خبر مسدس مدخن أم مناورة غربية أخرى- هآرتس

الساعة 04:56 م|12 سبتمبر 2010

مسدس مدخن أم مناورة غربية أخرى- هآرتس

بقلم: يوسي ميلمان

نصدق أم لا نصدق الاكتشافات الجديدة للمجلس الوطني للمعارضة في ايران؟ المجلس هو منظمة جبهوية لمجموعة مجاهدي خلق، التي بدأت طريقها في السبعينيات كمنظمة تدمج بين الايديولوجيا اليسارية والاسلام. المنظمة كانت تضرب ضمن أمور أخرى السياسيين الامريكيين كجزء من محاولتها ضعضعة حكم الشاه. في أعقاب هذه العمليات، تعتبر الادارة الامريكية المجموعة كمنظمة ارهابية حتى اليوم، وكي تتجاوز تواجدها في القائمة الامريكية السوداء، أقام نشطاؤها مجموعة جبهوية خاصة بهم.    

في صالح رجال المجموعة ينسب اكتشافان حقيقيان أديا الى انعطافة في موقف الأسرة الدولية من البرنامج النووي الايراني. فقد كشفوا النقاب في 2002 في مؤتمر صحفي مشابه لذاك الذي عقدوه في واشنطن في نهاية الاسبوع بأن ايران تقيم منشأة لتخصيب اليورانيوم في نتناز. المنشأة تقف اليوم في رأس حربة المساعي الايرانية لانتاج المادة المشعة من أجل السلاح النووي. كما أنهم كشفوا النقاب عن بدء بناء المفاعل البحثي، بحجم 40 ميغا واط، والذي يمكنه أن ينتج البلوتونيوم في أراك. وقد نقلت المعلومة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأجبرت مديرها العام السابق، محمود البرادعي، كمن تملكه الشيطان، على الشروع في تحقيق في الموضوع.

ايران اتهمت ولا تزال تتهم منذئذ بأنها لا تشرك وكالة الطاقة الذرية كما هي ملزمة، في المعلومات عن برنامجها النووي. في أعقاب ذلك، شددت الرقابة على ايران وفي نهاية المطاف أدت تملصاتها وأكاذيبها بالولايات المتحدة والدول الغربية الى اقناع الاسرة الدولية ايضا، وبالاساس روسيا والصين على فرض العقوبات عليها.

صحيح ان لمجاهدي خلق مصادر لا بأس بها في ايران، ولكن زعم في الماضي ايضا بأن المجموعة تشكل مغسلة لتبييض المعلومات التي مصدرها الاسرتين الاستخباريتين لاسرائيل والولايات المتحدة واللتين تفضلان بأن تصل هذه المعلومات الى المجموعة فتقلصان بذلك خطر الكشف عن مصادريهما الاستخبارية.

ولكن من جهة أخرى، سبق للمجموعة ان نشرت عدة اعلانات دراماتيكية عن كشف منشآت جديدة في ايران ترتبط بالبرنامج النووي بل وبمشاريع السلاح البيولوجي والكيماوي والتي ظهرت بأنها غير صحيحة ولم تتوفر أي أدلة لتأكيدها. واضح أن لمجاهدي خلق مصلحة صرفة في ادانة ايران وهذه المصلحة تندرج أيضا ضمن مصالح  الولايات المتحدة واسرائيل، اللتين تسعيان الى تشديد الضغط الدولي عليها وفرض المزيد فالمزيد من العقوبات عليها، على أمل أن تتراجع قيادتها عن نية تطوير السلاح النووي.

صحيح ان ايران أعلنت في الاشهر الاخيرة عن نيتها اقامة عشر منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم، ولكن في حقيقة الأمر لا حاجة لاقامة مثل هذه المنشآت الآمنة تحت الأرض. فقد وصلت الى السيطرة على التكنولوجيا النووية لتخصيب اليورانيوم واجتازت ما تصفه الاستخبارات الاسرائيلية بـ "الحافة التكنولوجية". مظاهر الخلل الكثيرة التي تعطل مشروع تخصيب اليورانيوم في نتناز والتي تنسب لاعمال "التسميم" التي تبثها أجهزة الاستخبارات الغربية في شبكات الشراء الايرانية. ومع ذلك، فان ايران تنجح في التقدم بوتيرة ثابتة وتخصيب اليورانيوم بشكل عادي، مثلما يتبين أيضا من التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعليه، فرغم التأخيرات فان طريقها الى تحقيق السلاح يبدو مشقوقا.

ايران تخصب منذ اليوم اليورانيوم في مستوى 20 في  المائة، ومن هنا حتى التخصيب الذي يكفي لانتاج المادة المشعة بنسبة 90 في المائة، فان الطريق ليس طويلا. كل ما هو مطلوب لها هو معمل من نحو ألف متر مربع مع عدد غير كبير من الأجهزة – العشرات وربما بضع مئات.

في نتناز نفسها يوجد لها منذ الان نحو 9 آلاف جهاز طرد مركزي، منها 6 آلاف جهاز نشط، وهي يمكنها أن تقيمها في قلب المنطقة الصناعية في طهران او في أي مدينة اخرى، دون ان يعرف الامر ودون مخابىء تحت أرضية محصنة. ميزة بناء منشأة لتخصيب اليورانيوم في قلب مدينة ساحر على نحو خاص، وذلك لأنه حتى لو اكتشف، فسيكون من الصعب جدا على من يقرر ضربه من خلال عملية تخريبية او عملية عسكرية تتمثل بالقصف، ان يفعل ذلك خشية المس بالسكان المدنيين وبالابرياء.

من غير المستبعد ايضا ان تكون ايران تنفذ سلسلة من الاعمال التمويهية لبناء مواقع تحت أرضية لتضليل الاقمار الصناعية للتجسس والاستخبارات الامريكية، البريطانية والاسرائيلية، على أمل أن ينجح عددهم الكبير في أن يحتوي في داخله على منشأة واحدة منفردة لا تستطيع ان تكتشفها العيون الغربية وعيون وكالات الاستخبارات الغربية.