجية – فان العراق وافغانستان تعنيان الناخب أكثر بكثير بالتأكيد من المحادثات المباشرة مع محمود عباس.

جوابان، يكمل الواحد الآخر، يوجدان لهذا السؤال: الأول هو بنيامين نتنياهو، والآخر اوباما. لنبدأ بنتنياهو. في المحادثتين الشخصيتين الطويلتين اللتين أدارهما الزعيمان في البيت الابيض، قبل نحو شهرين وقبل نحو اسبوعين – نجح، أغلب الظن، نتنياهو في أن يقنع اوباما بجدية نواياه وباستعداده للوصول الى حلول وسط ذات مغزى، حقق معه تفاهما في موضوع النووي الايراني وكسب بذلك ثقته. حقيقة ذات مغزى هي أن هذين اللقاءين تما دون حاضرين آخرين (ولا حتى مسجلي محاضر كما هو دارج)، دون أن تتسرب أي معلومة ذات مغزى للجمهور بل ودون تقرير يرفع الى الحكومة.

مصادر في واشنطن تقول إنه في الحديث الأول قال نتنياهو أمورا لم يقلها في الماضي ابدا. ويمكن الافتراض بأنه قيلت ايضا ذات الأقوال في اللقاء الثاني أيضا. اوباما يثق، اذن، بأقوال نتنياهو ومقتنع "بأنه يمكن عقد الصفقات معه" وأن نتنياهو لن يتجرأ على أن يخيب أمله مرة ثانية. ومع مثل هذا الوعد سيسهل على أوباما اقناع أبو مازن بالتنازل والسعودية ومصر بمنحه اسنادا.

اما اوباما نفسه فهو شخصية استثنائية في المشهد السياسي والرئاسي الامريكي. ليس الحب لاسرائيل او للفلسطينيين، ولا للعداء لهم، يحفزاه، بل التفكير البارد والطموح الشخصي.

يدور الحديث عن رئيس بعد يومين من دخوله البيت الابيض عين جورج ميتشل مبعوثا خاصا له للمسيرة السلمية، وهو مصمم على احلال تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين. الدافع هو شخصي اكثر من سياسي. جائزة نوبل للسلام حصل عليها اوباما من قبل. اما الان فعليه "ان يوفر البضاعة". في نظره، السلام او التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين هو المقابل الافضل لجائزة نوبل، ولا سيما في مرآة التاريخ.

يمكن الافتراض بأن اوباما مصمم على مواصلة المسيرة حتى بعد الانتخابات للكونغرس. بل وأكثر من ذلك، فانه سيواصلها حتى الانتخابات التالية للرئاسة، بعد نحو سنتين، حتى لو كان وضعه في الاستطلاعات سيواصل التدهور. وطوال هذا الوقت سيفحص اذا كان نتنياهو سيفي بأقواله.

دوائر اليمين في اسرائيل تنتظر باحتباس للنفس الهزيمة التي سيتعرض لها الديمقراطيون في الانتخابات بعد نحو شهرين. اذا لم يتعلم اوباما الدرس من ذلك ولا يكف عن التدخل في محادثات السلام، ستواصل هذه الدوائر الزمن على أمل أن يطاح به من الرئاسة في 2012. يحتمل جدا أن تكون بانتظارهم خيبة أمل. الرسالة التي يبثها اوباما لنا ولجيراننا هي: سأواصل كوني رئيسا لسنتين ونصف أخرى. لا يوجد رئيس آخر. حتى لو كلفني الأمر ثمن رئاستي – فلن أتراجع.

يبدو لكم ساذجا؟ غير سياسي؟ يبدو أن نعم. ولكن هذا هو اوباما.